النخلة في الإمارات.. مصدر رزق للمزارعين وشريكتهم في الصحراء
لعبت أشجار النخيل دورا اجتماعيا واقتصاديا مهما بالإمارات، ويحظى نخيل التمر باهتمام بالغ، إذ يوجد فيها أكثر من 41 مليون نخلة.
هي من أقدم الأشجار التي عرفها الإنسان؛ إرث ومصدر فخر واعتزاز للإنسان في الإمارات منذ القدم.
إنها النخلة المباركة التي توالت الأسر الإماراتية على زراعتها والعناية بها، حيث أصبحت جزءا مهما من الموروث الشعبي لدولة الإمارات العربية المتحدة، إذ أسهمت بدور مهم في فترة ما قبل النفط.
فهي الشجرة الوحيدة التي يستغل كل ما تجود به ليتحول إلى منافع واستعمالات كثيرة، فكانت بحق شجرة معطاءة ومصدر رزق للمزارعين وشريكتهم في الصحراء وشظف العيش، ووجهاً جميلاً من وجوه كرمهم، إذ اعتبروا تقديم التمر مع القهوة دليلا على إكرام الضيف، كما تغزل وتغنى شعراء الإمارات والعرب قديماً بالتمر وأشجار النخيل.
ولعبت أشجار النخيل دوراً اجتماعياً واقتصادياً مهماً في الإمارات، ويحظى نخيل التمر في الإمارات باهتمام بالغ، إذ يوجد فيها أكثر من 41 مليون نخلة، دخلت بها الإمارات موسوعة "جينيس" للأرقام القياسية.
وتشكل أشجار النخيل في أبوظبي وحدها ما يزيد على 33 مليوناً، تنتج أكثر من 73 نوعاً من أجود أنواع التمور في العالم. كما أن هناك 120 صنفاً في مجمع للجينات، وذلك حسب إحصائيات وزارة التغير المناخي والبيئة.
ويعزى الفضل في بلوغ هذه الأرقام إلى المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، عندما قال "أعطوني زراعة أضمن لكم حضارة"، حيث كانت النخلة أساساً لمشروعه الزراعي والبيئي، فانتشرت المساحات الخضراء تغطي أرض الإمارات، كما ازدادت أعداد أشجار النخيل وأنواع ثمارها، حتى أصبحت الإمارات أرض العطاء والنخيل ويعرفها العالم بذلك.
ونتيجة لذلك، أعلنت منظمة "الفاو" عام 2015 إضافة واحتين من واحات نخيل التمر بالإمارات إلى النظم الإيكولوجية، التي تقرّ المنظمة بأهميتها رسمياً على الصعيد الدولي، كونهما مستودعات حية للموارد الوراثية والتنوّع البيولوجي والتراث الثقافي.
وانطلاقا من اهتمام الإمارات بالشجرة المباركة خصصت لها أكبر المعارض والجوائز رفيعة المستوى باسم "جائزة خليفة الدولية لنخيل التمر" والتي تنظمها الدولة سنويا.. وتقيم المهرجانات الخاصة بالتمر سنويا وأهمها "مهرجان ليوا للرطب" الذي يقام في المنطقة التي تحمل اسمه بالمنطقة الغربية وإمارة عجمان في موسم الصيف من كل عام، إضافة إلى ذلك مشاركتها ودعمها المهرجانات الخاصة بالنخيل والتمور والتي تقام خارج الإمارات، مثل مهرجان التمور المصرية خلال الدورة الأولى 2015، والدورة الثانية 2016 بواحات سيوة، ومهرجان التمور السودانية 2017، وفي المملكة العربية السعودية، وغيرها.
واستخدمت مكونات النخيل في الإمارات منذ القدم في صناعة عدد كبير من المنتجات الهامة والحرف اليدوية والتي تتميز بجمالها وروعتها، التي اشتهر بها آباؤنا وأجدادنا في الماضي منها "السفافة"، حيث يحاك ويرتب الخوص بطريقة هندسية مدهشة لإنتاج سلسلة كبيرة، أو صفوف من الخوص قد تكون مربعة أو دائرية، ويتم صبغها بالألوان لإنتاج حصر ومهفات.
ومنها "المخرافة" هي أداة تستعمل لجني الثمار الجيدة والمتميزة، شكلها أنيق وألوانها زاهية ولها حامل يتشابك ببعضه بشكل أنيق.
و"المغطى" وتستعمل لتغطية طعام الضيوف في المجلس، يرسم عليها ما يدل على مدى الكرم ومستوى صاحب المنزل، ألوانها جميلة وجذابة وشكلها يكون هرميا.
و"الحبال" وقد عرفت صناعتها منذ القدم في الإمارات وتتميز بأنها قوية ومتينة ومطواعة.
الجفير: وعاء دائري من الخوص المحكم، مغلق من جميع الجوانب ما عدا الجانب العلوي، ويستخدم لنقل الأتربة والأسمدة وثمار النخيل وحفظ الأطعمة.
المهفة: "المروحة" ذات شكل مربع، وفي أحد جوانبها عود من الجريد وطولها يتراوح من 30 سم إلى 50 سم، وتستخدم يدويا للتهوية في فصل الصيف.
الحصير: يصنع من الخوص الخالص، ويفرش في المساجد والمجالس والغرف، ويُستخدم أيضاً كغطاء داخلي لأسقف الغرف.
المكشة: "المكنسة" وتصنع من جريد "السعف" وخوص "أوراق" النخيل، تستخدم للتنظيف.
العريش: هو بيت أو غرفة تتكون من أربعة جذوع مرتكزة على الأرض، ويُغطى الجزء العلوي والجوانب بالسعف، حيث يتم ربط مجموعة من السعف بالحبال المصنوعة من الليف.
aXA6IDMuMTQyLjE1Ni41OCA= جزيرة ام اند امز