خبراء: انسحاب أمريكا من اليونسكو ينذر بهجمة إسرائيلية على تراث فلسطين
خبراء فلسطينيون يرون في القرار الأمريكي بالانسحاب من اليونسكو، تحيزا فاضحا للاحتلال الإسرائيلي، ينذر بهجمة أوسع على التراث الفلسطيني
رأى خبراء فلسطينيون في القرار الأمريكي بالانسحاب من منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (اليونسكو)، تحيزا فاضحا للاحتلال الإسرائيلي، ينذر بهجمة أوسع على التراث والآثار الفلسطينية.
وقال مراد سوداني، أمين عام اللجنة الوطنية الفلسطينية للتربية والثقافة والعلوم: "في الحقيقة إن أمريكا بما تقدمه من دعم واضح ومفضوح للاحتلال تثبت انحيازها لطرف الجلاد على حساب الضحية".. وأضاف سوداني في حديثه لـ"بوابة العين" الإخبارية: "هذا الموقف اللاأخلاقي يعبر عن انحياز سافر للاحتلال ويشجعه على العدوان على الحق الفلسطيني".
وأعلنت الولايات المتحدة، الخميس، أنها انسحبت من منظمة (اليونسكو)، معللة ذلك بأنها "متحيزة ضد إسرائيل".
وقالت الناطقة باسم وزارة الخارجية الأمريكية هيذر نويرت: إن الولايات المتحدة ستشكل "بعثة بصفة مراقب" لتحل محل بعثتها في المنظمة التي تتخذ من باريس مقرا لها.
غير أن سوداني اتهم إسرائيل بأنها ماضية في الاعتداء على حضارة وثقافة وآثار الشعب الفلسطيني بالدعم الأمريكي وبدونه.
اشتباك دبلوماسي
وكانت الولايات المتحدة أوقفت مشاركتها في تمويل "اليونسكو" عام 2011 بعد أن قبلت المنظمة عضوية فلسطين، إلا أنها بقيت عضوا في المجلس التنفيذي لـ"اليونسكو" الذي يضم 58 عضوا.
وفي يوليو/تموز الماضي، لوحت واشنطن بإعادة النظر في علاقتها بالمنظمة الدولية إثر قرار الأخيرة اعتبار المدينة القديمة في الخليل "منطقة محمية" تابعة للتراث العالمي، إلى جانب تبنيها قرارات أخرى متعلقة بالمسجد الأقصى والقدس وهويتها الإسلامية العربية.. وقال سوداني: "ساحة اليونسكو تشهد منذ اعتماد فلسطين دولة مراقب حالة اشتباك دبلوماسي مع الاحتلال".
وأشار إلى أن إسرائيل لم تتوقف يوما عن استهداف الآثار، لكن المشكلة أن أمريكا باتت طرفا إلى جانب الجلاد على حساب الضحية في محاولة لخلق رواية إسرائيلية مزيفة مناقضة لروايتنا الحقيقية".. ويبدي عزما بمواصلة التصدي لمحاولات الاحتلال الاستيلاء على الرواية الفلسطينية، وفق تعبيره.
دق أجراس الخطر
هناك حالة من الخلل في موازين الحكم المزدوج، هكذا يخلص جمال عمرو، أستاذ عمارة وحضارة القدس، الذي ذهب إلى أن واشنطن كشفت عن وجهها الحقيقي.
ويدق عمرو في حديثه لـ"بوابة العين" الإخبارية أجراس الخطر بأن هذا القرار ضوء أخضر للاحتلال، وقال: "متوقع رفع الاحتلال مستوى استهدافه للآثار الفلسطينية والتقدم خطوة في المواجهة على الأرض"، وأضاف: أنه "من المتوقع التصرف بعنف وعنجهية مع الآثار خصوصا بالقدس؛ والتى تعد في منتهى التعقيد والخطر "، وأشار إلى وجود عداء متأصل بين إسرائيل واليونسكو أججه موقف واشنطن.
تناغم تل أبيب مع واشنطن
وتناغما مع الموقف الأمريكي، أوعز رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، مساء الخميس، لوزارة خارجيته ببدء التحضير للانسحاب من منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم "يونسكو".
ويستشعر جمال العملة، مدير مركز أبحاث الأراضي، خطورة في الموقفين الأمريكي والإسرائيلي، متوقعا أن تطلق إسرائيل يدها للتغول على الأرض والتراث والآثار الفلسطينية، وتستمر في محاولة تزوير طابع وهوية الأرض الفلسطينية خاصة في القدس المحتلة.
وقال العملة لـ"بوابة العين" الإخبارية إن هذا التوجه يتطلب تكثيف الجهد الفلسطيني الرسمي لمواجهة وإفشال التوجهات الإسرائيلية، واستمرار التحرك عبر المنظمات الدولية المختصة لمواجهة الرواية الإسرائيلية المحرفة.
aXA6IDEzLjU4LjE4OC4xNjYg جزيرة ام اند امز