تقدم في محادثات السلام بين طالبان ومعارضين أفغان بموسكو
مسؤولون في طالبان وشخصيات من المعارضة الأفغانية أكدوا حدوث "تقدم هائل" في المحادثات بينهم في موسكو.
أعلن مسؤولون في طالبان وشخصيات من المعارضة الأفغانية، الخميس، حدوث "تقدم هائل" في المحادثات بينهم في موسكو.
إلا أن هذا الإعلان يخلو من أي معنى نظرا لاستبعاد الحكومة الأفغانية من المحادثات مرة ثانية، وعدم إعلان وقف لإطلاق النار في البلد المضطرب.
- مبعوث أمريكي: اتفاق السلام مع طالبان مرهون بوقفها إطلاق النار
- مقتل 5 مسلحين من "طالبان باكستان" في عملية أمنية استمرت 16
وأمضى أعضاء حركة طالبان أكثر من يومين في فندق فاخر وسط موسكو؛ حيث التقوا العديد من السياسيين الأفغان بينهم الرئيس السابق حميد كرزاي وزعيم الحرب السابق عطا محمد نور.
وفي بيان مشترك، قال الطرفان إنهما أجريا مناقشات "مثمرة وبناءة" تركزت على قضايا بينها وقف إطلاق نار محتمل، و"تعزيز النظام الإسلامي" و"حقوق المرأة".
وجاء في البيان أن "الجانبين أحرزا تقدما هائلا، ولكن بعض القضايا تتطلب مزيدا من المناقشات"، غير أن استبعاد الحكومة الأفغانية من المحادثات، يجعل من الصعب تحديد النتائج الملموسة التي يمكن أن تثمر عنها المحادثات.
وكان الرئيس أشرف غني اقترح وقفا لإطلاق النار في جميع أنحاء البلاد في بداية شهر رمضان، إلا أن طالبان رفضت ذلك.
كما رفضت الحركة الدعوات الأمريكية المتكررة لخفض العنف أثناء إجراء المفاوضات بين واشنطن وطالبان.
ويعتبر هذا الاجتماع الثاني من نوعه الذي يجري في العاصمة الروسية.
وبدا عدم الارتياح على وجوه مسؤولي طالبان، رغم أن الاجتماع يأتي بعد أسابيع من جولة سادسة من المحادثات بين الولايات المتحدة والحركة والتي انتهت بدون إحراز تقدم ملموس.
وقالت طالبان إن محادثات السلام تعثرت حول مسألة أساسية هي الجدول الزمني لخروج القوات الأجنبية من أفغانستان.
ورفضت الولايات المتحدة الموافقة على الانسحاب كجزء من الاتفاق مع طالبان، إلا في حال قدمت الحركة ضمانات أمنية ووافقت على وقف لإطلاق النار، مع التزامات أخرى تضم الانخراط في حوار أفغاني داخلي مع حكومة كابول ومسؤولين أفغان آخرين.
ورغم تأكيد الطرفين على أن اجتماع موسكو كان بين الأفغان، إلا أن غياب مسؤولي الحكومة عنه كان واضحا.
في مستهل اجتماع الخميس، سُمح للسفير الأفغاني في موسكو بإلقاء كلمة، ولكن تم منعه من حضور الفعاليات التالية، فانتهى به الأمر بالجلوس في بهو الفندق السويسري.
ورغم ذلك، أكد شير محمد عباس ستانيكزاي -كبير المفاوضين في طالبان والنائب السابق لوزير الشؤون الخارجية- أن الحركة المسلحة تسعى "بكل صدق" إلى السلام.
وقال المتحدث باسم طالبان سهيل شاهين إن الحركة ترغب في تشكيل حكومة مستقبلية "يرى جميع الأفغان أنها تمثلهم".
ومنذ بدء محادثات السلام في الخريف الماضي بين طالبان والولايات المتحدة، أكدت الحركة أنها خففت تشددها في كثير من القضايا بينها حقوق المرأة التي تعرضت للاضطهاد الوحشي في ظل حكم طالبان في الفترة من 1996 حتى 2001.
وقال ستانيكزاي إن طالبان ترغب في رؤية أفغانستان "تحترم فيها حقوق النساء والرجال والأطفال والكبار والصغار".
والخميس، هاجم انتحاري أكاديمية عسكرية في العاصمة وقتل ستة أشخاص.
كما ذكر مسؤولون في الاستخبارات الأفغانية أن 62 من عناصر طالبان قتلوا ليل الأربعاء الخميس في ولاية ورداك وسط البلاد.