تعبيد الطرق.. "شرايين" اليمن تعود للحياة رغم حرب الحوثي "صور"
وسط الحرب وتأثيراتها، يفتح اليمن نافذة للنهوض مجددا بعد انطلاق حزمة مشاريع لتعبيد الطرق تسهل المواصلات وتدعم الاقتصاد المنهك.
وللمرة الأولى منذ 8 أعوام من الانقلاب الحوثي، ينفذ صندوق صيانة الطرق والجسور في الحكومة المعترف بها العشرات من مشاريع الطرق الحيوية دفعة واحدة في أعمال تنموية عدت بمثابة نافذة ضوء في خضم الحرب.
ففي عدن مرورا بلحج وتعز وأبين وحضرموت ومأرب وشبوة، تجذب الأنظار عجلة آليات تعبيد الطرقات والعاملون يطفون حولها يشيدون الجسور بعد أن تعرضت للتدمير الكبير إثر الحرب وتغيرات المناخ ما يعطي صورة واضحة بقدرة اليمن للنهوض من جديد.
وقال مصدر مسؤول في صندوق صيانة الطرق والجسور في عدن لـ"العين الإخبارية"، إن الحكومة اليمنية بدأت منذ مطلع العام الجاري أعمال شق وصيانة وترميم 112 شريانا حيويا ضمن شبكة الطرقات الرابطة للمحافظات المحررة منها 36 مشروعا بدعم من الدول المانحة.
تأتي هذه المشاريع الحكومية إلى جوار مشروعات أخرى يتم تشيدها بدعم إماراتي كمشروع طريق (الكدحة - المخا) في محافظة تعز بطول 40 كيلومترا أو بدعم سعودي كمشروع الطريق البحري والتقاطعات المرتبطة به في العاصمة المؤقتة عدن.
محنة اليمنيين
ومن شأن إعادة تأهيل وصيانة أو شق طرق جديدة أن ينهي معاناة المواطنين والمسافرين بين المحافظات اليمنية لا سيما القادم من محافظة تعز للمحافظات المحررة إثر خضوعهم لحصار مشدد.
كما من شأنها تسهيل حركة التجارة الداخلية والنقل وبالتالي ازدهارها وانتعاش الاقتصاد اليمني لا سيما تسهيل نقل المحاصيل اليمنية بين الريف والمدن وربط المجتمعات بعد أن قطع الحوثيون أوصال البلد، وفقا لخبراء.
وقالت الباحثة الاقتصادية اليمنية ميرفت عبدالواسع إن قطاع الطرقات كغيرها طالتها حرب مليشيات الحوثي وتبعاتها وبالتأكيد دفع ثمنها المواطن البسيط غاليا وكانت البنى التحتية عرضة للتدمير والانهاك.
وأوضحت في تصريح لـ"العين الإخبارية"، أن عودة الحياة "لهذه الطرقات عقب عملية الصيانة والتجديد وشق الطرقات البديلة والتي يتبناها صندوق الطرقات والجسور بدعما حكومي وأممي وسعودي وإماراتي له أهمية وانعكاس كبير على حياة اليمنيين وتنقلاتهم".
وأكدت أن "النهوض من جديد بالبنى التحتية للبلد ومن قلب الحرب يتصل اتصلا وثيقا بحياة المواطنين وهو بث لروح الحياة ولشرايين الإمداد وشبكة النقل وهو ما قد يخفف صعوبة العيش ويضع حدا للعذاب المتواصل للمتنقلين والمسافرين وللدورة الداخلية للاقتصاد.
وبحسب الخبيرة الاقتصادية، تردي وخراب الطرقات الرابطة بين المد اليمنية انعكس بالفعل "سلبا على الآثار الاقتصادية وأسعار السلع وعلى الحياة الكريمة التي يتمتع بها المواطن في أي مكان".
وبشأن فتح شرايين جديدة إلى مدينة تعز التي تقبع منذ بداية الحرب معزولة، تنبه عبدالواسع إلى قطع مليشيات الحوثي أوصال المحافظة بغلق الطرقات والحصار كون الانقلابيون لا يكترثون للحياة اليومية للمواطنين.
وأشارت إلى أن غلق الحوثي للطرقات أجبر المواطنين على شق طرقات فرعية وعرة في قلب الجبال تسببت بكثير من الحوادث المميتة وبالتأكيد فتح شرايين جديدة خطوة مهمة وتعد بمثابة نافذ أمل وضوء لليمنيين.
وتضيف: "تشكل ممرات إنسانية للمدنيين في خضم الحرب ناهيك عن الاثار الاقتصادية وخفض كلفة والتنقلات بين المناطق مما سينعكس إيجابا على حياة المواطن لا سيما الفقراء".
ودعت الباحثة اليمنية المنظمات الإنسانية الدولية للنظر للمعاناة التي يدفعها المواطن غاليا وأن تضغط لإجبار مليشيات الحوثي لرفع يدها عن قطاع مهم متصل بحياة المدنيين وأن تسعى جاهدة لتحيد الطرقات عن الحرب.
كما دعت لموقف دولي جاد لفتح الطرقات الداخلية لتعود دورة الحياة الاقتصادية بين المحافظات اليمنية كما كانت سابقا وفتح الطرقات الرئيسية وشرايين الإمداد والمسافرين في تعز وبقية المحافظات.
تدخلات حتمية
تطول الإصلاحات الحكومية 8 محافظات محررة أعمال شق وصيانة وترميم وإعادة تأهيل وإزاحة كثبان رملية ومصارف السيول والجسور الأرضية وتهذيب الحفر المنتشرة لامتداد شبكة الطرق الشريانية الدولية كطريق العبر في حضرموت.
وبحسب رئيس مجلس إدارة صندوق صيانة الطرق والجسور باليمن معين الماس فقد أصبح التدخل لتأهيل شبكة الطرق الوطنية بشكل كامل ضرورة حتمية باعتبارها شريان الحياة ولضمان دورة التنمية الاجتماعية والاقتصادية.
وكشف في تصريح صحفي عن وجود وحدة متخصصة شيدت لغرض تنفيذ المشاريع الممولة من الدول المانحة منها 36 مشروعا خصص لـ8 مدن هي عدن ولحج والضالع وتعز وأبين والمكلا والشحر وسيئون.
ونبه إلى أن التدخلات العاجلة للصندوق شملت تأهيل أجزاء من الطرق الرئيسية ومنها خط عدن حضرموت، المهرة، شحن، والخط الساحلي من عدن إلى المخا والخوخة.
كما تشمل تأهيل الطرق (البديلة ) إثر غلق مليشيات الحوثي العديد من الطرق الرئيسية أبرزها طريق عدن - العند - تعز، مشيرا إلى أن الصندوق ورث تركة ثقيلة إثر الحرب الحوثية وتقلبات المناخ والفيضانات.
وطيلة 8 أعوام، ظلت شبكة الطرقات باليمن عرضة لتدمير حوثي ممنهج تمثل بتفجيرها بالعبوات الناسفة أو زراعتها بالألغام الفردية والمضادة للمركبات أو بقصفها وإغلاقها أمام المارة ما تسبب بالفعل في أضرار بلغت أكثر من 5 مليارات دولار في أول عامين من الحرب الحوثية.
ووصلت خسائر الاقتصاد اليمني حتى نهاية 2021، وفق الأمم المتحدة إلى نحو 126 مليار دولار أمريكي بما فيه البنية التحتية وشبكات الطرق الداخلية.
aXA6IDE4LjIyNC41OS4xMzgg جزيرة ام اند امز