الباركور والراب.. الرياضة والفن في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي
"الباركور" رياضة حديثة، تعتمد على خفة الحركة وسرعة البديهة والمهارة، واللياقة البدنية العالية، وظهرت في فرنسا لأول مرة عام 2002،.
على بعد عشرات الأمتار من نقاط التماس مع الاحتلال الإسرائيلي شرق رفح، جنوب قطاع غزة، يتقافزون من مكان لآخر بحركات متقنة في الهواء، يمارسون لعبة الباركور الآخذة بالانتشار في قطاع غزة.
يقول منسق فعاليات الباركور والدبكة، رشدي أبو عاذرة (24 عاما) لـ"العين الإخبارية" بينما كان فريقه يهم بقفزات جديدة على وقع أزيز الرصاص وتساقط قنابل الغاز من قوات الاحتلال: "نخاطب العالم باللغة الرياضية العالمية وبلغة الفن الفلسطيني لننقل له رسالة الشعب الفلسطيني العاشق للحياة الكريمة على أرض وطنه بعيدا عن القتل والإصابة والاعتقال والتدمير اليومي على أيدي الاحتلال.
"والباركور" رياضة حديثة، تعتمد على خفة الحركة وسرعة البديهة والمهارة، واللياقة البدنية العالية، وظهرت في فرنسا لأول مرة عام 2002، وتعرف بأنها رياضة تخطي الحواجز، والانتقال من نقطة إلى أخرى بسرعة، باستخدام القدرات البدنية والحركية.
حب الحياة
واختار فريق الباركور الفلسطيني الذي يشرف عليه أبو عاذرة، والمكون من مجموعة رياضيين، تقديم عروضهم في مخيم العودة برفح الذي يبعد حوالي 300 متر عن السياج الحدودي مع الاحتلال الإسرائيلي؛ لإدخال البهجة في نفوس المشاركين، إلى جانب إيصال رسائل حب الحياة للعالم وسط أزيز الرصاص وقوافل الإصابات والشهداء.
وقال أبو عاذرة: "نفضل الطابع السلمي لمسيرات العودة لقناعتنا بأن الفعاليات السلمية نستطيع من خلالها تحقيق الأهداف التي انطلقت من أجلها هذه المسيرة".
وانطلقت "مسيرة العودة الكبرى" في غزة يوم 30 مارس/ آذار الماضي، بمشاركة شعبية حاشدة عبر التظاهر السلمي في 5 مخيمات عودة شرق محافظات القطاع الخمس؛ وهي مستمرة بشكل يومي، مع زخم أكبر أيام الجمعة، فيما شهد يوما 14و15 مايو/ أيار الماضي ذروة المسيرة بمليونية كبرى واجهتها قوات الاحتلال بمجزرة دامية.
وتنادي المسيرة -وفق القائمين عليها- بتنفيذ وتطبيق حق العودة للشعب الفلسطيني إلى أرضه التي طرد منها، وذلك تماشيا وتطبيقا للقرارات الدولية وقرارات الأمم المتحدة الخاصة بعودة اللاجئين الفلسطينيين، ومنها القرار 194 الذي نص على العودة والتعويض، إلى جانب رفع الحصار عن غزة.
رياضة وفن
ورغم شح الإمكانات، يبدي أبو عاذرة وفريقه تصميما على إيصال رسالتهم، ويقول: "سنعمل على تحقيق أهدافنا من وراء الرياضة والفن على الرغم من الإمكانيات الشحيحة من جهة والبطش الإسرائيلي ضد الفلسطينيين العزل في مخيمات العودة من جهة ثانية".
وانطلق الفريق في عروضه على مقربة من نقاط التماس مع الاحتلال منذ عدة أسابيع؛ للفلت أنظار العالم لرغبتنا في الحياة وأننا نمارس الرياضة ونريد أن نعيش ولسناة هواة دم، وفق أبو عاذرة.
ويضيف: "نطمح أن تصل رسالة الشباب الفلسطيني دون نقطة دم واحدة".
وأشار إلى أنهم يحرصون على ممارسة الألعاب مقابل تمركز جنود الاحتلال شرق محافظة رفح مع مراعاة التواجد في مناطق آمنة نسبيا لتجنب غدر الاحتلال.
احتجاج سلمي
والباركور، وفق فريق أبو عاذرة، لم يعد رياضة خطرة، بل وسيلة احتجاج سلمية كما الدبكة وسباق الخيل، مؤكدًا أنه في الباركور يحقق الشباب الترفيه والتسلية المطلوبة للناس الذين يتعرضون لضغوط عالية من الاحتلال.
وتحظى الفعاليات الرياضية والفنية بحضور ومتابعة من مختلف فئات وشرائج الشعب، وتلقى إعجابا كبيرا منهم.
وأدخل الفريق الفلسطيني تعديلا على اللعبة لجذب انتباه الجمهور من خلال مزج الباركور بالراب لتحقيق صدى أوسع حول العالم عن آمال وأحلام الشعب الفلسطيني.
ووفق أبو عاذرة؛ فإن فريق الباركور تعلم تلك الرياضة ذاتيا في غزة وكذلك شباب الراب انطلق ذاتيا لكنهم حققوا صدى واسعا حتى الآن؛ ليكونوا صوت الشباب الفلسطيني المتطلع إلى الحياة والحرية.