الانتخابات الفلسطينية.. هل تتحالف فتح وحماس؟
بمجرد إعلان موعد الانتخابات الفلسطينية، انطلقت في الكواليس محاولات تشكيل قوائم وتحالفات انتخابية بانتظار فتح باب الترشح للانتخابات.
ووفق لجنة الانتخابات المركزية، سيتم في 20 مارس/آذار المقبل ولمدة 12 يوما فتح باب تسجيل القوائم المرشحة للانتخابات التشريعية كونها تجري على قاعدة التمثيل النسبي الكامل، على أن تبدأ الدعاية الانتخابية من صباح يوم 1 مارس ولمدة21 يوما.
مصادر متطابقة أكدت لـ"العين الإخبارية" أن مارثون المفاوضات لتشكيل القوائم انطلق فعليا قبيل اتفاق حركتي فتح وحماس على إجراء الانتخابات، وزادت وتيرة ذلك بعد إعلان الرئيس الفلسطيني محمود عباس موعد الانتخابات.
وقالت المصادر: إن دوائر المفاوضات السرية تجري بين الفصائل من جهة، وبين شخصيات قانونية ومستقلة من جهة أخرى، دون أن تتبلور صورة نهائية لأشكال التحالفات.
القوى الليبرالية
وفي هذا الصدد أكد رمزي رباح، عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، أن التحالفات بين القوى السياسية أو مكونات المجتمع المدني أحد الأشكال التي يمكن طرحها، مشيرا إلى سيناريو التحالف بين القوى الديمقراطية واللبيرالية وارد جدا.
وقال رباح لـ"العين الإخبارية": إن المستقلين وشخصيات المجتمع المدني يمكن أن يشكلوا قائمة مشتركة.
وأضاف:"تجربة تحالفنا مع عدة قوى في انتخابات 2006 خضعت للتقييم من الجبهة وغيرها من القوى وبالتأكيد على ضوئها تم استخلاص العبر"، مؤكدا أنه قد يكون هناك بحث عن ائتلافات أوسع أو قد تكتفي بعض الأحزاب بقائمة حزبية فقط.
وشدد على أن "المهم أن تفضي نتائج تلك الانتخابات إلى تشكيل حكومة ائتلاف وطني تعالج الأزمات وتتصدى للتحديات الماثلة أمام الفلسطينيين".
هل تتحالف فتح وحماس؟
أحد السيناريوهات التي يدور الحديث عنها، والتي تبدو مفاجئة للجميع، تشكيل قائمة بين الغريمين حركتي فتح وحماس، حيث تحدث مسؤولون من الجانبين في وقت سابق عن هذا الخيار دون حسمه، رغم وجود معارضات شديدة له داخل الحركتين وحتى في أوساط المجتمع.
وجاء طرح هذا السيناريو في تصريحات لعضو اللجنة المركزية لحركة فتح جبريل الرجوب، ونائب رئيس المكتب السياسي لحماس صالح العاروري، في حين أكدت مصادر من الحركتين لـ"العين الإخبارية" استحالة الوصول لتوافق من هذا النوع، وأن الأمر "ليس أكثر من مجرد أحلام غير واقعية عند بعض الشخصيات".
ويؤكد محمود العالول، نائب رئيس حركة فتح، أن حوارات مع الفصائل ستبحث احتمال تشكيل قوائم انتخابية مشتركة.
وقال محمود العالول في تصريحات صحفية إن الحوارات من المقرر أن تجري في القاهرة وداخل الأراضي الفلسطينية سواء بين حركتي فتح وحماس حيث ستناقش قضية الانتخابات وآليات تشكيل القوائم بما في ذلك إمكانية تشكيل قوائم مشتركة واستطلاع مواقف الفصائل من ذلك.
غير أن ناصر القدوة عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، عبر عن رفضه لما يسمى بالقائمة المشتركة بين فتح وحماس، قائلا إنها" غير ديمقراطية وتتجاهل كل ما حدث في السابق ولأنها غير ممكنة سياسياً".
وأضاف أن التحالف الممكن هو بين فصائل منظمة التحرير بحيث تشكل قائمة مشتركة بين فتح وهذه الفصائل وقال هذا أمر ممكن ويجوز بحثه.
وقال: "كنت أتمنى لمصلحة الوطن ولمصلحة هذه الفصائل أن تخوض الانتخابات سوية مع بعضها البعض، كتيار وطني يساري لديه موقف ومطالب مختلفة".
التيار الثالث
أما محمود الزق، أمين سر هيئة العمل الوطني وعضو المكتب السياسي لجبهة النضال، فقال لـ"العين الإخبارية" ، إن هناك خيارات أمام الجميع إما أن يشكلوا قوائم مستقلة أو تحالفات.
وأضاف أن :" المعيار الرئيس لتشكيل القوائم هو الرؤية السياسية، أو التوافق على تشكيلة القائمة الانتخابية بين القوى المتحالفة، وثالثا اختيار أشخاص يتمتعوا بالاحترام ولهم تاريخ ناصع وأيدي نظيفة كي تكون مقبولة لدى الفلسطنيين".
وأشار إلى أن وجود قوتين (فتح وحماس) لهما وزن في الشارع الفلسطيني سيدفع الآخرين لبحث إقامة تحالفات لخلق حالة توازن وأمر طبيعي أن تتوجه القوى في هذه اللحظة لبحث خياراتها."
واعتبر أن دخول فتح وحماس في قائمة مشتركة "سيكون مسرحية هزلية"، مشددا على أن المطلوب من القوى الأخرى أن تشكل البديل.
وقال:"هناك ميل لتشكيل تيار ثالث بعيدا عن فتح وحماس لأن الشارع يبحث عن بدائل بعد سنوات من البؤس، كاشفا عن أنهم وجهوا دعوة لإقامة قائمة مشتركة لقوى م ت ف لتكون مقابل قوى تسعى لصناعة بديل عن منظمة التحرير.
قائمة المنظمة
وكشف صالح رأفت، عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، الأمين العام للاتحاد الديمقراطي الفلسطيني "فدا" عن اجتماع لفصائل منظمة التحرير الفلسطينية الأربعاء المقبل لبحث خطوات إجراء الانتخابات.
وأوضح أن الاجتماع سيناقش عددا من الخيارات من أجل مشاركة الفصائل الفلسطينية في الانتخابات المقبلة المقرره في مايو/ أيار 2021، كما بين أن أحد الخيارات المطروحة قائمة موحدة لفصائل منظمة التحرير الفلسطيني لخوض الانتخابات التشريعية مع العلم أن الانتخابات ستكون وفق النظام النسبي الكامل.
وحدة فتح
في الكواليس تبذل جهود أيضا، لرأب الصدع داخل حركة فتح، بهدف تشكيل قائمة موحدة.
وحصلت "العين الإخبارية" على رسالة داخلية للتيار الديمقراطي في حركة فتح الذي يقوده محمد دحلان، أكدت أن قرار الوحدة والقائمة الموحدة لحركة فتح، تسعى قيادة التيار إلى تحقيقه، دون إحداث أي رد فعل سلبي يؤثر على مكانة فتح ووضعها الانتخابي".
وأكد مصدر من التيار أنهم يسعون بقوة لرأب الصدع وتشكيل قائمة موحدة تعبر عن قوة حركة فتح، وحال فشل هذا الخيار سيتم اللجوء لتشكيل قائمة منفصلة.
قوائم الشباب
المحامي رامي محسن منسق حملة بدنا انتخابات الشبابية، كشف لـ"العين الإخبارية" أن الحملة انطلقت العام الماضي من شباب مستقلين في الضفة الغربية وقطاع غزة إثر تراجع دور الشباب في الحياة السياسية العامة وتفاقم المشكلات التي واجهت الشباب والمرأة وذوي الإعاقة والمزارعين وغيرهم من فئات المجتمع.
وقال: "هناك دعوات شبابية عدة انطلقت بعد مراسيم الانتخابات للبحث في دعم تشكيل قائمة شبابية مستقلة أو المشاركة في قائمة تضم الشباب والمرأة وشرائح أخرى من المجتمع ودعم كذلك تمثيل الشباب في قوائم الأحزاب السياسية.
وتوقع نجاح الشباب في تشكيل قوائم مستقلة على مستوى الوطن، قائلا:" نأمل أن نصل لقائمة مشتركة على مستوى الوطن تتحالف مع المرأة والمزارع وذوي الإعاقة لانتزاع حقوقنا وتمثيلنا بقوة".