خبراء فلسطينيون لـ"العين": "الاكتشافات" الإسرائيلية أكاذيب لشرعنة تهويد القدس
تسعى إسرائيل إلى اختلاق الأكاذيب لتثبت ارتباط اليهود بالقدس في محاولة فاشلة منها لإثارة اللغط بعد قرارات اليونسكو التي نفت هذه الصلة.
تسعى إسرائيل إلى اختلاق الأكاذيب لتثبت ارتباط اليهود بالقدس في محاولة فاشلة منها لإثارة اللغط بعد قرارات اليونسكو التي نفت هذه الصلة. وأكد خبراء ومسؤولون فلسطينيون لـ"العين" أن الإعلان الإسرائيلي عن العثور على جزء من نص قديم ادعوا أنه أقدم إشارة عبرية للقدس خارج الكتاب المقدس، ليس إلا رواية كاذبة لا دليل على صحتها.
وكانت هيئة الآثار الإسرائيلية قد أعلنت في مؤتمر صحفي في القدس عن مخطوطة يبلغ طولها 11 سنتيمترا وعرضها 2.5 سنتيمتر، مدعية أنها ترجع للقرن السابع قبل الميلاد، وذلك بعد فترة قصيرة من موافقة منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو) على قرار وصف بأنه ينفى الصلة اليهودية بالبلدة القديمة، بعد قرار مماثل قبل نحو أسبوع ينفي صلتها بالمسجد الأقصى.
تزييف وتحريف
وقال الدكتور جمال عمرو، مسؤول دائرة المخطوطات والتراث في القدس لـ"بوابة العين" إن ما أعلنه الإسرائيليون مثير للسخرية ويندرج ضمن عمليات التزييف والتحريف التي دأبوا على القيام بها، نافيا صفة العلماء عنهم، وعدهم جماعة "داعش اليهودية".
وأضاف "هم مجموعة إرهابية، منظمة داعش اليهودية، يوزعون بضاعة فاسدة لم يقتنع بها العالم الذي صوت لصالح الحقائق والكتب السماوية التي تشهد أن هذا المكان للمسلمين".
وسخر عمرو من حجم المخطوطة الإسرائيلية، مبينا أن اليهود يدعون أن الهيكل كان مقاما على مساحة 144 دونما (المساحة نفسها التي يقام عليها المسجد الأقصى)، واستخدمت فيه كميات كبيرة من خشب الأرز والذهب الذي لا يذوب والحجارة الكبيرة، كل هذا اختفى ولا أثر له فيما ظهرت هذه المخطوطة بطول 11 سم!.
ويشير سطران من النص العبري القديم على المخطوطة – حسب الادعاءات الإسرائيلية- إلى أنها جزء من وثيقة تحدد أسلوب دفع الضرائب ونقل البضائع إلى المخازن في القدس. وجاء في النص "من خادمة الملك من نارات أوعية نبيذ إلى القدس."
وكتب أوفير جندلمان وهو متحدث باسم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو على تويتر موجها كلامه لليونسكو "عثر على بردية قديمة ترجع إلى المعبد الأول قبل 2700 عام".
غير أن الخبير الفلسطيني عمرو يؤكد أن هذه ليست المرة الأولى التي يلفق فيها اليهود آثار ويزيفونها ويسوقونها أمام العالم كاكتشافات، مبينا أنهم سبق أن ادعوا العثور على جزء من صولجان الملك داوود، وجنوا عشرت ملايين الدولارات ولكن في النهاية عندما أخضع للفحص العلمي تبين أنه صنع قبل عامين فقط.
ورأى أن ما يجري هو ردة فعل إسرائيلية على قرارات اليونسكو الأخيرة التي تعكس استفاقة ضمير للعديد من الدول، رغم أن دول أخرى لم تصوت ومارست الصمت ولم تقر بالحق الفلسطيني الإسلامي.
حملة لشرعنة التهويد
من جهته، اتهم صائب عريقات أمين سر منظمة التحرير الفلسطينية، إسرائيل بشن حملة "مدبرة باستخدام المزاعم الأثرية وتشويه الحقائق كأسلوب لشرعنة وضم مدينة القدس المحتلة.
وقال عريقات في بيان صحفي، "إن المحاولات الإسرائيلية التي تهدف إلى تغيير الهوية التاريخية لمدينة القدس المحتلة بما في ذلك العادات والتقاليد الاسلامية والمسيحية وجدت منذ بداية الاحتلال الإسرائيلي للمدينة عام "1967.
وأشار إلى أن دولة فلسطين وبالتنسيق والتعاون الكامل مع المملكة الأردنية الهاشمية من خلال القنوات الدبلوماسية عملت كل ما هو ممكن من أجل الحفاظ على الوضع الراهن للمواقع المقدسة التاريخية في المدينة بما يتماشى مع ترتيب الوضع الراهن المعترف به دوليا وجميع القرارات والمعاهدات الدولية".
ودعا أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير صائب عريقات، الأربعاء، إسرائيل إلى احترام قرار "اليونسكو" الاخير بشأن مدينة القدس والمقدسات الإسلامية والمسيحية فيها.
وأكد أنه على عكس ما تزعم الحكومة الإسرائيلية فإن القرار الذي تم التصويت من قبل اليونسكو في إعادة التأكيد على أهمية القدس بالنسبة للديانات التوحيدية الثلاث، المسيحية واليهودية والإسلامية، والذي يدعو ايضا الى احترام الوضع القائم من المواقع الدينية، بما في ذلك المسجد الأقصى الذي لا يزال عرضة للتهديد من قبل التحريض المنهجي والأعمال الاستفزازية من الحكومة والجماعات المتطرفة الإسرائيلية اليهودية.
aXA6IDUyLjE1LjcyLjIyOSA= جزيرة ام اند امز