هل «غزت» القوات الأمريكية شاطئًا مكسيكيًا بالخطأ؟
في حادث استثنائي أثار استنكاراً دبلوماسياً، وجدت واشنطن نفسها في موقف محرج، بعد أن نشر مقاولون تابعون للولايات المتحدة لافتات تحذيرية
عسكرية على الشاطئ المكسيكي "باجداد" عند مصب نهر ريو غراندي.
ووثقت مقاطع فيديو متداولة على نطاق واسع لحظات تدخل القوات البحرية المكسيكية لإزالة هذه اللافتات التي نصّبت دون تنسيق مسبق، والتي حذرت باللغة الإنجليزية من دخول المنطقة التي وصفتها بأنها خاضعة لسلطة وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون)، مع تهديد كل من يخالف ذلك بالاعتقال والتفتيش.
وسرعان ما بادر البنتاغون إلى تقديم تفسير عبر السفارة الأمريكية في المكسيك، مؤكداً أن الحادث جاء «نتيجة خطأ» في التقدير من قبل المقاولين الذين أوكلت إليهم مهمة ترسيم "منطقة الدفاع الوطني"، حيث أدت التغيرات في عمق المياه والطبوغرافيا إلى تشويه تصورهم لموقع الحدود الدولية الفعلي.
وأشار البيان إلى تعاون واشنطن مع السلطات المكسيكية، مع الوعد باتخاذ الإجراءات اللازمة لمنع تكرار مثل هذه الأخطاء في المستقبل.
من جانبها، أكدت الرئيسة المكسيكية كلاوديا شينباوم أن وضع اللافتات تم "عن طريق الخطأ"، مشددة على أهمية احترام السيادة المكسيكية. كما أعلنت عن تدخل لجنة الحدود والمياه الدولية - الهيئة الثنائية المسؤولة عن ترسيم الحدود بين البلدين - في مراجعة مفصلة للحادث، حيث ستقوم بدراسة الخرائط والأدوات المستخدمة في تحديد الحدود.
يأتي هذا الحادث في مناخ متوتر بالفعل بين البلدين الجارين، خاصة في أعقاب القرار المثير للجدل الذي اتخذه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بإعادة تسمية "خليج المكسيك" إلى "خليج أمريكا"، بالإضافة إلى تصريحاته حول خطط محتملة لتنفيذ ضربات عسكرية ضد كارتلات المخدرات على الأراضي المكسيكية، وهو ما رفضته الحكومة المكسيكية بشدة.
من الناحية القانونية، أشار الخبراء إلى أن الحادث قد يشكل «انتهاكاً» لمعاهدة الحدود لعام 1970 التي تحدد الحدود عند منتصف أعمق قناة للنهر. وعلى الرغم من الحساسية الأمنية للواقعة، يرى مراقبون ضرورة سرعة احتواء الموقف.
وعلى الرغم من الحساسية الأمنية للحادث، تشير التقديرات إلى أنه يبدو كخطأ غير مقصود، ومن غير المرجح أن يترتب عليه عواقب دبلوماسية كبيرة.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuNTYg جزيرة ام اند امز