انتقادات فلسطينية.. قطر أول دولة عربية تعترف بصفقة القرن
قطر حاولت عبر بوقها الإعلامي قناة الجزيرة الترويج إلى أن الرؤية الأمريكية للسلام هي صفقة القرن
باتت قطر أول دولة عربية توافق رسميا على صفقة القرن الأمريكية التي رفضها الفلسطينيون كأساس لحل الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي.
ففي نص بيان ثنائي أمريكي-قطري حصلت "العين الإخبارية" على نسخة منه "ناقشت الحكومتان قضايا الأمن الإقليمي، بما في ذلك الجهود المشتركة لهزيمة داعش، والعمل من أجل السلام وإنهاء الصراعات في ليبيا وسوريا واليمن، والتطورات السياسية في العراق، وآفاق حل تفاوضي للصراع الإسرائيلي الفلسطيني على النحو المبين في الرؤية الأمريكية للسلام".
وحاولت قطر عبر بوقها الإعلامي قناة الجزيرة الترويج إلى أن الرؤية الأمريكية للسلام هي صفقة القرن.
وقد صدر البيان المشترك في نهاية "الحوار الاستراتيجي الثالث بين الولايات المتحدة وقطر"، ونشرته وزارة الخارجية الأمريكية على موقعها الإلكتروني.
ووجه مسؤول في حركة "فتح"، التي يقودها الرئيس الفلسطيني محمود عباس، انتقادات لقطر.
وأمام ذلك، كتب منير الجاغوب، رئيس المكتب الإعلامي في مفوضية التعبئة والتنظيم لحركة "فتح"، عبر حسابه على فيسبوك: "لقد رفض شعبنا وقيادته خطة ترامب بشكل مطلق، ولا يمكن للقيادة الفلسطينية أن تدخل في مفاوضات تستند إلى هذه الخطة التي تشكل تهديداً لكل شعوب المنطقة، لأنها تتجاهل جوهر الصراع، وهو حق الشعب الفلسطيني بالحرية ضمن دولة مستقلة ذات سيادة كاملة وعاصمتها القدس الشرقية".
وأضاف الجاغوب "يبدو أن دولة قطر تخشى أن يسبقها قطار التطبيع، وإلا كيف لنا أن نفهم ما ورد في نهاية ما سميّ (بالاجتماع الاستراتيجي) بينها وبين الولايات المتحدة والذي ينص على أن "قطر وأمريكا اتفقتا على مناقشة آفاق الوصول إلى حل تفاوضي بناء على الرؤية الأمريكية للسلام؟".
كما اعتبر بسام الصالحي، أمين عام حزب الشعب الفلسطيني وعضو تنفيذية منظمة التحرير الفلسطينية، أن "قطر قامت بأول إعلان رسمي عربي واضح لتبني صفقة القرن أساسا للتفاوض وحل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني".
وقال في تصريح نقلته وسائل إعلام محلية فلسطينية إن "ذلك ورد في وثيقة التفاهم الاستراتيجي الأمريكي القطري، الذي عقد يومي 14 و15 سبتمبر/أيلول الجاري".
وأضاف الصالحي أن "هذا تطور خطير جدا يؤكد أهمية الإسراع في تنفيذ كل ما تم الاتفاق عليه في الاجتماع الأخير للفصائل الفلسطينية، والأهم من ذلك استنهاض طاقات شعبنا في كافة أماكن وجوده والحوار الصريح مع كل مكوناته الشعبية، لمواجهة المخاطر، وتجديد مشروعنا الوطني ومؤسسات شعبنا، وإزالة كل ما اعترى ذلك من نواقص وفجوات، ومعالجتها بصورة صريحة دون تبسيط أو مكابرة".
وفي التاسع من فبراير/شباط الماضي، أعلن بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي أن بلاده باشرت برسم الخرائط لضم الأراضي في الضفة الغربية، بحسب خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للسلام، المعروفة إعلامياً بـ"صفقة القرن".
لكن منذ أغسطس/آب الماضي نجح الإعلان عن معاهدة السلام بين الإمارات وإسرائيل برعاية أمريكية في إيقاف فوري لخطة الضم، التي كانت ستبتلع مساحة واسعة من الأراضي الفلسطينية.