الشغف والدقة.. منهج فنانة فلسطينية لتحويل الخشب إلى تحف فنية
الفنانة الفلسطينية ولاء أبوالعيش تفتخر بمسار الفن الذي تشقه بعيدا عن التقليدية، متحدية البيئة التي تستغرب عمل فتاة بورشة نجارة.
تمزج الفنانة الفلسطينية ولاء أبو العيش الشغف بالدقة والإبداع، لتحول الألواح الخشبية إلى قطع فنية رائعة الجمال.
على مدار عدة ساعات يوميا، تستمر أبو العيش (22 عاما) في العمل داخل ورشة نجارة الأمل برفح جنوب قطاع غزة، والتي أتاحت لها نافذة أمل نحو تحقيق حلمها على طريق الإبداع والفن بعيدا عن التقليدية.
التناقضات مسرح الإبداع والفن.. هكذا بدت الحقيقة.. فالفتاة الحالمة ولاء تعمل بأناملها الرقيقة وسط ضجيج آلات النجارة الخطرة، لتحيل الألواح الخشبية الجامدة إلى لوحات فنية ناطقة.
تبتسم ولاء وهي تطفئ المنشار بعدما أكملت القص الأولي لقطعة فنية جديدة قائلة: "هنا عالمي الجديد، ماكينات خطيرة أتعامل معها بحذر، لكن عبرها أحول هذه الأخشاب إلى لوحات فنية".
بشغف تتناول إحدى القطع الخشبية وتبدأ باستخدام آلة خاصة لحرق الخشب والكتابة عليه بهدوء وتركيز كبيرين، على نقيض الضجيج الصادر عن صوت المنشار قبل قليل.
"على هذه الأرض ما يستحق الحياة".. هكذا كتبت بإبداع على اللوحة الخشبية لتجسد مسار ما تعمل عليه، وتقول "لا يجب أن نستسلم للألم أو المعاناة والحصار، علينا أن نبحث عن مساحات الإبداع لنحلق في فضاءاتها".
ما بين الحرق على الخشب وفن الأركيت والتطريز، 3 تقنيات توظفها أبو العيش لإخراج لوحاتها الفنية التي تحظى بإعجاب كل من يشاهدها.
في المكان تبدو بعض القطع الفنية الجاهزة أو قيد التجهيز، بعضها عبارة عن آيات قرآنية محفورة على الخشب بطريقة إبداعية، أو لوحات خشبية فنية تحمل رسائل وكلمات خاصة تحاكي الحب والأمل والحياة.
تفتخر ولاء بمسار الفن الذي تشقه بعيدا عن التقليدية، متحدية أحيانا البيئة الاجتماعية التي تستغرب عمل فتاة مثلها في ورشة نجارة.
موهبة ولاء الفنية بدأت مبكرا وصقلتها بالدراسة في كلية الفنون الجميلة في جامعة الأقصى وعبر إبحارها في جديد هذا العالم، عبر الفضاء الإلكتروني كما تقول، مشيرة إلى أن ظروف الحصار حرمتها من السفر للتعرف على تجارب عربية ودولية في هذا المجال.
تطمح الفنانة الشابة أن يكون لها "منجرتها" الخاصة التي تعمل بها وتتيح لها الخصوصية والإبحار في عالم الإبداع وإنتاج اللوحات الفنية التي تجسد واقع غزة وألمها وأملها وحلمها.
الفن الخشبي ليس هو الوحيد الذي تجيده الفنانة ولاء، فلها تجربة خاصة في استخدام بهارات الطعام كألوان خاصة تلون بها لوحاتها الفنية، معتمدة أساسيا على الكركم والكمون والكاكاو، وكذلك فاكهة الرمان الحمراء.
تبتسم وهي تتذكر بدايتها في هذا المجال، فقد كانت تتناول فاكهة الرُمان وهي طفلة عندما تساقطت قطرات من بذورها الحمراء على إحدى لوحاتها، ومن هنا استخدمت هذه الحبات لأدواتها الفنية في تلوين لوحاتها باللون الأحمر الدافئ، ولاقت رسوماتها إعجاب الكثيرين ما دفعها للاستمرار وتجربة أنواع جديدة مما تجود به الطبيعة.
وتحلم ولاء بأن يكون لها مدرستها الفنية الخاصة، وأن تكون سفيرة للإبداع والفن وتجسد رسائل وتطلعات شعبها في الحرية والاستقلال بلوحات إبداعية وقطع فنية ناطقة.
aXA6IDE4LjIyMS41Mi43NyA=
جزيرة ام اند امز