بالصور.. علي الجبالي.. فنان فلسطيني يرسم الأحلام بين ركام الدمار
الفنان الفلسطيني عمل بمبادرة فردية على مدار 6 أشهر، بشكل يومي، بين ركام البرج لإنجاز لوحاته قبل عرضها ضمن معرض "الحالمون بين الركام".
على جدران برج المجمع الإيطالي، الذي دُمر خلال العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في 2014، رسم الفنان الفلسطيني علي الجبالي، 10 لوحات عن أحلام شباب وأطفال فلسطين.
الجبالي عمل بمبادرة فردية منه على مدار 6 أشهر، بشكل يومي، بين ركام البرج لإنجاز لوحاته قبل عرضها للجمهور ضمن معرض أُطلق عليه "الحالمون بين الركام".
وكانت سلسلة من الغارات الإسرائيلية دمرت في 2014 المبنى المُكون من 15 طابقاً، من بينهم 13 طابقاً سكنياً، وكان عبارة عن 52 شقة وطابقان لمركز تجاري ولكن لم يتبق من البرج سوى ركام أول 3 طوابق.
بث الحياة في جدران الموت
وقال الجبالي "26 عاما" لـ"العين الإخبارية" إن رسوماته عبارة عن 4 لوحات جدارية ضخمة الواحدة بمساحة 20 متراً تقريباً، ولوحات أخرى زيتية مختلفة الأحجام، معلقة على ما تبقى من جدران برج المجمع الإيطالي.
وعبر ألوان مائية بسيطة وبتجهيزات غير مكلفة، أنجز علي لوحاته التي حولت الواجهات الصماء والركام إلى لوحة حية عبر الألوان والرسوم ليوصل رسالة للعالم، بأن شباب فلسطين لديه طاقات، وأحلام وحب للحياة رغم الموت والدمار.
وأضاف: "اللوحات تحمل رسالة الشباب الحالم في غزة بالحرية والأمل، وبالخلاص من العدوان والحصار والفقر، وأن يلتفت العالم إليه".
وأوضح الجبالي، خريج الهندسة والديكور، أن رحلته مع الفن بدأت منذ 11 عاماً وعمل على تطوير حبه لفن الجرافيتي من أجل تعزيز "فن الشارع" وصولاً إلى هذا المعرض الذي يحاكي معاناته وأحلامه كشاب خريج يبحث عن فرصة عمل حقيقية ويعاني من الحصار وصعوبة السفر كما هو حال غالبية شباب غزة.
أحلام الأمل
وعلى الجدار الوحيد المتبقي في الطابق الثاني من واجهة المبنى الخارجية، رسم لوحته الأولى على طريقة فن الجرافيتي لطفل حالم ينظر للسماء وتعكس ملامحه حالة الحزن التي تغلف حالات أطفال وشباب فلسطيني بعد 3 حروب وسلسلة موجات تصعيد وحصار ممتد لأكثر من 13 عاماً.
وبين الجدران المتشققة والركام المتساقط، حدد الجبالي مساراً آمناً له داخل المبنى ليرسم باقي لوحاته، وهو المسار الذي سلكه زوار المعرض بعدما افتتحه الأربعاء الماضي.
وأشار إلى إحدى اللوحات التي احتلت جداراً كاملاً، وهي عبارة عن طفلة شعرها متناثر وملامحها تعكس الخوف، موضحاً أنها نموذج لأطفال فلسطين الذين يعانون الخوف من القصف المتكرر لبيوتهم.
وعلى جدارين آخرين، رسم فتاتين حالمتين تحمل ملامحهما الحب والحلم والإصرار على البقاء والأمل، وقال: "هكذا هي حياتنا سنبني أملاً جديداً على ركام أحلامنا".
وقال وهو يشير إلى لوحة زيتية أخرى تُظهر طفلة بملامح تحمل الخوف والذهول تمسك لعبة عبارة عن طفلة بلاستيكية في حالة سيئة أيضاً، إنها تحاكي حكايات أطفال فلسطين الذين يخرجون من تحت ركام منازلهم المدمرة ويبحثون عن ألعابهم.
وأضاف: "هذه اللوحة الأساسية وتحمل اسم "الحالمون بين الركام"، الذي أطلق على مجمل المعرض، فهي مزيج من التناقضات، الخوف والحلم والإصرار على اللعب والحياة".
وأمام لوحة زيتية تحمل رسمين متداخلين أحدهما لشخص يبدو نائماً حالماً تتداخل معها صورة أخرى تحمل ملامحه الشخصية، قال وهو يبدو فخوراً بما أنجزه على مدار أشهر ونال إعجاب الحضور: "هذه تعبر عن حالي، هناك تجد الحلم والأمل والتشتت، كل ذلك مزيج أنا أواجهه كما كل الشباب في غزة".
فرصة ضائعة
ويروي الفنان الشاب بمرارة كيف نجح عام 2015 في الاشتراك بمعرض فني في فرنسا، وبالفعل أعد عدداً من اللوحات، ولكنه لم يتمكن من السفر حينها بسبب الحصار على غزة، مضيفاً أنه أرسل لوحاته إلى المعرض ولكنها فُقدت في الطريق وكان ذلك بمثابة خسارة مزدوجة له.