الأسير الفلسطيني محمد الحلبي.. 123 جلسة والمعاناة مستمرة
الأسير الفلسطيني محمد الحلبي صاحب أطول محاكمة في تاريخ الحركة الأسيرة الفلسطينية بنحو 123 جلسة محاكمة وما زالت المعاناة مستمرة
صار الفلسطيني محمد الحلبي صاحب أطول محاكمة في تاريخ حركة الأسرى الفلسطينية، بـ123 جلسة خضع لها حتى الآن خلال 3 سنوات في السجون الإسرائيلية.
وقالت هيئة شؤون الأسرى والمحررين في بيان، الثلاثاء، إن الأسير المهندس محمد خليل الحلبي من قطاع غزة، خضع لـ123 جلسة محاكمة، منذ اعتقله الجيش الإسرائيلي عام 2016 خلال تنقله على معبر بيت حانون/إيرز.
وأكدت أن محاكمة الحلبي تعد أطول المحاكمات في تاريخ الحركة الفلسطينية الأسيرة، وأنها تندرج ضمن الجرائم اللا-إنسانية واللا-أخلاقية، وفيها استهتار وتجاوز واضح لكل مكونات القضاء الدولي والعالمي.
واعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي المهندس الحلبي وهو مدير مؤسسة الرؤيا العالمية في قطاع غزة في 15 يونيو 2016، خلال عودته لقطاع غزة عبر حاجز بيت حانون/إيرز.
واتهمته مخابرات الاحتلال بتحويل أموال إلى حركة حماس والفصائل الفلسطينية، وهي التهم التي لم تثبت طوال المدة الماضية.
وقالت هيئة شؤون الأسرى، إن سلسلة الجلسات التي خضع لها الأسير الحلبي، تكشف مدى تبعية الجهاز القضائي الإسرائيلي لجهاز "الشاباك" (المخابرات الإسرائيلية)، حيث لا يوجد هناك أي تهم بحقه ولا اعترافات، وتحاول أجهزة الاحتلال من خلال المماطلة بإعداد لائحة إتهام لا أساس لها من الصحة لمحاكمته عليها.
حملة تضامن
من المقرر أن تعقد جلسة المحاكمة الـ 124 للأسير الحلبي في 17/7/2019 وسط دعوات فلسطينية لإطلاق حملة تضامن معه.
ودعت هيئة الأسرى الكل الفلسطيني إلى "الانخراط ضمن حملة تضامنية معه قادرة على وضع حد لهذه المهزلة، من خلال فضح جريمة الاحتلال بحقه في جميع المحافل".
وطالبت جميع المؤسسات الحقوقية والإنسانية، خصوصاً الصليب الأحمر الدولي، بالتحرك الفوري لوضع حد للاغتيال والتفريغ الذاتي للأسير الحلبي، والخروج عن الصمت القاتل والمعيب.
وسبق أن شهد قطاع غزة العديد من الفعاليات والوقفات الاحتجاجية المطالبة بإطلاق سراح الحلبي، لا سيما من المؤسسات والفئات التي استفادت من الدعم الذي قدمته الرؤية العالمية.
والحلبي متزوج ولديه 5 أبناء، وحاصل على شهادة ماجستير هندسة مدنية، وكان يدير مكتب الرؤية العالمية بغزة، وهي مؤسسة دولية تتخذ من أستراليا مقرا رئيسيا لها تعمل في مجال الإغاثة والتنمية والمناصرة.
وقال مكتب الرؤية العالمية في بيان له، إن إسرائيل لم تقدم أي أدلة واضحة ضد الحلبي، وأن المؤسسة لا ترى دليلا موثوقا يؤكد صحة هذه المزاعم، مشيراً إلى أن مدير مكتب المؤسسة محمد الحلبي، أكد براءته من التهم المنسوبة اليه في جلسات المحاكمة.
وعملت المؤسسة في قطاع غزة في مجال مساعدة العائلات الفقيرة، والمرضى (خصوصاً مرضى السرطان)، وقدمت الدعم النفسي للأطفال بعد الحرب، إلى جانب مساعدة المزارعين والصيادين المتضررين.
اغتيال المؤسسات
تذهب دائرة الدراسات والتوثيق في هيئة شؤون الأسرى والمحررين إلى أن أن اعتقال المهندس الحلبي يأتي في سياق سياسة إسرائيلية ممنهجة ضد رّواد العمل الإنساني، تهدف لاغتيال المؤسسات الدولية والإنسانية المناصرة للحق الفلسطيني، وترافقها في هذه السياسة الإدارة الأمريكية، التي سبق أن أوقفت تمويل وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين ( الأونروا )، وحجبت المساعدات الإغاثية والطبية والتنموية عن الضفة الغربية وقطاع غزة.
ابني بريء
خليل الحلبي، والد الأسير الذي يقطن في شمال قطاع غزة أكد براءة نجله من التهم المنسوبة إليه إسرائيليا، مشيرا إلى أن نجله تعرض على مدار 5 أشهر في بداية اعتقاله لتعذيب شديد من أجل دفعه للاعتراف وهو الأمر الذي لم يثبت.
وأكد الأب لـ"العين الإخبارية" أن مؤسسات حقوقية إسرائيلية وثقت التعذيب الذي تعرض له نجله ووثقت انخفاض وزنه 35 كيلوجراماً وفقد 40% من حاسة السمع في بداية الاعتقال، ومع ذلك لم يتم إثبات التهم الملفقة ضده.
وقال إن نجله قال بوضوح أمام جلسات المحكمة "أنا بريء وأن عملي كان إنسانياً وستتأكدون أنني بريء".
وأشار الحلبي إلى أن وزارة الخارجية الأسترالية أجرت تحقيقاً بخصوص الأموال الواقعة في نطاق مسؤولية مؤسسة الرؤية العالمية ولم تثبت أياً من التهم الموجهة للأسير.
ولفت الوالد إلى أنه سبق أن نشرت الأدلة والتحقيقات التي أظهرت أن حجم الأموال المتهم بتحويلها تفوق ميزانية المؤسسة عشرات المرات، ما يدلل على عبثية الاتهام.
ورأى الحلبي أن الأمر لا يعدو كونه محاولة للتضييق على عمل المؤسسات الإنسانية التي تقدم مساعدات للمجتمع المحلي، مناشدا الجميع بمساعدة نجله لينال حريته ووقف هذه المحاكمات التي لا تنتهي.
وتحتجز قوات الاحتلال محمد خليل الحلبي حالياً في سجن ريمون في ظروف حياتية سيئة وتعرض للحبس الانفرادي عدة مرات.
aXA6IDE4LjExOC4xMjYuNDQg جزيرة ام اند امز