خبيران عربيان: سلام المغرب وإسرائيل "ثمار عديدة بحجر واحد"
أشاد خبراء عرب باستئناف المغرب العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل، واصفين الخطوة بأنها "استثمار موجة السلام العالمي لصالح المنطقة".
وأجمع الخبراء، في تصريحات منفصلة لـ"العين الإخبارية"، على أن المغرب استطاع أن يحقق أكثر من استفادة، بهذه الاتفاقية، لصالحه ولصالح المنطقة والفلسطينيين.
ولفتوا في الوقت نفسه إلى أن انضمام المغرب للبلدان التي وقعت معاهدات سلام مع إسرائيل في أقل من 4 شهور يؤكد جدية مساعي العرب لتحقيق سلام شامل بمنطقة الشرق الأوسط.
وفي وقت سابق مساء الخميس، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن المغرب وإسرائيل يوقعان اتفاق سلام.
وفي تغريدة عبر "تويتر"، قال ترامب إن الجانبين اتفقا على إقامة علاقات دبلوماسية كاملة، مؤكدا أن الخطوة تعد انجازا هائلا للسلام بمنطقة الشرق الأوسط.
عصفوران بحجر
المحلل السياسي الكويتي، فهد الشليمي، يقول إن العلاقات المغربية الإسرائيلية كانت متطورة، حيث لم تكن هناك قطيعة كاملة، وساعد في ذلك التسامح المغربي مع الديانة اليهودية وكذلك التنوع الثقافي التي تشهده البلاد، معتبرا أن هذه الأمور ساعدت في الوصول للاتفاق على إقامة علاقات دبلوماسية.
وأضاف الشليمي، رئيس المنتدى الخليجي للأمن والسلام، لـ"العين الإخبارية": "المغرب أراد أن يحقق هدفين من خطوة اليوم، الأولى وضع العلاقات المغربية الإسرائيلية على الطاولة، ثانيا الحصول على اعتراف أمريكي بحق سيادة المغرب على الصحراء المغربية وهذا ملف مهم جدا ويؤرق المغرب".
ورأى "الشليمي" أن "المغرب من الدول المواجهة للاتحاد الاوروبي في البحر المتوسط والمحيط الأطلسي وبالتالي وجود علاقة ودية مع إسرائيل يمكن المغرب بفتح أسواق جديدة خصوصا في مجال الأسماك والفوسفات وغيره".
وبموجب الاتفاق الثلاثي بين الولايات المتحدة والمغرب وإسرائيل، سيقيم المغرب علاقات دبلوماسية كاملة، وسيستأنف الاتصالات الرسمية مع إسرائيل، ويسمح بعبور رحلات ووصول وقيام رحلات من إسرائيل وإليه لكل مواطنيه.
واعتبر "الشليمي" أنه "هناك توجه واضح لدى الدول العربية بعدما كسر الحاجز أن يكون هناك سلام شامل في منطقة الشرق الأوسط للمصلحة العامة، خصوصا أن العنصر الفلسطيني يتعامل حاليا مع إسرائيل بشكل واضح"ـ متوقعا أن تلحق كل من "تونس وموريتانيا" بقطار السلام العربي الإسرائيلي، بوصفها دول ذات خط معتدل.
وأشار المحلل الكويتي إلى أن وجود المغرب بصفته كان رئيس لجنة القدس يجعل المغرب يعتقد أن تدشين علاقات جيدة مع إسرائيل قد يسهل أمور كثيرة في القدس.
خطوة ليست مفاجئة
يقول خالد محمد باطرفي، الكاتب والمحلل السياسي السعودي لـ"العين الإخبارية"، إن إعلان المغرب اليوم عزمه على تطوير العلاقات مع إسرائيل ليست خطوة مفاجئة، لكنه يأتي استئنافا للعلاقات الدبلوماسية التي بدأت في السبعينيات قبل أن تتوقف بشكل جزئي، وكذلك استمرار للعلاقات العلاقات البينية بين الدولتين سواء السياحية أو الثقافية أو الدبلوماسية التي استمرت إلى اليوم.
ويرى "باطرفي" أن توقيت انضمام رابع دولة إلى قطار السلام مع إسرائيل له دلالته، حيث "أراد الرئيس دونالد ترامب أن يحقق في الأسابيع الأخيرة من ولايته ما وعد به من قبل من إقامة العلاقات الدبلوماسية بين الدول العربية وإسرائيل".
ويضيف المحلل السعودي: كل مرة كان هناك مصلحة للبلد المنضم لقطار السلام، فهناك الخرطوم الذي نجح في الحصول على رفع اسمه من القائمة الأمريكية للدول الراعية للإرهاب، وفي حال المغرب تم الاعتراف بسيادى المغرب،، وهذا يعني أن هناك مصالح مشتركة لهذه الدول، في إبرام السلام مع إسرائيل، لكن في الوقت نفسه تعهدت جميع هذه الدول أنها لن تتخلى عن القضية الفلسطينية أو حل الدولتين وأنها مازلت متمسكة بالمبادرة العربية للحل، وهو ما يعني تحقيق مصالح خاصة وعامة للمنطقة.
وتابع: دولة الإمارات استطاعت تحقيق انجازا تاريخيا بوقف الاستيطان الإسرائيليي للأراضي في الضفة الغربية، وهو ما نتوقع أن تسعى بقية الدول للمضي قدما في الطريق ذاته، حيث تستفيد من هذه القنوات المباشرة مع إسرائيل في القضية الفلسطينية والتوسط بين الفلسطينيين والإسرائيليين، بشكل حقيقي بدلا مما كانت تدعيه تركيا أنها تفعله في إطار إقامة علاقتها الدبلوماسية مع إسرائيل منذ عقود.
وفي الثالث عشر من أغسطس/آب الماضي، أعلن ترامب التوصل إلى اتفاق سلام بين الإمارات العربية المتحدة وإسرائيل، لتكون بذلك أول الدول التي سبقت في رفع راية السلام مع إسرائيل.
وعبر توقيع المعاهدة، تمكنت دولة الإمارات من "تجميد قرار إسرائيل بضم أراض فلسطينية "وفتح آفاق واسعة لتحقيق سلام شامل في المنطقة"، وفق وزير الخارجية الإماراتي، الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان.