الرئيس الفلسطيني يشدد على الرفض القاطع لما وصفه بـ"مقايضة المساعدات الاقتصادية بالحلول السياسية"
جدد الرئيس الفلسطيني محمود عباس، الثلاثاء، أمام مجلس الأمن الدولي رفض بلاده لخطة السلام الأمريكية المعروفة بـ"صفقة القرن"، واصفا إياها بأنها لا تحقق السيادة للشعب الفلسطيني.
وقال عباس، وهو يعرض خريطة كبيرة لفلسطين كما تقترحها واشنطن: "نؤكد الموقف الفلسطيني الرافض للصفقة الأمريكية-الإسرائيلية، نحن نرفض الصفقة لما تضمنته من مواقف أحادية الجانب ومخالفتها للشرعية الدولية".
- فلسطين تسحب طلبها بشأن "صفقة القرن" من الأمم المتحدة
- عباس يخوض معركة دبلوماسية في مجلس الأمن قبل خطابه
وشدد على الرفض الفلسطيني القاطع لما وصفه بـ"مقايضة المساعدات الاقتصادية بالحلول السياسية".
وأضاف: "شعبنا لم يعد يحتمل استمرار الاحتلال الإسرائيلي لبلادنا والوضع بات قابلًا للانفجار"، مستطردا: "لن نقبل الولايات المتحدة بمفردها وسيطا لتحقيق السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين".
وتابع أن "إسرائيل صادرت الأرض وحاصرت شعبنا في قطاع غزة متسلحة بمساندة الولايات المتحدة لها"، مشيرا إلى أن "حكومات الاحتلال والمستوطنين دمروا فرص صنع السلام وسرعوا وتيرة النشاط الاستعماري بالضفة الغربية".
وأبدى الرئيس الفلسطيني استعداد بلاده بدء مفاوضات مع إسرائيل تحت رعاية الرباعية الدولية، مشددا على عدم الرغبة في اللجوء إلى العنف.
ودعا عباس الرباعية الدولية ومجلس الأمن لعقد مؤتمر دولي للسلام لتنفيذ قرارات الشرعية الدولية.
وبين أنه على الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التحلي بالعدل والإنصاف وإعطاء الفرصة لتحقيق سلام حقيقي بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
من جانبه، رحب الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبوالغيط باهتمام الإدارة الأمريكية بصياغة تسوية سياسة للنزاع الفلسطيني الإسرائيلي، لافتا إلى أن خطتها المطروحة تخالف مبادئ الولايات المتحدة نفسها.
وأكد أبوالغيط أن الشرعية الدولية تقف في جانب الفلسطينيين، داعيا إلى حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية.
بدوره، دعا مندوب روسيا لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا لدعم الجهود الرامية لتوحيد الصف الفلسطيني، مرحبا بجهود مصر في هذا الصدد.
وقال المندوب الروسي: "لن يتم التوصل لاتفاق عادل في القضية الفلسطينية من خلال خطة أحادية".
كما أشارت مندوبة بريطانيا لدى الأمم المتحدة كارين بيرس إلى أن الأزمة الفلسطينية تتفاقم مع توسع رقعة المستوطنات الإسرائيلية، داعية الطرفين للعودة إلى طاولة المفاوضات من جديد.
وأضاف مندوب ألمانيا لدى الأمم المتحدة كريستوف هيوسجن أن ضم أي جزء من الأراضي الفلسطينية المحتلة يشكل خرقًا للقوانين الدولية، مشيرا إلى أن الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية وأنشطته الاستيطانية المستمرة من أكبر العقبات في طريق السلام بين الطرفين.
وفي الإطار ذاته، وخلال الجلسة ذاتها، قال مندوب الصين لدى الأمم المتحدة لي باو دونغ إن عمليات السلام ابتعدت عن مسارها الصحيح وإسرائيل تواصل هدم منازل الفلسطينيين.
وسبق للرئيس الفلسطيني الرافض لخطة السلام التي كشف النقاب عنها، الشهر الماضي، أن حظي بدعم من جامعة الدول العربية، ومنظمة التعاون الإسلامي والاتحاد الأفريقي، والتي رفضت بالإجماع الصفقة.
لكن دولا رئيسية عدة أعضاء في مجلس الأمن الدولي لا تبدي معارضة صريحة لموقف الولايات المتحدة التي أعلن رئيسها دونالد ترامب الخطة بحضور رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
aXA6IDMuMTQ0LjExNi4xOTUg جزيرة ام اند امز