كورونا يفاقم اعتداءات المستوطنين ضد الفلسطينيين
مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة حذر من تأثير انسحاب الجهات الفاعلة الدولية من تعرض الفلسطينيين لعنف المستوطنين.
قالت مؤسسات أممية وحقوقية إسرائيلية، إن عنف المستوطنين ضد الفلسطينيين بالضفة الغربية قد ازداد بشكل ملحوظ منذ بدء أزمة فيروس كورونا.
ولفت مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع الأمم المتحدة "أوتشا" في هذا الصدد إلى المنطقة المصنفة "ج" التي تشكل نحو 60% من مساحة الضفة الغربية.
وقال مكتب "اوتشا" في تقرير أخير له: "لا يزال انسحاب الجهات الفاعلة الدولية التي كانت تتواجد لتأمين الحماية يزيد من تعرض الفلسطينيين لعنف المستوطنين، والذي لا يزال في تزايد".
وأضاف، أن تصاعد الهجمات التي يشنّها المستوطنون الإسرائيليون استمر في مناطق بعينها، بما شملته من حوادث متعددة شهدت الاعتداء الجسدي والحرق وتخريب الأصول الزراعية".
ولفت إلى أن عددا من هذه الحوادث أفضى إلى ارتفاع عدد الفلسطينيين الذين أصيبوا بجروح أو الأضرار التي لحقت بالممتلكات بما نسبته 80 في المائة منذ بداية هذه الأزمة، بالمقارنة مع شهري يناير/كانون الثاني وفبراير/شباط".
وتابع المكتب الأممي: "وفضلًا عن ذلك، تواصلت العمليات التي تنفذها القوات الأمنية الإسرائيلية في العيسوية بالقدس الشرقية على مدى الأسابيع الماضية، رغم تقارير أشارت إلى عدد أقل من الحوادث والاشتباكات".
وبدوره، قال مركز المعلومات الإسرائيلي لحقوق الإنسان في الأراضي المحتلة "بتسيلم"، إنه رصد ارتفاعا حادا في عنف المستوطنين خلال شهر أبريل/نيسان الجاري.
وذكر "بتسيلم" أنه "منذ أن اندلعت أزمة كورونا تفاقم عُنف المستوطنين ضدّ الفلسطينيّين في أنحاء الضفّة الغربيّة، رغم تقييد الحركة والإغلاقات وسلسلة إجراءات العزل الاجتماعيّ المشدّدة التي اتّخذتها إسرائيل".
ووثق المركز الإسرائيلي 23 هجوماً شنّه مستوطنون في الأسابيع الثلاثة الأولى من شهر أبريل/نيسان، استمراراً لهجمات سابقة في مارس/آذار بلغت 23 حادثة، منها 11 وقعت في النّصف الثاني من الشهر الماضي بعد أن كانت إسرائيل قد فرضت قيوداً مشدّدة على الحركة والتّجمهُر.
وفي مقارنة أجراها "تسيلم"، فإن عدد الهجمات الموثقة بلغ 11 خلال شهر يناير/ كانون الثاني و12 خلال فبراير/ شباط الماضيين، تشمل اعتداءات جسديّة بالغة القسوة، استخدم المستوطنون خلالها الهراوات والبلطات والصّادمات الكهربائيّة والحجارة والكلاب، وأحياناً كان جزء من المهاجمين يحمل سلاحاً ناريّاً.
ولفت المركز الحقوقي إلى أن هجمات المستوطنين خلال أول شهرين من 2020 شملت إتلاف الممتلكات بما يشمل مهاجمة منازل وإتلاف وإحراق سيّارات وإتلاف واقتلاع أشجار ومزروعات أخرى وسرقة مواشٍ".
وأضاف: "تعمّ آفة عُنف المستوطنين جميع أنحاء الضفّة الغربيّة ولكنّها تبرز على وجه خاصّ في عدد من المحاور"، مشيرا إلى مناطق محددة في شمالي وجنوبي الضفة الغربية.
وحذر من أن "الدّعم المطلق الذي تمنحه إسرائيل لعُنف المستوطنين ينعكس على أرض الواقع في ممارسات قوّات الأمن"؛ حيث قال: "5 من الهجمات الثمانية خلال شهر مارس/آذار على منازل فلسطينيّين تواجد خلالها جنود أتاحوا للمستوطنين أن يفعلوا ما يحلو لهم وانشغلوا في إبعاد الأهالي بالذّات رغم أنّهم خرجوا لحماية منازلهم وعائلاتهم".
وأضاف: "على الأقلّ في ثلاثة من الهجمات أطلق الجنود نحو الأهالي قنابل الغاز المسيل للدّموع وفي حالات أخرى اعتقلوا عدداً منهم".
وتتيح إسرائيل للمستوطنين ضمن السياسة التي تتّبعها منذ سنين طويلة أن يشنّوا الهجمات على الفلسطينيّين في المناطق المحتلّة ويتلفوا ممتلكاتهم دون أيّ رادع، إذ يحمي الجنود المعتدين، وأحياناً يشاركون فعليّاً في هذه الهجمات، بحسب المركز نفسه.
واختتم المركز الحقوقي الإسرائيلية تقريره بالتحذير من أن هذا الوضع سيستمرّ بل وسيتفاقم في حين تعصف بالعالم كلّه أزمة صحّيّة غير مسبوقة يضفي بُعداً آخر على وحشيّة سياسة الاحتلال.