افتتاح السفارة الأمريكية بالقدس في عيون الفلسطينيين.."نكبة جديدة"

الفلسطينيون يحيون في الـ15 من مايو، ذكرى النكبة التي هجّرت أجدادهم من ديارهم.. والأمل في العودة ما زال حيا

رأى الفلسطينيون في افتتاح السفارة الأمريكية، بالقدس الشرقية المحتلة، اليوم الإثنين، بمثابة "نكبة جديدة" تضاف إلى "نكبة العام 1948" التي تصادف ذكراها الـ70 في الـ15 من مايو/آيار من كل عام. 

 وقالت عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية د. حنان عشراوي، إن" إفتتاح السفارة الأمريكية في القدس المحتلة "نكبة جديدة تحل بشعبنا وبالعدالة الأممية والشرعية الدولية، فهذا الإجراء الأحادي يدلل على سيطرة منطق القوة والعنجهية وسحق كل ما هو قانوني وإنساني".

وأضافت عشراوي في بيان أرسلت نسخة منه لـ"العين الإخبارية" أن "النكبة بجميع مكوناتها العنصرية الإقصائية الإحلالية ما زالت مستمرة، فإسرائيل القوة القائمة بالاحتلال، وبدعم ومشاركة من الولايات المتحدة تمعن في مواصلة ظلمها التاريخي عبر ترسيخ مخططاتها المدروسة والمرتكزة على تهويد الحيز والمكان الفلسطيني وسرقة الأرض والتاريخ والرواية والثقافة الفلسطينية".

وأكدت أن ما تقوم به إسرائيل بدعم ومساندة من الإدارة الأمريكية "ما هو إلا انعكاس واضح لقباحة الوجه العنصري الأصولي الصهيوني الإجرامي القائم على التطهير العرقي والتهجير القسري واستباحة الدم والأرض والمقومات والموارد والمقدسات الفلسطينية".

وفي هذا الصدد، طالبت عشراوي الولايات المتحدة "وقف قراراتها وممارساتها الاستفزازية وغير القانونية، والتعامل بعدالة مع القضية الفلسطينية وفقا لقرارات الشرعية الدولية".

مستطردة "إن حل الصراع والاستقرار يقوم فقط عبر احترام وتطبيق الحقوق الفلسطينية، وقيام دولة فلسطين كاملة السيادة وعاصمتها القدس الشرقية".

وجددت المسؤولة الفلسطينية مطالبة بلادها لدول العالم بعدم المشاركة في مراسم افتتاح السفارة الأمريكية بالقدس.

وقالت "ندعو دول العالم التي تحترم القانون الدولي والعدالة الأممية والقيم والمبادئ الإنسانية إلى عدم المشاركة في جريمة افتتاح السفارة الأمريكية بالقدس، بل والوقوف في وجه هذا الإجراء المنافي لجميع القوانين والقرارات الدولية والإنسانية".

واستنفر الاحتلال الإسرائيلي قواته في القدس الشرقية والضفة الغربية وعلى حدود قطاع غزة، لقمع احتجاجات فلسطينية على افتتاح السفارة الأمريكية في مدينة القدس المحتلة.

وسيجري افتتاح السفارة في الساعة الرابعة من مساء اليوم (بتوقيت القدس) في مراسم يشارك فيها مسؤولون كبار من الحكومة الإسرائيلية والإدارة الأمريكية. 

ويُنظم الفلسطينيون، اليوم الإثنين، مسيرات واحتجاجات على افتتاح السفارة الأمريكية في القدس، وهو الحدث الذي يتزامن مع ذكرى مرور 70 عاما على النكبة الفلسطينية والتي تصادف الـ15 من مايو/آيار من كل عام.

بدوره، اعتبر عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، د.محمد اشتية، في بيان وصل "العين الإخبارية" نسخة منه، أن نقل السفارة الأمريكية إلى القدس في ذكرى نكبة الشعب الفلسطيني، بمثابة "إمعان في الظلم التاريخي الواقع على شعبنا منذ سبعين عاما، واستمرار في تحدي القوانين والمواثيق الدولية".

لكنه استدرك بالقول إن "سياسات الاحتلال المدعومة من قبل الإدارة الأمريكية لن تطمس الحق الفلسطيني وروايته، بل تعيد المسألة الفلسطينية الى نشأتها وحق اللاجئين الفلسطينيين بالعودة إلى قراهم ومدنهم التي هُجروا منها بقوة السلاح".

وكشف اشتية أن" القيادة الفلسطينية ستتخذ قرارات حاسمة من شأنها كسر الأمر الواقع المستمر منذ بدء مسار أوسلو، والعمل على تنفيذ قرارات المجلس المركزي والمجلس الوطني الفلسطيني على مختلف الأصعدة ولاسيما تحقيق الوحدة الوطنية، وإنهاء فصل الانقسام".