باموق ينعي حرية الفكر في تركيا.. والتطهير مستمر
عملية التطهير في تركيا مستمرة ولا يبدو أنه لدى السلطات أي نية لاحترام حرية الرأي، أكان لصحفي أو لمواطن، أو حتى لكاتب مرموق كباموق.
"أنا مستاء جدًّا، أعبر عن انتقادي الشديد لاعتقال الكاتب أحمد التان، أحد الأسماء الأكثر أهمية في الصحافة التركية، وشقيقه محمد التان الجامعي والاقتصادي المعروف".. الكلمات الشاجبة هذه لأحد أهم كتاب تركيا المعاصرين، أورهان باموق.
قال باموق في مقال افتتاحي جريء في صحيفة "لا ريبوبليكا" الإيطالية ما لم يقله كثيرون: "حرية الفكر لم تعد موجودة"، كتب صاحب "اسمي أحمر" و"ثلج"، في نعوة علنية لتركيا التي يعرفها، وتركيا السلطة التي لم تعبر عن خوفها وعدم احترامها للرأي الآخر كما تفعل اليوم.
ليست المرة الأولى لباموق التي ينتقد فيها الحكم الحالي لبلاده، إذ سبق أن انتقد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قبل محاولة الانقلاب في منتصف يوليو/تموز، لكنها المرة الأولى يعبر فيها عن موقف علني من حملة التطهير غير المسبوقة التي تقوم بها أنقرة.
قالها باموق -بكلماته الواضحة- "نحن نبتعد بسرعة كبيرة من دولة القانون نحو نظام رعب"، مطالبا بالإفراج "في أسرع وقت" عن جميع المفكرين المعتقلين؛ حيث يكونون أحرارًا إذا وجبت محاكمتها"، مؤكدًا أن "تركيا تشهد في شكل تدريجي سجن جميع الأشخاص الذين يعبرون عن انتقادات لما تقوم به الحكومة، ولو في الحد الأدنى (...) على أساس كراهية هي الأكثر شراسة".
الكاتب الفائز بجائزة نوبل، خلص في مقاله إلى أن بلاده تنزلق "نحو نظام رعب".
وكانت وكالة أنباء الأناضول الحكومية، أوردت السبت أن الكاتب أحمد التان وشقيقه محمد اعتقلا فجرا في إطار التحقيق في شأن محاولة الانقلاب، التي نسبتها السلطات إلى الداعية فتح الله غولن.
وذكرت صحيفة حرييت أنهما سيستجوبان بشأن تصريحات أدليا بها عشية الانقلاب عبر شبكة التلفزيون "جان أرزينجان" التي تعد موالية لغولن وتم إغلاقها، في برنامج قدمته الإعلامية نظلي ايليجاك الموقوفة بدورها منذ نهاية يوليو/تموز.
وبعد إصدار المحكمة التركية مذكرة اعتقال بحق إيرول أوندرأوغلو، ممثل منظمة "مراسلون بلا حدود"، ومحمد ناسين، وسبنم كورور فنجانجي بتهمة "الدعاية للإرهاب"، خرج جوهان بهر، المدير الإقليمي لمنظمة "مراسلون بلا حدود"، في 22 يونيو ليقول إنه "يوم أسود لحرية الصحافة".
وعلى الرغم من الضغوط الكبيرة، التي يمارسها الاتحاد الأوروبي على تركيا من أجل التوقف عن محاكمة الأكاديميين والصحفيين، إلا أن السلطات التركية ماضية بعمليات الاعتقال والتضييق على الناشطين تحت ذريعة مكافحة الإرهاب.
وفي نهاية يوليو عبرت منظمة العفو الدولية عن مخاوفها من "اتساع نطاق عمليات التطهير لتشمل فرض الرقابة على المؤسسات الإعلامية وعلى الصحفيين، بما في ذلك من ينتقدون سياسات الحكومة عقب الانقلاب الفاشل". وأكدت أن السلطات قد حجبت بصورة تعسفية كل إمكانية للوصول إلى ما يزيد على 20 موقعًا إخباريًّا إلكترونيًّا في الأيام التي تلت محاولة الانقلاب.
وتواترت أنباء على نطاق واسع أمس بأن الحكومة قد سحبت تراخيص 25 من المؤسسات الإعلامية في البلاد، وفضلاً عن ذلك، ألغيت بطاقات 34 من الصحفيين الأفراد، بينما صدرت مذكرة قبض بحق صحفية واحدة، على الأقل، بسبب تغطيتها محاولة الانقلاب، ومنذ ذلك الحين وعملية التطهير مستمرة ولا يبدو أنه لدى السلطات أي رادع أو نية في احترام حرية الرأي أكان لصحفي أو ناشط أو مواطن، أو حتى لكاتب مرموق كأورهان باموق.
aXA6IDMuMTQ1LjM4LjY3IA==
جزيرة ام اند امز