فضاء فلسطين الافتراضي تحت المقصلة في 2020

بين إغلاق صفحات، وحجب أخرى وحظر حسابات، تنوع استهداف المحتوى الفلسطيني على مواقع التواصل الاجتماعي خلال عام 2020.
وتعرضت مئات الحسابات التي تعود لصحفيين أو نشطاء فلسطينيين، لحملة بلاغات مجهولة المصدر أدت لحذف عشرات الصفحات والحسابات أو إيقافها بشكل مؤقت، بحجة أن المحتوى يتعارض مع معايير وشروط الخدمة في المنصة.
ويؤكد الخبير التقني إياد الرفاعي، مدير مركز "صدى سوشيال" المتخصص في رصد الانتهاكات ضد المحتوى الفلسطيني عبر الفضاء الإلكتروني أن العام الجاري شهد ارتفاعا في انتهاك المحتوى مقارنة بالعام الماضي.
معايير فضفاضة
يعزو الرفاعي في حديثه لـ"العين الإخبارية" محاربة المحتوى الفلسطيني لأسباب سياسية، مبينا أن معايير مواقع التواصل فضفاضة وتتماهى مع السياسة الأمريكية.
وخلال عام 2019 وثق مركز صدى 950 اعتداءً منها 779 على "فيسبوك" و16 على "تويتر" و9 على "انستقرام" و12 على "يوتيوب."
تشير معطيات إلى أن أول 10 أشهر من عام 2020 شهدت أكثر من 800 انتهاك مع زيادة في استهداف المحتوى الفلسطيني على "تويتر" مقارنة بالعام الماضي.
ويؤكد الرفاعي أن المؤشرات المتوفرة أن عدد الانتهاكات هذا العام أكبر قليلا من العام الماضي، رغم أن أزمة جائحة كورونا عملت على تهدئة الأوضاع السياسية عامةً.
ويشير إلى أن أبرز ما يمكن الحديث عنه دخول "تويتر "على خط الانتهاكات كثيرًا، ورفض إدارة المنصة استعادة نشر محتوى فلسطيني لا يخالف معاييرها، أو استعادة حسابات أيضًا.
وامتد استهداف المحتوى إلى المنصات الجديدة التي برزت خلال جائحة كورونا لعقد اللقاءات والمؤتمرات، ومنها منصة زووم التي منعت ندوة للفلسطينية ليلى خالد قبل انعقادها؛ ما يعني أن هناك تتبعًا كبيرًا من المراقبة، وفق الرفاعي.
وكانت ليلي خالد تنتمي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين قبل 51 عام عندما أقدمت بمساعدة شخص آخر على خطف طائرة ركاب أمريكية رحلة رقم 840 بين خط لوس أنجلوس وتل أبيب ليحولا مسارها إلى دمشق ثم يفجرانها بعد إنزال ركابها منها.
تحرك قضائي
يرى الرفاعي ضرورة أن يكون هناك تحرك فلسطيني رسمي مع إدارات المواقع، موازٍ للتحرك الإسرائيلي، ومن جانب آخر يجب أن يكون هناك دور لمؤسسات المجتمع الأهلي في هذا الموضوع.
وكشف أن مركز "صدى" بصدد رفع قضية على "فيسبوك" في المحاكم الأوروبية لإلحاقها الضرر بالصفحات الفلسطينية، مشيرا إلى أنه سيجري بعد تحقيق نجاح في المحاكم الأوروبية التوجه للمحاكم الأمريكية.
إسكات ومنع
وتعزو وسائل التواصل حذف المحتوى الفلسطيني بانتهاكه معايير النشر والتحريض على العنف والإرهاب.
غير أن موسى الريماوي مدير المركز الفلسطيني للتنمية والحريات الإعلامية "مدى": إن استهداف المحتوى الفلسطيني يهدف إلى إسكات الإعلام الفلسطيني ومنعه من نقل الحقيقة.
وأشار الريماوي في حديثه لـ"العين الإخبارية" إلى أن اللافت أن الكثير من المحتوى المستهدف لا يمكن تصنيفه كمحتوى عنف أو تحريض على الإرهاب، إنما يتعلق بحقوق فلسطينية أقرتها الأمم المتحدة والمواثيق الدولية.
ولفت إلى أنه منذ 2016 زادت الانتهاكات بحق المحتوى عندما وقعت إسرائيل اتفاقية مع "فيسبوك" وهذه السنة تضاعفت الانتهاكات أكثر واستمر الأمر في السنوات التالية.