وثائق تفضح تمويل إسرائيل المنظمات اليمينية الداعمة للاستيطان
وثائق تفصيلية نشرتها حركة "السلام الآن" الإسرائيلية كشفت إغداق حكومة نتنياهو ملايين الدولارات على منظمات يمينية تشجع على الاستيطان.
أغدقت حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ملايين الدولارات على جمعيات يمينية تعمل في المستوطنات المقامة على الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وبالتزامن مع هذا الإنفاق تمارس حكومة نتنياهو التضييق على مصادر التمويل الأوروبي لجمعيات يسارية تعمل على فضح الأنشطة الاستيطانية والاحتلالية في الأراضي الفلسطينية.
- الإمارات تطالب بتنفيذ القرارات الأممية لوقف الاستيطان الإسرائيلي
- السعودية تدين مصادقة إسرائيل على بناء وحدات استيطانية بالضفة
ونجحت حركة "السلام الآن" اليسارية الإسرائيلية المعارضة، التي تنشط في فضح الاستيطان، في الحصول على وثائق تفصيلية تكشف أن منظمة "أماناه"، التي تقف خلف إنشاء غالبية البؤر الاستيطانية العشوائية الإسرائيلية في الضفة الغربية وأعمال بناء واسعة في المستوطنات، حصلت على ملايين الدولارات سنويا كهبات من الحكومة الإسرائيلية.
واستنادا إلى الوثائق فإن هذه المنظمة الاستيطانية حصلت على هبات حكومية بقيمة 5.5 مليون دولار في عام 2013، و4.3 مليون دولار في عام 2014، و3.6 مليون دولار في عام 2015، دون أن يكون بالإمكان الحصول على وثائق عن الهبات في السنوات الأخيرة.
وكانت الحكومة الإسرائيلية منحت قبل سنوات منظمة "أماناه" أرضا فلسطينية صادرتها في حي الشيخ جراح في القدس الشرقية، لإقامة مقر لها عليها، حيث أتمت قبل عدة أشهر أعمال البناء.
ولا تقتصر الهبات على منظمة "أماناه"، إذ حصل مجلس المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية على 2.6 مليون دولار كهبات من الحكومة الإسرائيلية في الفترة ما بين 2013 و2015.
أما منظمة "ريغافيم" التي تنشط ضد تشغيل عمال فلسطينيين في إسرائيل فقد حصلت على هبات بقيمة 460 ألف دولار في الفترة ما بين 2013 و2015.
وذكرت "السلام الآن" أن هذه المنظمات اليمينية حصلت على هذه الهبات الحكومية من مجلس محلي مستوطنات" بنيامين" في وسط الضفة الغربية دون أن يشمل عشرات ملايين الدولارات الأخرى من مجالس استيطانية أخرى في الضفة الغربية.
وذكرت، في هذا الصدد، أن "أماناه" حصلت من مجالس مستوطنات أخرى على 34 مليون دولار أمريكي خلال الفترة ما بين 2013 و2015، في حين حصل في الفترة ذاتها مجلس المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية على 6 ملايين دولار من مجالس مستوطنات أخرى، وكذلك الأمر بالنسبة لمنظمة "ريغافيم" التي حصلت على 1.7 مليون دولار أمريكي.
وتشير تقديرات إسرائيلية إلى أن ما يزيد على 400 ألف مستوطن يعيشون في مستوطنات إسرائيلية مقامة في الضفة الغربية، إضافة إلى نحو 220 ألف مستوطن يقيمون في مستوطنات مقامة على أراضي القدس الشرقية المحتلة.
واستنادا إلى معطيات إسرائيلية فإن مستوطنين أقاموا أكثر من 100 بؤرة استيطانية عشوائية في الضفة الغربية دون الحصول على تصاريح من الحكومة الإسرائيلية.
وفي حين التزمت إسرائيل في خارطة الطريق الدولية بتفكيك هذه البؤر العشوائية فإنها لم تخل إلا اثنتين فقط منها، وتمت إقامة مستوطنات دائمة للمستوطنين الذين تم إخلاؤهم منها.
وأكدت حركة "السلام الآن" أن منح الأموال للمنظمات ذات الطابع السياسي "غير قانوني" في إسرائيل.
وقالت الحركة: "لقد قضت المحكمة العليا الإسرائيلية في عام 2004 بعدم قانونية تحويل الأموال العامة إلى منظمات ذات طابع سياسي، وأن على وزارة الداخلية خصم الأموال المنقولة من أجل أغراض سياسية من الميزانية المنقولة من ميزانية الدولة إلى السلطة المحلية".
يأتي الكشف عن هذه الوثائق في الوقت الذي تشن فيه الحكومة الإسرائيلية حملة واسعة ضد المنظمات اليسارية الإسرائيلية التي تنشط في كشف ممارسات جنود الاحتلال والأنشطة الاستيطانية في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وعادة ما تحصل هذه المنظمات اليسارية على تمويل من دول أوروبية، غير أن الحكومة الإسرائيلية أصدرت في العامين الماضيين عدة قوانين لتقييد التمويل الأجنبي لهذه المنظمات.
ومن بين المنظمات اليسارية المضيق عليها من قبل الحكومة الإسرائيلية: "السلام الآن"، و"بتسيلم"، و"يكسرون الصمت".
aXA6IDMuMTQ0LjExNC44IA==
جزيرة ام اند امز