أولمبياد باريس.. كيف هندست فرنسا «دورة ألعاب» يمكن التربح منها؟
باعتبارها دولة متمرسة في جذب السياح والتعامل معهم، وفي ظل كون عاصمتها مدينة شهيرة ومترسخة في أذهان المسافرين، خططت فرنسا بدأب لتحويل أولمبياد باريس إلى حدث مدر للربح.
وقد أثبتت الأدلة التاريخية أن دورات الألعاب الأوليمبية التي عادة ما تستضيفها الدول الغنية، ليست حدثا يمكن ضمان الربح منه، بل يمكن أن تكون خسائره باهظة.
- قبل ساعات من أولمبياد باريس.. هجوم تخريبي واسع يشل القطارات السريعة بفرنسا
- مصر: أسعار استرشادية «مجزية» لمزارعي القمح والقصب والبنجر
ومع ذلك، لا يبدو أن هذا السيناريو مرجح في أولمبياد باريس الذي ينطلق خلال الساعات المقبلة، إذ رصدت وكالة ستاندرد آند بورز، ما يمكن اعتباره خطة فرنسية لتقليص الإنفاق وفتح الآفاق أمام تحقيق الربح من الحدث الفريد.
وتراهن فرنسا على استنتاجات بحثية سابقة، قالت إن تحقيق الربح من الأولمبياد ممكن عبر ضبط ميزانية الإنفاق على البنية التحتية واستعدادات استضافة البطولة.
التخطيط بدأ قبل 7 سنوات
تستعد العاصمة الفرنسية باريس لدورة الألعاب الأولمبية الصيفية بوتيرة تدريجية منذ 7 سنوات عندما علمت أن الاختيار قد وقع عليها لاستضافة الأولمبياد الصيفية لعام 2024.
وكانت العاصمة الفرنسية قدمت ترشيحها رسميًا في 23 يونيو/ حزيران 2015، لتتنافس مع مدن هامبورغ وروما وبودابست ولوس أنجلوس إلا أن هذه المدن انسحبت بعد ذلك ولم يتبق في المنافسة سوى لوس أنجلوس.
وفي حين اتفقت الأخيرة على استضافة ألعاب 2028، باتت باريس بموجب الأمر الواقع هي المستضيف لأولمبياد 2024. وتم الإقرار رسميًا بذلك في 13 سبتمبر/أيلول 2017.
أرخص أولمبياد منذ عقود
خصصت باريس نحو 8 مليارات دولار لأولمبياد 2024، وقد زادت المدينة ميزانيتها بعدة مليارات من الدولارات.
وحسب تقديرات وكالة "ستاندر آند بورز" غلوبال للتصنيف الائتماني، يمكن أن تتجاوز تكلفة استضافة باريس للألعاب الأولمبية 10 مليارات يورو.
وتنقسم التكاليف بالتساوي نسبيًا بين نفقات التشغيل والبنية التحتية الجديدة، وفقًا لتحليل الوكالة.
وأنفقت باريس 4.5 مليار دولار على البنية التحتية، بما في ذلك 1.6 مليار دولار لقرية الألعاب الأولمبية، التي زادت كلفتها بنحو الثلث على الأقل عن ميزانيتها الأصلية.
وإذا ظلت التكلفة النهائية عند هذا المستوى، فستستضيف باريس أرخص دورة ألعاب صيفية منذ عقود.
دورة أوليمبية مربحة
في وقت سابق، توقع تقرير نشره موقع منتدى الاقتصاد العالمي أنه من المرجح أن يتعزز الاقتصاد الفرنسي، من خلال مبيعات التذاكر والسياحة.
وتوقع المعهد الوطني للإحصاء والدراسات الاقتصادية الفرنسي أن تزيد الألعاب الأولمبية في باريس من النمو في الربع الثالث إلى 0.5%، ارتفاعاً من 0.3% في الربع الثاني، بحسب ما أوردته وكالة رويترز للأنباء.
وتوقعت اللجنة الأولمبية الدولية في وقت سابق نموا يقدر بـ 12.2 مليار دولار لاقتصاد منطقة إيل دو فرانس حول باريس من جراء استضافة الألعاب الأوليمبية والألعاب البارالمبية.
الاعتماد على "مرافق قائمة" بدلا من الديون المعقدة
ويقول المنظمون إن القرار بالاعتماد بالكامل تقريبًا على الأماكن القائمة، مثل تلك التي تم بناؤها لبطولة فرنسا المفتوحة السنوية وبطولة أوروبا لكرة القدم 2016، أدى إلى خفض التكاليف.
كما سيتم توزيع الألعاب على الملاعب في مدن فرنسية أخرى، بما في ذلك ليون ومرسيليا ونيس.
جدير بالذكر أن دورة الألعاب الأوليمبية الصيفية لعام 1976 في مونتريال بكندا صارت رمزًا للمخاطر المالية المترتبة على الاستضافة. إذ كانت التكلفة المتوقعة البالغة 124 مليون دولار أقل بمليارات الدولارات من التكلفة الفعلية، ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى تأخير البناء وتجاوز التكاليف لملعب جديد، مما أدى إلى تحميل دافعي الضرائب في المدينة ديونًا تبلغ حوالي 1.5 مليار دولار استغرق سدادها ما يقرب من ثلاثة عقود.
واستغرق الأمر حتى عام 2006 حتى تتمكن مونتريال من سداد آخر ديونها من دورة الألعاب الأوليمبية عام 1976.
aXA6IDEzLjU4LjE4OC4xNjYg جزيرة ام اند امز