صور.. فلسطيني يتحدى "المستحيل" بساق واحدة وعكاز
بساق واحدة وعكاز، يقفز الشاب الفلسطيني محمد عليوة من موقع لآخر، أثناء ممارسته رياضة الباركور الخطرة؛ ليتحدى إعاقته بالإرادة والعزيمة.
واضطر عليوة (18 عاما) إلى بتر في ساقه اليمنى من أسفل الركبة، بعد إصابته في 9 نوفمبر/تشرين الثاني 2018 برصاص الجيش الإسرائيلي خلال مشاركته في "مسيرة العودة" آنذاك.
رصاصتان أصابتا ساقي عليوة خلال مشاركته في تظاهرة شرق غزة، وكانت صدمة كبيرة عندما أفاق بعد العملية الجراحية على فقد ساقه اليمنى؛ ليبدأ بعدها التأقلم واستيعاب ما حدث بمساعدة الأهل والأصدقاء.
عامان مرا على الحادث المؤلم، عبر فيهما محمد من عالم الطفولة إلى مرحلة الشباب بتغير جذري أعاد فيه برمجة حياته ومواهبه.
الطفل العاشق لكرة القدم والمنخرط في فرقها الشعبية كما يروي لـ"العين الإخبارية" انتقل إلى رياضات جديدة بالممارسة والتعلم، تحدى فيها إعاقته بهمة وإرادة عاليتين.
وقال: "لعبت كرة السلة والجمباز، والعجل، والآن ألعب رياضة الباركور وأتحدى فيها ذاتي كونها تشعرني بطاقة إيجابية كبيرة".
ورغم الخطورة الكبيرة للعبة الباركور التي تقوم على القفز في الهواء وأداء حركات صعبة من موقع إلى آخر، إلاّ أن محمد يؤديها بمهارة مستندًا على ساقه اليسرى وعكازه ليقهر المستحيل والعجز.
وذكر أنه تابع الكثير من الفيديوهات حول هذه الرياضة وتدرب عليها بمساعدة أصدقائه، ونجح في لعبها وإتقانها لإرادته وعزيمته وحبه الكبير للرياضة بشكل عام.
يشعر محمد بسعادة كبيرة وهو يؤدي الحركات الخطيرة أثناء القفز ويأمل بالاستمرار فيها وأن يشترك بمسابقات محلية ودولية وألاّ يتعرض لأي حادث يحرمه لاحقًا من هذه اللعبة التي تمنحه شعورًا خاصًا بأنه قادر على تحدي كل الصعاب والمعيقات الأخرى، وتمنحه القوة والعزيمة للاستمرار بالحياة.
رحلة محمد مع الباركور بدأت من مشاهدته مجموعة شبان وفتية يمارسونها ويؤدون حركات بهلوانية خلال عمليات القفز، فقرر خوض المغامرة والتحق بأحد الأندية لرياضة الباركور والجمباز في منطقة سكنه بحي الشجاعية شرق مدينة غزة.
وذكر أنه تابع الكثير من مقاطع الفيديو والتدريبات وبدأ يتدرب يوميا تقريبا في أحياء قطاع غزة حتى أتقنها.
يأمل محمد أن يعزز مهاراته ويمثل فلسطين في هذه الرياضة ليرفع علمها عاليا ويحصد النجاح والإنجاز.