مسبار ناسا يلامس الشمس بسرعة خرافية.. إنجاز مذهل
تمكنت مركبة فضائية تابعة لوكالة "ناسا" الأمريكية من "لمس الشمس" بالمنطقة الغامضة بالنسبة للعلماء، والتي يطلق عليها اسم "الهالة".
وأعلن العلماء عن هذا الإنجاز، الثلاثاء، خلال اجتماع للاتحاد الجيوفيزيائي الأمريكي. وقال عالم الفضاء نور رؤوفي من جامعة "جونز هوبكنز": "إن الإنجاز الذي حققه المسبار باركر مذهل للغاية".
وكانت ناسا قد أعلنت في مايو/ أيار الماضي، أن المسبار باركر اقترب في 29 أبريل/ نيسان الماضي، أن من الشمس ووصل إلى أقرب نقطة ممكنة تعرف باسم "الحضيض"، وهو يسير بسرعة تساوي دوران الأرض 13 مرة في الساعة الواحدة. وبحلول نهاية مهمة المسبار باركر في أواخر عام 2025، ستكون المركبة الفضائية على بعد 6 ملايين كيلومتر فقط من سطح الشمس.
وقال العالم جاستن كاسبر من جامعة ميشيجان: "إنها المرة الأولى التي كنا فيها على مسافة تستغرق أقل من خمس ساعات من الهالة". وأضاف: "خمس ساعات لا يعد زمنا كبيرا في الفضاء. كان كاسبر يتحرك بسرعة كبيرة جدا بلغت 100 كيلومتر في الثانية".
ووفق العلماء فإن "الهالة" الشمسية بدت ذات طبيعة غبارية أكثر من المتوقع، حسبما ذكرت "أسوشيتد برس". وتساعد المعلومات التي جمعها "باركر" العلماء على معرفة أصل الرياح الشمسية بشكل أفضل، وكيف يتم تسخينها ودفعها إلى الفضاء.
كذلك يساعد استكشاف هذه المنطقة ذات الكثافة المغناطيسية، العلماء على فهم الانفجارات الشمسية التي يمكن أن تؤثر على الحياة على الأرض. وسيواصل "باركر" الاقتراب أكثر من الشمس، ويغوص أعمق في "الهالة"، حتى مداره النهائي الكبير في عام 2025.
وتم إطلاق "باركر" في عام 2018، على بعد 8 ملايين ميل (13 مليون كيلومتر) من مركز الشمس. وفي مايو/ أيار الماضي أعلنت "ناسا"، أن "باركر" أصبح أسرع جسم من صنع الإنسان، إذ بلغت سرعته 532.000 كم/ساعة، محطما بذلك رقما قياسيا حققه في وقت سابق وقد بلغ 393.044 كم/ساعة.
ولم يسبق أن سافر أي جسم تم بناؤه بأيد بشرية أسرع من مسبار باركر، وهو مركبة فضائية صغيرة الحجم ومقاومة للحرق بحجم سيارة صغيرة و"تلامس الشمس" عمليًا.
وفي فبراير/ شباط الماضي، تمكن المسبار باركر من التقاط صور قريبة جدا لكوكب الزهرة، ثاني كوكب يبعد عن الشمس. وسيلتقي المسبار باركر، الذي أطلق لدراسة الطبقة الخارجية للشمس أو الهالة، مع الزهرة سبع مرات خلال مهمته التي تمتد 7 سنوات.