إنجاب الأطفال يزيد عمر الآباء

في بعض الأوقات -إن لم يكن دائما- يشعر الآباء أن أبناءهم يقللون من سنواتهم في الحياة، لكن وفقا لدراسة حديثة، ربما يكون العكس صحيحا

في بعض الأوقات -إن لم يكن دائما- يشعر الآباء أن أبناءهم يقللون من سنواتهم في الحياة، لكن وفقا لدراسة حديثة، ربما يكون العكس صحيحا.

توصل باحثون سويديون إلى أن الحصول على أطفال يرتبط بزيادة في متوسط العمر المتوقع، خصوصا كلما تقدمنا في السن.

وبحسب الدراسة التي نشرت في مجلة علم الأوبئة وصحة المجتمع، الإثنين، يتوقع أن تعيش النساء اللاتي يبلغن 60 عاما ولديهن أطفال 24.6 سنة إضافية، مقارنة بـ23.1 سنة فقط لهؤلاء اللاتي لم يرزقن بأطفال.

أما بالنسبة للرجال، فكان الاختلاف أكبر كثيرا، على حد قول صحيفة لوس أنجلوس تايمز الأمريكية. لافتة إلى أن الرجال الذين يبلغون 60 عاما ولديهم أطفال، يتوقع أن يعيشون 20.2 سنة إضافية، مقارنة بـ18.4 بالرجال الذين ليس لديهم أطفال. وبذلك يكون هناك فرق عامين تقريبا في متوسط عمر الرجال الذين لديهم أطفال، والذين ليس لديهم أطفال.

وللوصول إلى هذه البيانات، استخدم الباحثون بيانات من السجلات الوطنية لتتبع فترات حياة ما يزيد عن 1.4 مليون رجل وسيدة سويديين ولدوا في الفترة ما بين 1911 و1925. كما تمكن الباحثون أيضا من تحديد الحالة الاجتماعية للمشاركين في الدراسة، علاوة على طريقة تعليمهم وعدد أطفالهم ونوعهم، إذا كان لديهم أبناء.

لوس أنجلوس تايمز أشارت إلى أن دراسات سابقة توصلت إلى أن الآباء الذين لديهم فتيات، يعيشون فترة أطول من الآباء الذين لديهم ذكور فقط. وفي هذه الدراسة، قارن الباحثون بين الفريقين، وتوصلوا إلى أنه لا يوجد فرق بينهما في فترة حياتهما.

كما تطرق القائمون على الدراسة إلى مسألة ما إذا كان عيش ابن بالغ بالقرب من والديه يزيد من متوسط عمره. وتبين أن خطر وفاة الآباء البالغين 60 عاما وأكبر من ذلك، ويعيشون على بعد أكثر من 30 دقيقة بالسيارة عن أبنائهم، أصغر قليلا من هؤلاء الذين يعيشون على بعد مسافة أقرب من أبنائهم.

وربما تبدو هذه الدراسة غير بديهية، لكن أوضح مؤلفوها أن الدراسات السابقة أظهرت أن الأبناء الذين تلقوا تعليما جامعيا أكثر احتمالا للعيش بعيدا عن آبائهم، ومن المحتمل أن يكون لذلك تأثير أكبر على فرص بقاء الأب أو الأم، مقارنة بالآباء الذين يعيشون بالقرب من أبنائهم.

كما لفت الباحثون إلى أن هذه النتائج رصدية بحتة ولا يمكن استخدامها لاستخلاص أي نتائج.

كما قالوا إنه من المحتمل أن يقدم الأبناء البالغون العديد من أنواع المساعدة لآبائهم المسنين مثل الدعم الجسدي والاجتماعي والعاطفي؛ ما قد يطيل أيضا من حياتهم.

وأخيرا نوهت الصحيفة بأن الدراسة ربما تكون ذات أهمية خاصة في مناطق مثل السويد ودول الشمال الأوروبي؛ حيث ترتفع نسبة عدم الإنجاب.