من قلب هجوم موسكو.. ناجون يكشفون تفاصيل الحادث «الأعنف»
ذعر وصراخ ومحاولات للهروب قفزًا من المنافذ، مشاهد رواها شهود عيان على الهجوم الذي وقع في العاصمة موسكو والذي يعتبر «الأعنف» في روسيا منذ عقود.
وقُتِل أكثر من 60 شخصا وأصيب 115 بجروح في إطلاق نار أعقبه حريق ضخم مساء الجمعة في قاعة للحفلات الموسيقيّة بضواحي العاصمة الروسيّة، وأعلن تنظيم «داعش» مسؤوليّته عن الهجوم.
فماذا قال الناجون؟
أحد الناجين من هجوم «كروكوس سيتي» الإرهابي، قال في تصريحات لوسائل إعلام روسية، إنه «قبل دقيقتين من بدء الحفل، سمعت أصوات انفجارات من الطوابق السفلية»، مشيرًا إلى أن الإذاعة الداخلية في الحفل أخبرت عبر مكبرات الصوت حاملي التذاكر بحدوث إطلاق نار.
وأوضح الناجي الذي لم تُكشف هويته: سمح لنا أحد حراس الأمن بالدخول إلى غرفة حيث يتم الاحتفاظ بخزانات المياه أو خزانات الإطفاء، وكان هناك حوالي 50 شخصا وسط الدخان لمدة 25 إلى 30 دقيقة تقريبًا.
أليكسي، وهو منتج موسيقي كان في غرفة تبديل الملابس وقت الهجوم، قال لوكالة «فرانس برس»: «قبل البداية مباشرة، سمعنا فجأة رشقات ناريّة عدّة من أسلحة رشّاشة وصراخ امرأة ثمّ الكثير من الصراخ»، مضيفًا أنه «رأى الجمهور يتدافع سعيا إلى الهرب».
ووفق صحافي في وكالة أنباء ريا نوفوستي العامّة، فإن أفرادًا يرتدون ملابس مموّهة اقتحموا قاعة الحفل قبل أن يفتحوا النار ويُلقوا «قنبلة يدويّة أو قنبلة حارقة، ما تسبّب في نشوب حريق».
وقال الصحافي: «ارتمى الأشخاص الموجودون في القاعة أرضا للاحتماء من إطلاق النار لمدّة 15 إلى 20 دقيقة، وبعد ذلك بدأوا بالزحف للخروج. وتمكّن كثيرون من الخروج».
وامتدّت النيران إلى ما يقرب من 13 ألف متر مربّع من المبنى قبل احتواء الحريق، وفق خدمات الطوارئ. لكن حوالي الساعة الواحد فجرا السبت (23,00 ت غ الجمعة) كان الحريق لا يزال مشتعلا، وفق الوزارة التي استخدمت مروحيّات في عمليات الإطفاء.
ونشرت قناتا «بازا» و«ماش»، المعروفتان بقربهما من الشرطة، على «تليغرام»، مقاطع فيديو تظهر مسلّحَين على الأقلّ يتقدّمان في القاعة، وأخرى تظهر جثثا ومجموعات من الأشخاص يندفعون نحو المخرج. وتظهر صور أخرى متفرّجين يختبئون خلف مقاعد أو يغادرون قاعة الحفلات الموسيقيّة.
وبحسب شبكة «سي إن إن» الأمريكية، فإن لقطات فيديو أظهرت حالة من الذعر مع وقوع الهجوم، مشيرة إلى أن بعض المتواجدين في الحفل، بدؤوا في الصراخ والاختباء خلف المقاعد المبطنة، بينما يُسمع صدى طلقات الرصاص في القاعة الفسيحة.
وأظهر مقطع فيديو حصلت عليه شبكة «سي إن إن»، أن إحدى المجموعات التي كانت تحتمي بجوار جدار كبير من النوافذ خارج مكان الحفل اضطرت إلى كسرها هربًا من إطلاق النار.
وتُظهر اللقطات التي تم تحديد موقعها جغرافيًا بواسطة الشبكة الأمريكية، شخصًا مسلحًا يشعل حريقًا واحدًا على الأقل داخل المكان. ويظهر الفرد وهو يحمل شيئًا ما في يده، وأثناء سيره خارج الشاشة، يظهر وميض من الضوء الساطع من لهب كبير في الفيديو.
وقال الحاكم الإقليمي أندريه فوروبيوف إن كل شيء يتم بذله لإنقاذ الناس في ما يعتبر «أعنف هجوم إرهابي على موسكو منذ عقود»، مشيرًا إلى استدعاء فريق التدخل السريع إلى المنطقة، صحبة أكثر من 70 فريق إسعاف.