الفيلم الفلسطيني "غزة مونامور".. حب ممكن في خريف العمر
في فيلمها الروائي الثاني "غزة مونامور" يقدم التوأم طرزان وعرب ناصر قصة حب رقيقة بين أرملة ورجل في الستين من العمر.
تدور الأحداث في مدينة غزة، ويبرهن بطلا الفيلم على أن الحب لا يزال هو الشيء الوحيد الممكن في ظل عالم جنوني.
الفيلم إنتاج فلسطيني فرنسي ألماني برتغالي مشترك ومن بطولة سليم ضو وهيام عباس وميساء عبدالهادي وجورج إسكندر ومنال عوض. وتم ترشيحه لتمثيل فلسطين في الدورة 93 لجوائز الأوسكار في فئة أفضل فيلم أجنبي.
تبدأ الأحداث عندما يُعجب عيسى الذي يعمل صيادا بجارته في السوق سهام التي تعمل بمحل تفصيل ملابس، لكن قبل أن يتقدم لها يعثر أثناء رحلة صيد على تمثال للإله أبوللو مما يوقعه في مشكلة مع السلطة.
يستخدم المخرجان التمثال في إحداث المفارقة والإسقاط معاً لأن أبوللو هو إله الشمس عند الإغريق وقد وجده عيسى غارقاً قبالة شاطئ غزة، كما أنه في الأساطير كان عثر الحظ في الحب وهو أيضاً حال بطل الفيلم.
وبينما تتصدر المشهد قصة حب عيسى وسهام ومشكلة التمثال الأثري، يصبح مسرح الأحداث سواء مساحة الصيد المحدودة قبالة ساحل غزة أو السوق أو مركز الشرطة أو منزل سهام الذي لا تصله الكهرباء سوى ساعات معدودة في اليوم بمثابة مرايا تعكس صورة معاصرة للمدينة وما آلت إليه وهو ما يدفع بصديق عيسى المقرب إلى البحث عن مهرب للسفر إلى الخارج بطريقة غير مشروعة.
الفيلم به قدر كبير من خفة الظل كما تميز بموسيقاه التي لعبت دوراً محورياً في التعبير عن مكنون شخصياته وتغيّر حالاتها المزاجية وفق ثلاث مستويات، الأول موسيقى عربية قديمة متمثلة في مقاطع من أغاني بعض كبار المطربين الراحلين، والثانية موسيقى كلاسيكية عالمية، والثالثة موسيقى مؤلفة خصيصا للأحداث وضعها أحد الموسيقيين الألمان.
وعقب عرضه الأول في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، الخميس، بمهرجان القاهرة السينمائي الدولي، قوبل الفيلم باستحسان من الجمهور الذي صفق طويلا لصناعه، كما نال بطل العمل سليم ضو إشادة كبيرة.
وكشفت ماري ليجراند المشاركة في إنتاج الفيلم أن هذه هي أول بطولة سينمائية للممثل، لكنه برع فيه بفضل توجيهات المخرجين، مشيرة إلى أنه قادم من عالم المسرح بالأساس وظهر في أدوار سينمائية صغيرة.
وأضافت أنه لم يكن من السهل العثور على ممثل في هذا السن وبالمواصفات التي يتطلبها الدور، لكنه أتقنه وأضفى على الشخصية الكثير من روحه وخبرته.
وينافس "غزة مونامور" في المسابقة الرسمية لمهرجان القاهرة السينمائي في دورته الثانية والأربعين، كما ينافس مخرجاه على جائزة الهرم البرونزي لأفضل عمل أول أو ثان.