سبقها 24 اختراعا.. مهندس فلسطيني يخترع ميدالية ذكية لتتبع كورونا
وسط قطع متناثرة من اللوحات الإلكترونية يعكف الشاب الفلسطيني محمد صيدم عدة ساعات يوميا يطارد أحلامه في ابتكار أدوات من إمكانيات صفرية.
يفخر صيام (26 عاما) خريج هندسة ميكاترونكس من جامعة الأزهر بـ25 "اختراعا" لأجهزة وأدوات صنعها لتسهل الحياة وتحقق أهدافا متعددة، في طريق حلمه الذي يبدو بلا نهاية.
الميدالية الذكية
أحدث إنجازات صيدم، كما يروي لـ"العين الإخبارية"، هي ميدالية ذكية، وجاءت تلبية لتداعيات جائحة كورونا، مبينا أن الفكرة لاحت عندما استشعر خطورة عدم التزام الناس بالتباعد الاجتماعي للوقاية من وباء كورونا المستجد.
وقال: إنه اختار أن يسهم في تكريس الوعي بشيء عملي يساهم في تحقيق التباعد بما يحفظ صحة الناس.
وترتكز فكرة الميدالية على اختراع جهاز إنذار بسيط يعلق في العنق، ويطلق جرس إنذار إذا حدث اقتراب من مرتديها مسافة تقل عن متر واحد، وهي توفر ميزة الشحن اللاسلكي للهواتف الذكيّة وعبوة معقّم لليدين تعمل آلياً بواسطة جهاز حسّاس.
ويوضح أنه اختار تصميم الميدالية من بين عدة تصميمات لسهولة حملها على العنق ومنظرها الجمالي، مشيرا إلى أنها تتكون من مجس فصل المسافة ومجس التعقيم وقطعة برمجة ومفتاح مع بطارية وشحن لاسلكي مغطاة بغطاء بلاستيك.
وتبلغ تكلفة صناعة الميدالية 80 شيكل (حوالي 24 دولارا)، مؤكدا أنه حال تبنت جهة هذا المشروع وجرى إنتاج كميات منها فإن التكلفة ستنخفض.
فوائد متعددة
وذكر أنه استغرق أسبوعا لصناعة الميدالية من قطع إلكترونية ومجسّات لاسلكية كانت مبعثرة في ورشته الخاصّة قبل طباعة هيكلها على طابعة إلكترونية ثلاثية الأبعاد.
وأشار إلى أنه أضاف لجهاز الإنذار ميزة تمكن من شحن الهاتف الذكي إلى جوار حاوية لسائل معقّم تعمل بنظام حسّاس إذا اقتربت اليد منها.
وأكد أنه يعمل الآن على تسجيلها براءة اختراع وكذلك على تبنيها من شركة تكنولوجية لصناعة كميات والبدء بتسويقها بغزة.
في ملاحقة الشغف
ركن خاص في منزل صيدم حوله كمشغل لصناعاته وابتكاراته التي يحاول فيها ترجمة شغفه بصناعة التكنولوجيا التقنية وصولا إلى اختراع يخدم الإنسانية.
ويؤكد أنه ماضٍ في طريقه رغم شح الإمكانات وطبيعة الحصار التي تعيق وصول بعض الإمكانات والخامات، وكذلك عدم وجود جهات داعمة ماليا، كون هذه الاختراعات لها تكلفة مالية عالية بالكاد يستطيع تغطيتها من أعماله.
يبتسم وهو يتذكر بداية مشواره في مجال الابتكارات، مشيرا إلى أن ذلك كان في سنوات المرحلة الإعدادية إذ كان أول أعماله وهو في الفصل الثالث اعدادي وتمكن من إعداد وسيلة إيضاح تعليمية عن الزلازل، وهو ما لقي تشجيعا من والجدع المعلم.
البدايات
وبخلاف أقرانه، كان صيدم يستغل إجازة المدرسة للتوجه إلى ورشة لأعمامه ليمارس فيها هوايته بصناعة التقنيات التكنولوجيا فصنع وهو في عامه الـ 16 آلة للعصير وآلة لتوليد الطاقة الكهربائية.
وعند نجاحه بتفوق في الثانوية العامة اختار التخصص في هندسة الميكرونتكس ليبدأ التحول الحقيقي بمزج الهواية الفطرية مع اكتساب أفضل المعارف العلمية في هذا العالم الواسع.
وقال: واصلت المشوار في مشغل خاص بي اقتطعته من منزل العائلة الصغير لأواصل طريقي حتى فازت طابعة ثلاثية الإبعاد بالمركز الأول في مسابقة محلية.
خلال سنوات قليلة أنجز صيدم الذي يقطن في مخيم مكتظ بالسكان وسط قطاع غزة، 25 ابتكارا أبرزها طابعة الحفر على الخشب بتقنية الكمبيوتر، ثم طابعة ثلاثية الأبعاد فازت بالمركز الأول في مسابقة محلية، وجهاز عصا الكفيف الذكية التي تشمل مصباحا ضوئيا لتنبيه السائقين، ووحدة شحن كهربي، ونظام تحديد الموقع تبعا للأقمار الصناعية GPS، وماكينة لحام.
بانتظار نقطة التحول
يعكف المهندس الشاب حاليا على إعداد جهاز خاص للنصاعة التحويلية، يعتقد إنه سيشكل نقطة تحول في مسيرته المهنية، وسيشكل فائدة كبرى للمؤسسات والمجتمع، رافضا الإفصاح عن المزيد من التفاصيل.
وفيما يلاحق المهندس صيدم أحلامه وسط القطع واللوحات الإلكترونية المتناثرة، يوصي الشباب بعدم الاستسلام للواقع والإحباط، والمحاولة والتجريب وملاحقة هواياتهم وأحلامها سعيا لتحقيقها املا في مستقبل وغدٍ أفضل يجزم أنهم قادم.