بذكرى إعلان الاستقلال.. انقسام الفلسطينيين يهدد حلم "الدولة"
بعد 32 عامًا على إعلان وثيقة استقلال فلسطين، يصطدم حلم الفلسطينيين بالدولة، بمعوقات عديدة في مقدمتها الانقسام والخلافات الفصائلية.
وفي 15 نوفمبر/تشرين الثاني 1988، اعتلى الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، منصة اجتماع المجلس الوطني الفلسطيني، في قاعة قصر الصنوبر بالجزائر، معلنا "باسم الله وباسم الشعب العربي الفلسطيني قيام دولة فلسطين فوق أرضنا الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف".
خطوة مهمة ورهان على الوحدة
ويؤكد منير الجاغوب، رئيس المكتب الإعلامي في مفوضية التعبئة والتنظيم لحركة فتح، لـ"العين الإخبارية": أن إعلان وثيقة الاستقلال كان خطوة مهمة سيتبعها خطوات طويلة حتى الوصول للاستقلال.
وقال الجاغوب: "لقد عادت السلطة الوطنية للأراضي الفلسطينية وصار لنا كينونة وعلم وسلام وطني ورمزية فلسطينية على الأرض".
ورأى أن تحقيق الاستقلال اليوم له علاقة بالوحدة الوطنية "لأن وحدتنا الداخلية مهمة جدا"، مبينا أنه "عند توحد الهدف بين قوى شعبنا بسهولة يتوحد الوطن".
وشدد على أن هناك أهدافا موضوعة لتحقيق وحدة كاملة لشعبنا الفلسطيني، وأن وحدة الشعب الفلسطيني هي خطوة وطنية مهمة لتحقيق الاستقلال الفلسطيني.
الانقسام يبعد حلم الاستقلال
ويعتقد الكثير من الفلسطينيين أن الانقسام بين فتح وحماس منذ سيطرة الأخيرة على قطاع غزة عام 2007، أعاق الجهد الفلسطيني لتحقيق الاستقلال، وأدخل المنطقة في أزمات حرفت الأنظار عن الصراع الحقيقي.
ويعتقد الدكتور عثمان عثمان، أستاذالعلوم السياسية في الضفة الغربية أن الفلسطينيين باتوا اليوم أبعد عن الاستقلال من عام 1988 ومن عام 1993 ومن عام 2000 بسبب التفرقة الفلسطينية.
وقال عثمان، لـ"العين الإخبارية": "لم يترجم الاستقلال في دولة فلسطينية مستقلة لأنه لا يمكن أن تحصل على دولة مستقلة في ظل الوضع الراهن".
ورأى أن المطلوب الإقرار بأن القضية الفلسطينية صعبة ومعقدة وأن الاستقلال ليس سهلا أو قاب قوسين أو أدنى بعد ربع قرن مفاوضات.
وشدد على أن الرهان على العمل الجماعي وتضافر الجهود لتعود اللحمة الفلسطينية إلى سابق عهدها، ويتفق الجميع على أهداف وطنية يعملون لأجلها؛ لأن البقاء في الأوضاع التي نعيشها يبعدنا تماما عن نيل الحرية.
وتوجه الأحد، وفدان من فتح وحماس إلى القاهرة، لاستكمال مباحثات متعثرة لإنجاز المصالحة الفلسطينية برعاية مصرية.
ويشير الأكاديمي عثمان إلى أن الشعب الفلسطيني دون مؤزارة العرب والمسلمين لا يمكن تصور قدرته على إقامة دولته وتحقيق استقلالها.
وأردف القول: "دون دعم الأشقاء والأصدقاء لتحقيق ذلك الهدف الذي باركته معظم دول العالم في البدايات والآن بدأنا نفقد جزءا من دول العالم الداعمين لنا لأسباب متعددة".
مشهد معقد وقضية حيّة
ورغم إقرار الدكتور أحمد رفيق عوض، الكاتب والمحلل السياسي بتعقد الأمور في المشهد الفلسطيني بعد 32 عامًا من إعلاق وثيقة الاستقلال، إلاّ أنه يرى أن القضية الفلسطينية ظلت حية.
عوض قال، لـ"العين الإخبارية": "لم يتم حل الصراع؛ بالعكس الأمور تعقدت وانقلبت تماما.. لكن الذي تحقق بقاء الشعب الفلسطيني وصموده".
وأوضح أن إعلان الاستقلال أكد حضور فلسطين كشعب وجغرافيا ، والدولة الفلسطينية أصبحت هدفا وطموحا وحلما يجري العمل من أجل تحقيقه".
وأشار إلى أن أهمية الإعلان ليست رمزية فقط بل له قيمة فعلية فالفلسطينيون يعملون من أجل الاستقلال وأن الشعب الفلسطيني بلور هويته.
وتابع القول: "نحن في لحظة تاريخية سيئة لأن المجتمع الدولي منشغل بمشاكله الكبيرة، والعالم يواجه مشاكل كبيرة كالبيئة والمناخ والإرهاب والسباق النووي ... وانشغال العالم العربي كل هذا يجعل وضعنا الفلسطيني صعبا".
وأضاف أن الاستقلال صار مطلب جميع القوى الفلسطينية، وباتت إقامة الدولة فكرة الجميع متفق عليها قوى علمانية أو دينية، لافتا إلى أنه لم تعد هناك فروق بين فتح وحماس حول الدولة والاستقلال.
وبحسب المجلس الوطني الفلسطيني؛ فإن نحو 110 دول اعترفت في ذلك الحين بفلسطين، وتبعها اعتراف الأمم المتحدة في نوفمبر 2012، حيث صدر قرار الجمعية العامة رقم 19/67، "حتى وصل عدد الدول التي اعترفت بدولة فلسطين نحو 141 دولة".
وفي السنوات الأخيرة، طالبت القيادة الفلسطينية دول الاتحاد الأوروبي بالاعتراف بدولة فلسطين على حدود 1967.
واعترفت السويد بالدولة الفلسطينية، فيما حثت العديد من البرلمانات الأوروبية حكوماتها على اتخاذ الخطوة نفسها.
ويقول مسؤولون في دول أوروبية إنهم لا يعارضون الاعتراف بالدولة الفلسطينية، لكنهم ينتظرون الوقت المناسب للقيام بذلك.
aXA6IDMuMTMzLjEwOC4yMjQg جزيرة ام اند امز