40 كاتبًا ومثقفًا يناقشون الهوية والحداثة في "ملتقى الإبداع الخليجي"
"الإبداع الخليجي، الهوية والحداثة" هو عنوان "ملتقى الإمارات للإبداع الخليجي" الذي انطلق الثلاثاء، ويستمر حتى الخميس 26 نوفمبر الجاري.
"الإبداع الخليجي، الهوية والحداثة" هو عنوان "ملتقى الإمارات للإبداع الخليجي" الذي انطلق بدورته السادسة الثلاثاء، من قصر الثقافة في الشارقة، ويستمر حتى الخميس 26 نوفمبر الجاري، ويشارك في فعاليات الملتقى 40 كاتبًا من دول "مجلس التعاون الخليجي"، إضافة إلى كتاب من والعراق واليمن ومصر التي تحلّ ضيفة شرف على الدورة السادسة.
وانطلقت أعمال اليوم الأول مع كلمة للشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة؛ الذي اعتبر "أن ما نحن فيه وما يحدث من تيارات فكرية ليس لها أساس لأنها شيطانية، وفي غفلة من الزمن وفي غفلة من إيجاد النور أصابنا ما قد أصابنا، وهذا يحتم علينا أن نعمل".
ورأي القاسمي أن "المشاركين في ملتقى الإمارات للإبداع الخليجي هم نخبة من أصحاب الفكر والرأي، دورهم التفكير والكتابة لتنوير العقول وتبصيرها لمواجهة هذه المعركة"، مشيراً إلى أنها "ليست معركة لاحتلال القلاع والحصون، ولكنها معركة لتحرير العقول، فالبطون إذا جاعت أكلت الجيف، كذلك العقول إذا جاعت أكلت عفونة الأفكار".
وأضاف القاسمي: "أطلب من كل واحد أن يفكر أين موضع الخلل، نحن ننظر إلى الغرب ونأتي ما في الغرب ولا نعرف أن هذا الغرب كل حضارته من عندنا، دستور فرنسا من شريعتنا، ودانتي استفاد واستقى من رسالة الغفران للمعري، وهكذا نحن نأخذ الخبيث من الغرب، يجب ألا نلغي إسلامنا ولا نلغي إيماننا، نحن في زمن رديء، نريد أن يكون فكرنا طيبًا يستطيع أن يواكب هذا التيار، ويستخلص من التجارب والعبر الكثير من القيم ويطرحها لشبابنا".
وعُرض في اليوم الأول من الملتقى -الذي ينظّمه "اتحاد كتّاب وأدباء الإمارات"- الفيلم السينمائي القصير "البحر يطمي" للمخرج الإماراتي حمد صغران، والمأخوذ عن قصة بالعنوان نفسه للأديب الإماراتي الراحل جمعة الفيروز، عقب ذلك عقدت جلسة بحثية بعنوان "قصيدة النثر والعلاقة مع التراث: تواصل أم قطيعة؟"، أدارها عبد الرزاق درباس، وشارك فيها من الباحثين د. الريم الفواز من السعودية، ومحمد البغيلي من الكويت، فيما قدَّم خليفة بن عربي من البحرين ويحيى البطاط من العراق، وإبراهيم الخالدي من الكويت، وصالحة غابش وصالحة عبيد حسن من الإمارات، قدموا شهاداتٍ حول تجاربهم الأدبية.
وحول "السرد والفنون الأخرى: أشكال التفاعل، الضرورة الجمالية، الآفاق"؛ عقدت جلسة أولى كل من القاصّة الإماراتية نجيبة الرفاعي وعمر عبد العزيز من اليمن وعلي العبدان من الإمارات، وتتضمّن شهادات لكل من: مريم الحسن من السعودية وأحمد مبارك من الكويت ولارا الظراسي من اليمن وأحمد سراج من مصر، أما الجلسة الثانية، فأدارتها الروائية الإماراتية فتحية النمر، وشارك فيها كل من نانسي إبراهيم ووحيد الطويلة من مصر ويعقوب الخنبشي من عُمان ومحسن سليمان من الإمارات وجمال فايز من قطر.
ويناقش المشاركون اليوم موضوعي "المسرح: أسئلة النص" و "السرد مرئيًّا: أخذ أم تفاعل؟"، ويشارك في الجلسة الأولى كلّ من: محمود أبو العباس من العراق وفهد الباكر من قطر وسعيد السيابي من عُمان، وتتضمّن شهادات لكل من: مرعي الحليان وسميرة أحمد من الإمارات وخليفة العريفي من البحرين، بينما يشارك في الثانية كل من عبد الإله عبد القادر ورسول محمد رسول من العراق وأنيسة السعدون من البحرين، ويخصّص اليوم الثالث والأخير للشعر؛ حيث تُنظّم أمسية شعرية يحييها كل من: أحمد الحربي وعبد الله الزيد من السعودية ورعد أمان من اليمن وخميس قلم من عُمان وسامح محجوب من مصر وراضي الهاجري من قطر وأحمد العسم ومحمد البريكي من الإمارات وعلي خليفة من البحرين.
بدوره أكد الدكتور سعيد بن محمد السيابي من سلطنة عمان أن فعاليات الدورة السادسة من "ملتقى الإمارات للإبداع الخليجي"، فرصة قيمة لأكثر من 40 أديبا وناقدا ومثقفا ومبدعا وإعلاميا من الإمارات والبحرين والسعودية وسلطنة عمان والكويت وقطر واليمن والعراق ومصر؛ ليجتمعوا هنا على أرض الخير الإمارات العربية المتحدة، والشارقة تحديداً لتبادل الخبرات والنقاشات، وأضاف: لقد أتيح لي ولزملائي المشاركين في الملتقى الاطلاع على برنامجه وأوراق العمل المقدمة فيه، والتي تدور حول الإبداع الخليجي: الهوية والحداثة وقصيدة النثر: العلاقة مع التراث تواصل أم قطيعة؟ والسرد والفنون الأخرى: أشكال التفاعل والضرورة والجماليات والآفاق، السرد مرئيا: أخذ أم تفاعل؟، المسرح: أسئلة النص، وغيرها من المقاربات والمداخلات والقضايا التي ستصبح موضوعاً لمداخلاتنا وشهاداتنا وتعليقاتنا وتبادل الحوار والنقاش الحر والمفتوح بشأنها، وها نحن هنا نحاول أن نوليه المزيد من الاهتمام والرعاية، ليأخذ المكانة التي تليق بتطور الثقافة في الخليج والوطن العربي.
وتمنى أن تكون هناك إطلالة جديدة ومهمة على الإبداع الخليجي ودوره ومرجعياته وإشكالياته وتحولاته، خاصة في ظل هذا الزخم وهذا التنوع الثري في خلفيات ضيوف الملتقى.
وكان حبيب الصايغ رئيس "اتحاد كتاب الإمارات" قد رحب بضيوف الملتقى، الذي ينظم تزامنا مع اليوم الوطني ويوم الشهيد، ويضيء الذاكرة قائلًا إن لاحتفالنا بالوطن هذا العام خصوصيته النادرة: الفرح يطغى على الحزن، وأمهات الشهداء ينسجن على مهلهنَّ رايات البلاد وقمصان الأحفاد، فيما روح الاتحاد أبعد من أيقونة وأقرب من شعار، وأضاف: ليست إلا دولة الإمارات أنموذج التنمية والتسامح والانفتاح والعدل والأمن والاستقرار، وليست إلا السياسة المبنية على الأخلاق منذ زايد الخير والآباء المؤسسين، وإذ ذاك حين تتزامن وتتوازن السياسات مع المبادئ والثوابت، فإن الثقافة والحركة الثقافية، بالضرورة، ليست في الكواليس، وإنما لا محالة في مقدم الموكب.
وقال: هذا ما يتحقق في الإمارات الأنموذج، وهذا ما يتحقق خصوصاً في الشارقة المدينة والإمارة والفكرة والمشروع والمكان الثقافي بامتياز، المكان الذي وصل إلى حلول مبتكرة لمعادلة الهوية والحداثة، وصولاً إلى إبداع شامل ومتوازن ومستدام، يتسق تماماً مع توجهات حاكم مثقف تمثل الثقافة لديه الهاجس الشخصي والمؤسسي والانشغال الجاد والاشتغال المثابر.
aXA6IDMuMTI5LjIxNi4xNSA=
جزيرة ام اند امز