صور.. فلسطينية تغزل لوحات بديعة من خيوط الصوف بأنامل ذهبية
بمزيج من الإبداع والموهبة والكثير من الدقة والصبر، تحوّل الفنانة الفلسطينية آية مغاري خيوط الصوف إلى لوحات فنية جميلة.
حوَّلت مغاري (22 عاماً) حديقة منزلها المتواضعة في مخيم البريج بقطاع غزة، إلى معمل لإعداد لوحاتها غير التقليدية التي حاكتها بإبرتها من خيوط الصوف.
وعلى طاولة صغيرة، عرضت مغاري بعض إنتاجها من اللوحات والهدايا التذكارية والمفارش، المشغولة بحرفية وإتقان من خيوط متقاطعة لتشكل تفاصيل دقيقة للشخصيات والأشكال.
بصمة مختلفة
الفنانة الشابة التي أبحرت منذ 8 سنوات في عالم الفن التشكيلي، ومارسته بعدة أشكال من رسم لوحات إلى جداريات، ورسوم مختلفة، اختارت في الآونة الأخيرة أن تكون لها بصمة مختلفة تمزج فيها بين موهبة الرسم مع شغفها بالعمل في مجال الحياكة.
وقالت آية لـ"العين الإخبارية" إن رحلتها مع الفن بدأت كموهبة وهي طفلة من خلال إعداد الرسومات والاشتراك في المعارض المدرسية والمتخصصة، حتى ذاع صيتها كواحدة من الموهوبات في الفن التشكيلي.
وأضافت أنها بدأت الرسم بعمر 12 عاماً، ونالت رسوماتها إعجاب معلميها في جميع مراحلها التعليمية، مشيرة إلى دور والدتها وعائلتها في صقل موهبتها من خلال التشجيع والتحفيز على الرسم والمشاركة في المعارض الفنية المتاحة.
وتابعت: "عملت بالشراكة مع مؤسسات مجتمع مدني على إعداد لوحات وجداريات ومعارض متنوعة، في إحداها أعددت 1000 لوحة وتمَّ بيعها من خلال نافذة عرض في أحد المولات الكبرى بغزة".
وأشارت إلى أنَّ موهبتها الفنية أضافت لشخصيتها الكثير من الخبرات والعلاقات الاجتماعية والثقة بالنفس.
تمرد
شغف آية بالفن تمرّد على الأشكال التقليدية للفن التشكيلي، فأبحرت في عالم الفضاء الإلكتروني، والتجريب لتشكل طريقة فن خاصة بها، من خلال توظيف خيوط الصوف لإعداد لوحات جميلة.
وتحدت الفنانة الشابة النمط التقليدي لتوظيف خيوط الصوف في إعداد البسط والمفارش بأشكال هندسية جميلة، إلى مرحلة أخرى من الإبداع، تقوم على رسم الشخصيات بتفاصيلها الدقيقة عبر تقاطعات الخيوط التي سرعان ما تتشكل بعد ساعات من العمل الدقيق للوحات غاية في الجمال.
وتوضح أنَّ اللوحة التي ترسم بها شخصية معينة بخيوط الصوف تستغرق من 5 إلى 6 ساعات من العمل المتواصل، مؤكدة أن هذا الفن يحتاج إلى مزيج من الموهبة والدقة والصبر والخيال.
ولفتت إلى أنها واجهت في البداية بعض الصعوبات في توفير الأدوات المناسبة للعمل، رغم بساطتها، ونجحت بالعمل والصبر على إنتاج عدد كبير من القطع الفنية التي حازت على رضى واهتمام المهتمين.
ملاحقة الحلم
وذكرت أنها تبيع بعض القطع التي تعدها، لتضمن توفير مصدر دخل لها، فهي اختارت ألا تستسلم للبطالة وتبحر في عالم الإبداع والفن، مؤكدة وجود مهتمين في غزة بما تنتجه رغم الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي يعيشها أهل القطاع.
آية التي درست إدارة الأعمال وتطمح بأن تكمل دراستها العليا لنيل درجة الماجستير، تأمل أن تحظى لوحاتها بالمزيد من الاهتمام، ليحقق لها دخلا تستطيع معه إكمال حلمها.
وبينت أن اللوحات والقطع الفنية التي تعدها، يستخدمها زبائنها كهدايا بين الأصدقاء والمحبين، ولزينة المنازل عبر تعليق اللوحات على الجدران، إلى جانب استخدام القطع المخصصة كمفارش وبسط غير تقليدية.