فظائع نظام كوريا الشمالية يكشفها جسد جندي هارب
الأطباء الكوريون الجنوبيون يكشفون عن حالة الرعاية الصحية المتدهورة في كوريا الجنوبية بعد تشخيص حالة الجندي الهارب
أعلن الأطباء المشرفون على حالة جندي كوري الشمالي هارب اكتشاف عدد مهول من الطفيليات داخل جسده، أبرزها كمية هائلة من ديدان الأمعاء التي تؤثر سلبا على تحسن حالته الصحية بعدما أصيب بستة رصاصات أثناء محاولته الهرب لكوريا الجنوبية.
- 6 رصاصات أصابت جنديا فرّ من كوريا الشمالية للجارة الجنوبية
- منشق كوري شمالي يناشد العالم بإنقاذ أسرته من الإعدام
وقال الدكتور لي كوك جونج، الطبيب المعالج للجندي في تصريح لشبكة بي بي سي البريطانية، إنه لم ير أي حالة مماثلة خلال 20 عاما مارسها في الطب، حيث كانت أكبر دودة أمعاء أخرجت من جسم الجندي طولها 27 سم.
وأكد الطبيب أن حالة الجندي مستقرة، إلا أن عملية جراحية لاستئصال الديدان من الأمعاء الدقيقة واجبة لضمان تماثل الجندي للشفاء.
وتكشف حالة الجندي تلك الوضع المزرى للرعابة الصحية في كوريا الشمالية، حيث تتفشى نسب عالية لمرض الوباء الكبدي B وC، إضافة إلى السل والالتهابات الناتجة عن الطفيليات، وذلك طبقا لإحصائية قام بها باحثون كوريون جنوبيون للهاربين من كوريا الشمالية في الفترة بين 2006 و2014.
ويقول البروفسير سيونج مين، أستاذ الطب بجامعة دانكوك الكورية، إن تلك اليرقات والديدان تأتي من الطعام الذي يتناوله سكان كوريا الشمالية بشكل يومي، حيث تعتمد الزراعة هناك على استعمال "الفضلات البشرية" كبديل للسماد الطبيعي، وبما أنها بلد فقير، فإن الأغلبية العظمي من الكوريين الشماليين يأكلون طعامهم بدون طبخ، خصوصا الخضروات، مما يخلق بيئة مثالية لتكاثر ديدان الأمعاء داخل أجسادهم وبالتالي أصابتهم بالأمراض المزمنة.
ويضيف مين أن السماد الكيميائي لم يعد موجودا منذ التسعينيات بعد الحظر الاقتصادي على كوريا الشمالية، مما دفع العديد من المزارعين إلى استعمال الفضلات البشرية كسماد طبيعي بشكل كثيف لإنتاج الغذاء.
ويشدد الدكتور جونج أن الإصابة بالديدان المعوية هو أمر يجعل الشفاء من أي إصابات أمرا صعبا للغاية، إضافة إلى تردي الحالة الصحية للمصاب بشكل سريع، كون تلك الديدان تعيش على الأغذية والفيتامينات التي يحتاجها الجسم بشدة.
وجدير بالذكر أن مسؤول في هيئة أركان الجيش الكوري الجنوبي أن الجندي الهارب وصل على متن آلية عسكرية إلى قرب الخط الفاصل الذي تفرض فيه إجراءات حراسة مشددة بين الكوريتين.
وبحسب المسؤول فإن الجندي خرج بعد ذلك من الآلية وهرب إلى الجنوب عابرا الخط، بينما أخذ الجنود يطلقون عليه النار من كوريا الشمالية ليحتمي بعد ذلك بمبنى في الشطر الجنوبي، بعد أن استقرت في جسده 6 رصاصات.
ومن النادر جدا أن يفر عسكريون كوريون شماليون إلى الجنوب عبر المنطقة الأمنية المشتركة، في "بانمونجوم"، القطاع الوحيد في المنطقة منزوعة السلاح التي يتواجه فيها جيشا البلدين.