معاهدة الأوبئة.. هل تساعد في الاكتشاف المُبكر للجوائح؟
لم يغادر الحديث عن أصل فيروس كرونا المستجد، المسبب لمرض "كوفيد 19" منطقة الاحتمالات حتى الآن.
ولكن الجديد أن يأتي الحديث من مسؤول صيني، عن أن تسرب الفيروس من المختبر يظل احتمالا قائما، الأمر الذي أعاد إثارة الجدل من جديد حول قضية أصل الفيروس، وهل ستساعد معاهدة الأوبئة التي تقوم منظمة الصحة العالمية بإعدادها على تفادي مثل هذا الجدل مستقبلا، حال حدوث أي جائحة جديدة.
وتروج تصريحات منظمة الصحة العالمية لهذه المعاهدة بأنها محاولة للاستفادة من دروس جائحة "كوفيد 19"، كما قال مدير إقليم شرق المتوسط أحمد المنظري، في مقابلة خاصة مع "الشرق الأوسط" نشرت أوائل هذا الشهر، وأحد هذه الدروس، هو سرعة الكشف عن أصل الفيروسات، المسببة للجوائح، حيث لم يتوصل العالم إلى الآن لإجابة قاطعة عن سؤال "ما هو أصل كورونا المستجد؟".
وظهر كورونا لأول مرة في مدينة "ووهان" الصينية، وكانت تصريحات بكين الرسمية تنفي بشدة أي حديث عن تسرب للفيروس من المختبرات، ولكن تصريحات للبروفيسور جورج غاو، عالم الفيروسات والمناعة الرائد عالمياً والرئيس السابق للمركز الصيني للسيطرة على الأمراض والوقاية منها، لشبكة "بي بي سي"، بدت لافتة للغاية، عندما قال قبل أيام للشبكة البريطانية إنه "لا ينبغي استبعاد فرضية تسرب فيروس كورونا من مختبر".
وقال غاو ذلك، بالرغم من تأكيده أيضا على أنه تم إجراء نوع من التحقيق الرسمي في مختبر ووهان، في إشارة محتملة إلى أن الحكومة الصينية ربما تكون قد أخذت نظرية التسرب في المختبر على محمل الجد دون أن تكشف ذلك في العلن.
ويقول أمجد الخولي، رئيس اللوائح الصحية الدولية بمكتب إقليم شرق المتوسط بمنظمة الصحة العالمية في تصريحات خاصة لـ"العين الإخبارية": "منظمة الصحة العالمية لا تستبعد مثل غاو، سيناريو التسرب من المختبر، لكنها ترجح بشكل أكبر الانتقال من حيوان إلى إنسان".
ولفت إلى أن "كل من تحدث عن حدوث تسرب من المختبر لم يأت بدليل قاطع، لذلك يظل هذا الحديث مجرد احتمال، لكننا نرجح بشكل أكبر، سيناريو الانتقال من حيوان إلى إنسان".
ويأمل الخولي أن تساعد معاهدة الأوبئة التي يجري إعدادها حاليا، ليتم اعتمادها على الأغلب في اجتماعات الجمعية العامة للمنظمة خلال شهر مايو/ آيار من عام 2024، على تفادي مثل هذا الجدل الدائر حول أصل الفيروس، حال حدوث وباء مستقبلي.
وتسعى المعاهدة في بنودها المقترحة إلى "إبرام صفقة كبرى" في مشاركة البيانات، حيث تلزم الدول بسرعة تبادل البيانات المتعلقة بمسببات الأمراض والجينومات، وتوفير مسببات الأمراض لمختبر في شبكة منظمة الصحة العالمية في غضون ساعات من تحديد عامل ممرض جديد يحتمل أن يسبب جائحة، وتحميل التسلسلات الجينية إلى مواقع إلكترونية عامة خاصة بالباحثين.
ويقول الخولي: "هذا من شأنه أن يساعد على سرعة معرفة أصل الفيروس، ولكن حال نجحت الدول التي ظهر فيها في اكتشافه سريعا، وتبادل المعومات مع الآخرين والمنظمة".
ويوضح أن هناك مرحلتين لأي وباء، الأولى، وهي انتقاله من حيوان لإنسان، والثانية هي انتقاله من إنسان لإنسان، وكلما كانت المرحلة الأولى طويلة، كانت هناك فرصة للسيطرة على انتقال الفيروس من إنسان لإنسان، وهو ما حدث مع أوبئة سابقة مثل إنفلونزا الطيور والخنازير ومتلازمة الشرق الأوسط التنفسية (ميرس)، ولكن في حال كوفيد 19، كانت المرحلة الأولى قصيرة جدا، وحدث الانتقال من إنسان لإنسان بشكل سريع.
ويضيف أن "المرحلة الأولى، هي التي يمكن أن تفيد فيها معاهدة الأوبئة المقترحة، حال تم الاتفاق على بنودها المتعلقة بالتبادل السريع للبيانات".
aXA6IDE4LjIxOS4yMDkuMTQ0IA==
جزيرة ام اند امز