"معضلة" حكومة فلسطين.. خفض الأسعار وأزمة مالية خانقة
تواجه الحكومة الفلسطينية، أزمة مزودجة،تتمثل في التخفيف من وطأة ارتفاع الأسعار في الوقت الذي تعاني فيه من أزمة مالية خانقة.
ولجأت الحكومة إلى تخفيضات ضريبية في مسعى منها للتخفيف من وطأة الارتفاع الحاد بأسعار السلع التي ضاعفتها التطورات العالمية الأخيرة.
يقول مسؤولون فلسطينيون إن الحكومة ، التي تعاني من أزمة مالية حادة، تحاول الحد من تأثير ارتفاع أسعار المنتجات على المواطنين في الأراضي الفلسطينية.
وأوضح مسؤول فلسطيني لـ"العين الإخبارية": "نحاول المساعدة قدر الإمكان، لكن الأزمة المالية التي نعانيها منذ أكثر من عامين تحد من قدرتنا على المساعدة وبالتالي فإننا نخفض من الضرائب التي يفترض أن تكون ضمن عائدات الحكومة لتجاوز أثار الأزمة المالية الناتجة أساسا عن انعدام المساعدات الخارجية واحتجاز إسرائيل لجزء كبير من أموالنا".
وقررت الحكومة تمديد إعفاء الطحين من ضريبة القيمة المضافة لثلاثة أشهر، واستمرار دعم الماء والكهرباء والمحروقات والحفاظ على الجمارك مثلما كانت قبل نشوء الأزمة، وممارسة أقصى درجات المرونة في إعادة تقييم السلع المستوردة.
في هذا الصدد قال خالد العسيلي، وزير الاقتصاد الفلسطيني: "في ظل الارتفاع العالمي لأسعار السلع الأساسية خاصة الطحين وزيت الذرة الحكومة الفلسطينية قررت للمرة الثانية على التوالي تمديد إعفاء الطحين من ضريبة القيمة المضافة لثلاثة أشهر مع الإشارة الى أن 30% من إمدادات القمح للعالم مصدرها روسيا وأوكرانيا".
وأشار ، الأحد، في رسالة مسجلة موجهة للمواطنين، تابعتها "العين الإخبارية": "مهمة الحكومة هي المتابعة الحثيثة لمستوى الأسعار الموجودة، فكما يعرف الجميع نحن نمر بأزمة منذ عامين".
وكان فلسطينيون قد احتجوا في مدينة الخليل بجنوبي الضفة الغربية، قبل أيام، على ارتفاع الأسعار.
وتجد الحكومة الفلسطينية نفسها في وضع صعب فمن ناحية هي تحاول تأمين مساعدات خارجية لتمكينها من دفع رواتب موظفيها والمصاريف الجارية للحكومة ومن ناحية أخرى تقليل من مداخيلها الضريبية لتجاوز أزمة ارتفاع الأسعار.
قمح أوكرانيا
في هذا الصدد قال رئيس الوزراء الفلسطيني د.محمد إشتية في اجتماع حكومي بحث ارتفاع الأسعار: "نحن نعيش في ظروف حساسة وظرف دولي استثنائي، وامتداد لأزمة مالية صعبة، كل هذا يلقي بظلاله على جميع مفاصل المجتمع، ونحن نتفهم الظرف العالمي والمحلي للأزمة ونتفهم انعكاساتها على العالم وعلينا وعلى أهلنا بجميع شرائحهم".
وأضاف، "28% من قمح العالم يأتي من أوكرانيا وروسيا، و75% من زيت عباد الشمس وغيره، لذلك هذه الأزمة عالمية وليست علينا لوحدنا، ونؤكد على توفر كامل المواد الغذائية الأساسية في الأسواق الفلسطينية، ليس من اليوم بل من بداية أزمة كورونا".
وتابع إشتية: "نحن ومنذ بداية الأزمة أسسنا لحوار بنّاء مع القطاع الخاص والتجار والمستوردين، ووصل وزيرا الاقتصاد والمالية إلى تفاهمات مهمة معهم، مما جنّب المواطنين كثيرًا من المعاناة".
مؤشرات ارتفاع الأسعار
كان الإحصاء الفلسطيني أشار الى أنه "خلال شهر إبريل/نيسان سجل الرقم القياسي لأسعار المستهلك في فلسطين ارتفاعاً نسبته 1.08% مقارنة مع شهر مارس/آذار 2022.
ويعود السبب الرئيسي لارتفاع أسعار المستهلك بشكل أساسي لارتفاع أسعار الدجاج الطازج بنسبة 10.32%، وأسعار الخضروات الطازجة بنسبة 10.16%، وأسعار المحروقات السائلة المستخدمة كوقود للسيارات "الديزل" بنسبة 5.80%، و"البنزين" بنسبة 3.28%، وأسعار الفواكه الطازجة بنسبة 3.79%، وأسعار اللحوم الطازجة بنسبة 1.93%، على الرغم من انخفاض أسعار الخضروات المجففة بمقدار 9.03%، وأسعار البيض بمقدار 7.33%، وأسعار البطاطا بمقدار 3.56%".
وأضاف في تقرير تلقته "العين الإخبارية": "وعند مقارنة الأسعار خلال شهر نيسان 2022 مع شهر نيسان 2021، تشير البيانات إلى ارتفاع الرقم القياسي لأسعار المستهلك في فلسطين بنسبة 3.78%".
وبدا المواطن الفلسطيني العادي يلمس الارتفاع بشكل ملحوظ وبخاصة في مدينة القدس الشرقية تلتها مدن الضفة الغربية ثم قطاع غزة.
سلع
وقال العسيلي: "بتعليمات من الرئيس ورئيس الوزراء وبدعم الحكومة وبالتعاون الكامل مع القطاع الخاص الفلسطيني حافظنا على عدم وجود نقص لأي سلعة في فلسطين منذ بدء جائحة كورونا وحتى الان".
وقال: "هناك دور كبير للحكومة وبخاصة وزارة المالية فمنذ بداية السنة ساهمت الخزينة بأكثر من 600 مليون شيكل (180 مليون دولار) دعم للمنتجات الرئيسية ".
ولفت في هذا السياق الى أن "أسعار الوقود لم ترتفع إلا في هذا الشهر والشهر الماضي".
وأضاف: "فيما يتعلق بأسعار الطحين، فإننا ومن خلال التنسيق الكامل مع وزير المالية وخلية الأزمة أوصينا الحكومة باتخاذ قرار بإعفاء الطحين من ضريبة القيمة المضافة بقيمة 16% وفي الجلسة الأخيرة تم تمديده لثلاثة شهور جديدة بدءا من هذا الشهر".
وقال: "مهمتنا كحكومة ان ندعم الطبقات الفقيرة والضعيفة".