مقترح السلام بأوكرانيا.. معاهدة "فرساي" تطل برأسها
رأت مجلة ناشيونال إنترست الأمريكية أن مقترح السلام الذي قدمه الغرب لروسيا يحمل ملامح معاهدة فرساي التي أنهت الحرب العالمية الأولى.
وأشارت المجلة إلى أن الاقتراح الذي قدمته بعض الدول الغربية (وهو تعبير ملطف عن الولايات المتحدة) وقبِله الأوكرانيون في البداية، يدعو إلى وقف كامل للأعمال العدائية وانسحاب القوات الروسية من أوكرانيا بما في ذلك منطقتا دونيتسك ولوغانسك.
كما ينص هذا المقترح وفقا لـ"ناشيونال إنترست" على ما يلي:
- تأجيل انضمام أوكرانيا إلى الناتو في الوقت الراهن، لتنضم "بعد فترة لا تقل عن سبع سنوات".
- إنشاء "منطقة أمنية" بعرض 100 كيلومتر على طول حدود روسيا وأوكرانيا وبيلاروسيا، تتولى حمايتها ست دول غربية.
- تحويل شبه جزيرة القرم إلى منطقة محايدة.
- القوات البحرية الروسية تغادر البحر الأسود، على أن يجري إعادة التفاوض على هذه القضية بعد سبع سنوات.
وإضافة إلى ذلك سيمنح القادة الروس وعائلاتهم حصانة من الملاحقة القضائية. وربما يكون هذا هو البند المغري للنخب الروسية للتخلي عن بوتين، أو على الأقل إجباره على قبول الاتفاق، وفق المجلة الأمريكية.
وقد يعتبر البعض الاتفاق صفقة أفضل من معاهدة فرساي أو نورمبرغ. لكن الأوراق المطروحة على الطاولة تعني هزيمة وإذلالا مؤكدا لبوتين. ويعتقد مقدموا الاقتراح، إلى جانب عدد كبير من وسائل الإعلام الغربية، أيضًا أن الخيارات بدأت تنفد من الرئيس بوتين.
وتشير المجلة إلى عدد من أوجه القصور التي تشوب "صفقة السلام" المسربة هذه. أولها:
- أن بوتين لن يقبل بالاتفاق.
- وأنه ليس لديه الكثير ليخسره عبر تمديد الصراع.
ومع الأخذ في الاعتبار أن الروس لا يعانون من نقص الغاز، فقد يتشبثون بمناطق سيطرتهم طوال فصل الشتاء وينتظرون رؤية واقع ما بعد فصل الجليد. هذا الواقع هو دخول الغرب في حالة ركود هائل وما يرتبط به من مشاكل اجتماعية.
ثانيا، على الرغم من أن الاتفاق يبدو وكأنه يمنح النخب الروسية طريقًا للفرار وحصانة من الملاحقة القضائية في لاهاي، إلا أنه لم تذكر شيئًا عن رفع العقوبات الاقتصادية بحق هؤلاء الأفراد أو العقوبات المفروضة على روسيا. ومع توقيع قطر اتفاقا للغاز مع الصين هذا الأسبوع، قد يبدو لروسيا المعزولة أنها ليس لديها ما تخسره من خلال تمديد الحرب. أضف إلى ذلك أن العزلة والإذلال لم ينجحا قط في معاهدة فرساي؛ بل زادا من المظالم التاريخية.
وتشير المجلة إلى أن المساعي لعقد اتفاق السلام تعيد إلى الأذهان اتفاق تيلسيت عام 1807، بين نابليون وقيصر روسيا الكسندر الأول عندما بني طوف في نهر نيمان للقاء الزعيمين، حيث أمضيا عدة أيام للتوصل إلى اتفاق، على حساب بروسيا. وترى أن أوكرانيا ليست سوى الطوف الذي بني لتجري عليه هذه المفاوضات.