الأطراف حائرون في COP29.. «الحالمون» يترقبون 1.3 تريليون دولار
مع بقاء يومين حتى انتهاء مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ COP29 رسميا، لم تكشف الدول المتقدمة بعد علنا عن حجم التمويل الدولي العام الذي ستطرحه على طاولة المفاوضات.
ذكرت صحيفة بوليتيكو هذا الأسبوع أن الاتحاد الأوروبي كان يناقش داخليًا رقمًا يتراوح بين 200 مليار دولار إلى 300 مليار دولار سنويًا بحلول عام 2035 باعتباره المانح الأكبر من الهدف، لكنه رفض الاعتماد على هذا علنا.
بعد ظهر الأربعاء، قالت مبعوثة المناخ الألمانية جنيفر مورجان للصحفيين إن الاتحاد الأوروبي يأخذ مسألة الأرقام ويقيم مصادر التمويل المحتملة "بجدية بالغة".
وقالت: "أحد أسباب عدم وجود رقم ألماني أو رقم للاتحاد الأوروبي حتى الآن هو أننا لا نريد فقط الحصول على رقم من السماء". وأضافت: "نحن نعمل من أجل اتباع نهج جديد حديث وعادل لتمويل المناخ".
وأشارت إلى أن الأرقام المتعلقة بحجم الهدف، بالإضافة إلى الهيكل والمسألة الشائكة المتعلقة بتوسيع المساهمين إلى ما هو أبعد من المجموعة التقليدية للدول الغنية "ستكون جزءا من الحزمة النهائية".
وقال المفاوض الأوغندي أدونيا أيباري، متحدث نيابة عن مجموعة الـ77 التي تضم جميع الدول النامية: "نحن بحاجة إلى رقم كعنوان رئيسي للنص".
ويطالب المفاوض الأوغندي بنصّ يستند إلى مبلغ 1300 مليار دولار من الحاجات السنوية للبلدان النامية. ويعود للدول أن تتفاوض على كيفية تمويل هذه المساعدات بالتحديد.
وقال رئيس مجموعة الدول الأفريقية، علي محمد، إنه على الرغم من أنهم كانوا يأملون في إحراز بعض التقدم حتى الآن، إلا أنه لم يكن هناك سوى "صمت" من جانب الدول المتقدمة.
وقال للصحفيين في مؤتمر الأطراف التاسع والعشرين: "هذا أمر محبط ومخيب للآمال للغاية".
أفاد كريس بوين، وزير البيئة الأسترالي المكلف بإعداد نص الاتفاق مع وزيرة البيئة المصرية ياسمين فؤاد، أمام الجلسة العامة بأن الأرقام التي تتم مناقشتها تشمل 1.3 تريليون دولار و440 مليار دولار، و600 مليار دولار، و900 مليار دولار، وهي جميع المبالغ التي اقترحتها البلدان النامية.
وقالت الرئيسة المشاركة في إعداد النص ياسمين فؤاد، وزيرة البيئة المصرية، إن المناقشات حول هيكل هدف تمويل المناخ لا تزال متباينة من حيث وجهات النظر". وتشير هذه المصطلحات إلى الأنواع المختلفة من التمويل التي يمكن احتسابها ضمن الهدف بما في ذلك الاستثمارات الخاصة على نحو مثير للجدل.
وقال ستيفن كورنيليوس، نائب رئيس المناخ العالمي والطاقة في الصندوق العالمي للطبيعة، إنه مع اقتراب "نهاية مؤتمر الأطراف التاسع والعشرين، مازالت المفاوضات جارية".
وقال، جميع القضايا الصعبة، حجم تمويل المناخ، ومن يدفعه ومن يمكنه الحصول عليه، فضلا عن التخفيف والتكيف لا تزال دون حل. وأضاف أن هذه القضايا تحتاج إلى توجيه سياسي بالإضافة إلى المزيد من العمل الفني.
وحث رئاسة COP29 على ممارسة "الدبلوماسية" لإيجاد أرضية مشتركة طموحة بحلول يوم الجمعة، عند ختام المؤتمر.
وعن الشائعات التي تتحدث عن 200 مليار دولار، فقد أعرب كبير المفاوضين باسم بوليفيا دييغو باشيكو عن دهشته متسائلا "هل هذه مزحة؟".
تنتظر البلدان المتطوّرة في الواقع حتى اللحظة الأخيرة، كي تقدّم التزاما ماليا.
وفي ضوء عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، يكثّف الأوروبيون اللقاءات ويجاهرون بالتعاون مع الصين. وقد جالت الألمانية جينيفر مورغان مساء الثلاثاء في أروقة مكاتب الوفود برفقة المبعوث الصيني للمناخ ليو جينمين.
وقد لا تكون الدول السبع والعشرون العضو في التكتّل الأوروبي متفقة في ما بينهما، بحسب بعض المصادر.
وقالت وزيرة البيئة الكولومبية سوزانا محمد في تصريحات لوكالة فرانس برس "المقلق راهنا هو أن ما من أحد يضع رقما على الطاولة. ولا ركيزة نستند إليها للتفاوض".
وردّ فوبكه هوسكترا "لا أرى الفائدة من مناقشة هذه المسائل علنا قبل إرساء الأسس".
وتطالب البلدان الثرية بمعرفة كيف ستقرن أموالها العامة بموارد مالية أخرى (مثل الأموال الخاصة والضرائب الجديدة)، حرصا منها على ضمان استفادة المجتمعات الأكثر هشاشة من هذه المساعدات.
وقال وزير المناخ الدنماركي لارس أوغورد في تصريحات لوكالة فرانس برس: لا بد من "توسيع قاعدة المساهمين لأن بلدانا كانت فقيرة في 1990 باتت تتمتع اليوم بمستوى عيش هو قريب كثيرا أو حتّى أعلى من المستوى السائد في البلدان الأوروبية الأكثر فقرا".