فازت بقلوب فقراء المكسيك وملياردير البيت الأبيض.. معادلة شينباوم

بعد عامٍ على توليها رئاسة المكسيك كأول امرأة في هذا المنصب، لا تزال كلاوديا شينباوم تحظى بشعبية واسعة رغم التحديات.
وفقا لاستطلاع رأي أجرته شركة بوينديا وماركيز في أغسطس/آب الماضي، لصالح صحيفة إل يونيفرسال، يوافق حوالي 70% من المكسيكيين على أدائها.
ورغم أن هذه النسبة تراجعت عن 80% في فبراير/شباط الماضي، فإنها لا تزال بعيدة عن نسبة تأييد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، التي تبلغ قليلا فوق 40% بعد ثمانية أشهر من ولايته الثانية، بحسب استطلاعات رأي أجرتها شبكة "سي إن إن".
فما هو سر نجاح شينباوم؟
تشير الاستطلاعات إلى أن أحد أبرز إنجازاتها هو توسيع نطاق برامج الدعم الاجتماعي لملايين المواطنين، بمن فيهم كبار السن والطلاب والأمهات العازبات والنساء بشكل عام.
جزء من هذه السياسات هو استمرار للسياسات التي جعلت سلفها ومعلمها، الرئيس السابق، أندريس مانويل لوبيز أوبرادور، يتمتع بشعبية كبيرة، وتعكس الشعار الذي أوصله إلى السلطة "من أجل مصلحة الجميع، الفقراء أولا".
انتُخبت شينباوم كأول رئيسة للمكسيك في يونيو/حزيران، بنسبة تقارب 60% من الأصوات، ويعود ذلك جزئيا إلى وعدها بمواصلة إرث لوبيز أوبرادور. ولكن منذ توليها السلطة، لم تكتفِ باتباع أجندته.
يشير المحللون إلى ثلاثة مجالات أخرى حظيت بإشادة واسعة لشينباوم، وهي:
- تعاملها مع العلاقات مع الولايات المتحدة وترامب.
- مكافحتها للفساد.
- كأس العالم لكرة القدم الوشيك.
- هدوء الأعصاب مع ترامب
هدوء الأعصاب مع ترامب
تقول "سي إن إن"، إن الزعيمة المكسيكية حظيت بإشادات واسعة لنهجها المتزن تجاه الرئيس الأمريكي، بما في ذلك شعارها "الحفاظ على هدوء الأعصاب".
ففي حين زاد ترامب الضغط عليها بأوامر شملت إعادة تسمية خليج المكسيك إلى خليج أمريكا وإعلان عصابات المخدرات منظمات إرهابية - وهو إجراء قد يمهد الطريق لاستخدام القوة العسكرية الأمريكية على الأراضي المكسيكية - سارت شينباوم على خط دبلوماسي بين التعاون في مجال الأمن والهجرة، مع المطالبة في الوقت نفسه باحترام السيادة المكسيكية.
على الرغم من أنها استجابت للعديد من مطالب ترامب، مثل تعزيز عدد القوات على الحدود الأمريكية لردع تهريب المخدرات، واستقبال آلاف المهاجرين المرحّلين من الولايات المتحدة، وتسليم العشرات من أعضاء الكارتل المزعومين المطلوبين من الحكومة الأمريكية، إلا أنها صمدت في وجه خطابه بقوة.
وخلال خطاب ألقته الأحد في ساحة "إل زوكالو" الشهيرة في مدينة مكسيكو، والذي سلطت فيه شينباوم الضوء على انخفاض معدل الجريمة باعتباره من أهم إنجازات عامها الأول، أشارت أيضا، وبوضوح، إلى أن "المكسيك لا تقبل التدخل، ولا تقبل التدخل - نحن دولة حرة ومستقلة وذات سيادة".
ويقول الخبراء إن اتباعها هذا النهج الدقيق لم يُحسّن مكانتها الدولية فحسب، بل ساعدها أيضا في معالجة بعض المشكلات الأمنية العديدة التي عانت منها البلاد لعقود.
انخفاض معدلات الجريمة
في عامها الأول، انخفض معدل العديد من الجرائم الخطيرة بشكل حاد، وفقًا للأرقام الرسمية. وخلال الأشهر الـ11 الأولى من ولاية شينباوم، سُجّلت 23,917 جريمة قتل عمد في المكسيك، بانخفاض عن 31,801 جريمة خلال الفترة نفسها بولاية لوبيز أوبرادور.
ومع ذلك، تواجه شينباوم تحديات في هذا المجال، إذ لم يكن هذا الانخفاض في معدلات الجريمة متساويًا في جميع أنحاء البلاد.
ويقول حوالي 63.2% من المكسيكيين إنهم يشعرون بعدم الأمان في مدينتهم، وفقًا لتقرير صادر عن المعهد الوطني للإحصاء والجغرافيا.
كما تكشف استطلاعات رأي متعددة أن معظم المكسيكيين يعتقدون أن القضايا الأمنية لا تزال المشكلة الرئيسية في البلاد.
مكافحة الفساد
من جهة أخرى، حظيت شينباوم بإشادة لمكافحتها للفساد، وخاصةً استهداف المسؤولين المرتبطين بسرقة الوقود، وهي مشكلة رئيسية في المكسيك أصبحت مصدر دخل متناميًا للجماعات الإجرامية حيث يغذيها أحيانًا الفساد الحكومي.
ففي أوائل سبتمبر/أيلول الماضي، أعلن وزير الأمن عمر غارسيا حرفوش، أن السلطات ألقت القبض على 14 شخصًا يُزعم تورطهم في مخطط تهريب وقود واسع النطاق كان من بينهم جنود من مشاة البحرية ومسؤولون سابقون في الجمارك ورجال أعمال.
وتُعتبر هذه الحملة تطورًا مهمًا في جهود شينباوم ضد الفساد، وقد حظيت بدعم 70% من المكسيكيين، وفقًا لاستطلاع أجرته شركة "إنكول" لصالح صحيفة "إل باييس" وإذاعة "دبليو".
ومع ذلك، يشبه العديد من الخبراء التقدم في هذا المجال بقطرة في محيط.