بانيني.. "ألبوم صور" يروي إحدى حكايات الشغف بكرة القدم
"ملصقات بانيني" كانت دليلا واضحا على شغف الملايين بكرة القدم، امتلاك صور اللاعبين كان هوسا لملايين الأطفال والمراهقين في أنحاء العالم.
لا تقتصر كرة القدم على 90 دقيقة من اللعب داخل المستطيل الأخضر، بل تتضمن اللعبة أيضاً العديد من المفاهيم سواء داخل الملعب أو خارجه، والتي يأتي على رأسها "الشغف" الذي يربط المشجعين أكثر باللعبة.
"ملصقات بانيني" كانت دليلاً واضحاً على شغف الملايين بكرة القدم، امتلاك الألبومات والبطاقات الحاملة لصور اللاعبين كان هوساً لملايين المتابعين في أنحاء العالم، خاصة بين الأطفال والمراهقين.
بانيني "Panini" هي شركة إيطالية تنتج أدوات مكتبية ولوازم الطباعة والنشر، وقبيل انطلاق نهائيات كأس العالم 1970 في المكسيك أطلقت الشركة ألبوماً يتضمن معلومات عن المنتخبات المشاركة مع صور اللاعبين، والذي لاقى رواجاً شجع الشركة على إنتاجه في النسخ التالية من المونديال.
النجاح الذي حققته الألبومات دفع الشركة للقيام بخطوة أكثر جرأة، وهي توزيع ألبومات للاعبين في بطولات أخرى بجانب كأس العالم، وكانت البداية في الدوري الاسكتلندي عام 1979، حيث وقّعت الشركة اتفاقاً مع اتحاد الكرة القدم ورابطة اللاعبين، لكي تقوم بتصوير كل لاعب في جميع الفرق المشاركة في البطولة، وتطور الأمر ليشمل باقي الدوريات والمسابقات في أوروبا، وعلى رأسها دوري الأبطال.
كذلك عملت الشركة على تغيير شكل الألبوم وجعله أكثر ربحاً، حيث طرحت الألبوم للبيع خالياً من الصور، مع بيع مظروفات يحمل كل واحد منها 5 من صور اللاعبين، كما حوّلت الشركة الألبومات إلى لعبة تنافسية، حيث يضع اللاعبون الملصقات في الأماكن الفارغة، وحين يكمل اللاعب جميع الأماكن الشاغرة يرسل الألبوم إلى الشركة ليحصل على جائزة مالية.
الشكل الجديد لطريقة ترويج الألبوم خلق لعبة جديدة بين المهتمين، وهو جمع الصور دون الاهتمام بالحصول على الجائزة، حيث اتجه قطاع كبير من المشجعين الصغار لشراء الصور بغية اقتنائها ومقايضة البطاقات المكررة بأخرى، وهو الأمر الذي جرى طبقاً لعدة قواعد، فعلى سبيل المثال كانت صور الحراس في مونديال 2002 تقايض باثنتين من صور اللاعبين، وذلك لندرة صور الحراس في المظروفات المطروحة للبيع، ويستثنى من ذلك صور النجوم الكبار، فكانت بطاقة زين الدين زيدان أو رونالدو على سبيل المثال تعادل 4 أو 5 صور للاعب عادي أو أقل شهرة.
يذكر أن عدة صحف إنجليزية حاولت استغلال النجاح الذي حققته ألبومات بانيني وهوس المشجعين بها، وظهرت عدة محاولات لإنتاج ألبومات مشابهة، غير أنها سرعان ما فشلت واختفت في ظل النجاح الساحق الذي حققته الشركة الإيطالية، التي لا تزال تنتج الألبومات في صورة إلكترونية.
aXA6IDMuMTM1LjIwNS4yNiA= جزيرة ام اند امز