«مذنب بالإبادة».. لافتة وكوفية فلسطينية تتحدى نتنياهو بالكونغرس
بلافتة مكتوب على أحد جانبيها «مجرم حرب» وعلى الجانب الآخر «مدان بالإبادة الجماعية» وكوفية فلسطينية.. هكذا واجهت النائبة الأمريكية رشيدة طليب، فلسطينية الأصل، رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالكونغرس.
اللافتة رفعتها طليب، النائبة الديمقراطية عن ولاية ميشيغان، أثناء إلقاء نتنياهو لخطابه أمام جلسة مشتركة للكونغرس، الأربعاء، قاطعها ما يقرب من نصف الديمقراطيين في مجلسي النواب والشيوخ، وفقًا لـ"أكسيوس" الأمريكية.
ورشيدة طليب، عضو الكونغرس منذ أغسطس/آب الماضي، ولدت لعائلة فلسطينية مهاجرة، وكان والدها يعمل في مصنع فورد للسيارات.
وتعود جذورها لمدينة القدس الشرقية المحتلة، فوالدها من بلدة بيت حنينا، أما والدتها فمن رام الله وكلاهما هاجرا من فلسطين منذ عقود.
لافتات بالخارج
وكان أكثر من 5 آلاف متظاهر معارضين للحرب التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة تجمعوا خارج مبنى الكابيتول الأمريكي للاحتجاج على الخطاب.
وحمل بعضهم الأعلام الفلسطينية، وارتدى بعض المتظاهرين الكوفيات الفلسطينية، وطالبوا واشنطن بالتوقف عن تسليح إسرائيل.
ووضعت لافتات على منصة أقامها المحتجون تقول إن نتنياهو "مجرم حرب مطلوب للعدالة" في إشارة إلى مذكرة الاعتقال التي طلب المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية إصدارها، وينفي نتنياهو بشدة اتهامات ارتكاب جرائم حرب.
وكان أعضاء الكونغرس استقبلوا نتنياهو بـ4 دقائق من التصفيق قبل الخطاب الذي تمت مقاطعته عشرات المرات بالتصفيق والوقوف.
خطاب نتنياهو
واستهل رئيس الوزراء الإسرائيلي، الذي وضع على صدره دبوسا يحمل علمي أمريكا وإسرائيل، خطابه بالحديث عما جرى في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، في غلاف غزة، قبل أن يستعرض عدد الرهائن الإسرائيليين الذين عادوا من القطاع والجنود الذين شاركوا في الحرب.
وفيما كانت أعين الإسرائيليين موجهة له للإعلان عن قبول صفقة تبادل الأسرى، اكتفى نتنياهو بالقول: "بينما نتحدث الآن، فإننا نبذل حاليًا جهودًا لتأمين إطلاق سراحهم".
وبشأن الحرب، قال إنه "من الممكن أن تنتهي غداً إذا سلمت حماس أسلحتها وأطلقت سراح جميع الرهائن".
ومستدركا: "ولكن إذا لم يفعلوا ذلك، فإن إسرائيل ستقاتل حتى يتم تدمير كافة قدرات حماس العسكرية".
وعن رؤيته لغزة ما بعد الحرب، أضاف: "لا تسعى إسرائيل إلى إعادة استيطان غزة، ولكن يجب عليها الحفاظ على السيطرة الأمنية الشاملة للتأكد من أن القطاع لن يشكل تهديدًا لإسرائيل مرة أخرى".
وتابع: "يجب أن تكون هناك إدارة مدنية في غزة يديرها فلسطينيون لا يسعون إلى تدمير إسرائيل، هذا ليس كثيرا لنطلبه، يجب ألا يتعلم الجيل الجديد من الفلسطينيين أن يكرهوا اليهود بل أن يعيشوا إلى جانبنا".
ولكنه شدد على ضرورة أن "يكون القطاع منزوع السلاح"، معتبرا أن "نزع التطرف ونزع السلاح" هما الطريقان الوحيدان لتحقيق السلام.
أما على الجبهة الشمالية، فقد أشار نتنياهو إلى أن إسرائيل تفضل الحل الدبلوماسي، لكنه حذر من أن تل أبيب ستفعل كل ما هو مطلوب لإعادة الأمن إلى حدودها الشمالية وعودة السكان إلى منازلهم.
وأشار أيضًا إلى عمليات نقل الأسلحة الأمريكية، قائلاً: "امنحونا الأدوات بشكل أسرع، وسننهي المهمة بشكل أسرع".
وفي الملف الإيراني، قال نتنياهو إن "طهران تقف فعلياً وراء كل الإرهاب والفوضى والقتل. اسألوا أنفسكم: من الذي يقف في طريق إيران لفرض الإسلام المتطرف على العالم؟ إنها أمريكا".
وأضاف: "تدرك إيران أنه لتحدي أمريكا، يجب عليها أولاً أن تغزو الشرق الأوسط باستخدام جميع وكلائها. لكن إسرائيل تقف في طريقها. ولهذا السبب يهتف الغوغاء في طهران الموت لإسرائيل قبل الموت لأمريكا".
وتابع: "عندما نقاتل حماس وحزب الله والحوثيين، فإننا نقاتل إيران. وعندما نقاتل إيران، فإننا نقاتل أكبر عدو لأمريكا. نحن لا نحمي أنفسنا فقط، بل نحميكم".
وأردف: "إذا تذكرتم شيئاً واحداً من هذا الخطاب، فإن أعداءنا هم أعداؤكم، ومعركتنا هي معركتكم، وانتصارنا هو انتصاركم. وهذا النصر يلوح في الأفق. وهزيمة حماس ستكون ضربة مدمرة لإيران".
ودعا نتنياهو إلى تحالف ضد إيران، قائلا إن هناك "لمحة" عن هذا التحالف في 14 أبريل/ نيسان الماضي عندما شنت طهران هجومها الصاروخي والطائرات بدون طيار ضد إسرائيل.
وقال: "شكرًا للرئيس بايدن على جمع هذا التحالف معًا، أعتقد أننا يجب أن نسميه تحالف إبراهيم".
وشكر نتنياهو في خطابه، بايدن على دعمه لإسرائيل وقال: "أعرفه منذ 40 عاما. وأود أن أشكره على صداقته".
كما وجه الشكر للرئيس السابق دونالد ترامب على الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأمريكية إليها والاعتراف بضم إسرائيل لمرتفعات الجولان.
في المقابل، وجه نتنياهو الاتهام للمتظاهرين ضد الحرب، متهما إياهم بدعم "حماس" وقال: "هؤلاء المتظاهرين يقفون معهم. يجب أن يخجلوا من أنفسهم".
وأضاف: "ليس المحتجون في الحرم الجامعي فقط هم من يخطئون. إنهم أيضًا الأشخاص الذين يديرون تلك الجامعات. ومن العار أن رؤساء تلك الجامعات لم يتمكنوا من إدانة الدعوات للإبادة الجماعية لليهود".
وبشأن المتظاهرين خارج قاعة الكونغرس، قال: "لقد علمنا مؤخرًا أن إيران تمول الاحتجاجات المناهضة لإسرائيل (..) إنهم الأغبياء الذين يفيدون إيران".
ووجه الاتهام للمحكمة الجنائية الدولية بمحاولة تقييد أيدي إسرائيل وقال: "لقد اتهم المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية إسرائيل بشكل مخجل بتجويع سكان غزة عمداً. وهذا بالطبع هراء".
وأضاف: "أكاذيب المحكمة الجنائية الدولية ليست تشهيراً فحسب، بل إنها خطيرة. وأمريكا هي التالية، وكذلك كل الديمقراطيات التي تحارب الإرهاب. لن يتم تكبيل دولة إسرائيل أبدا. إسرائيل ستدافع عن نفسها دائما".