بيلوسي على متن "سفينة العبيد" بغانا.. تكفير أمريكي عن أخطاء الأسلاف
رئيسة مجلس النواب الأمريكي بدأت زيارة إلى أكرا وبرفقتها وفد برلماني لإحياء ذكرى انطلاق أول سفينة للعبيد.
قبل 400 عام رست على أحد السواحل الأمريكية سفينة محملة بالعبيد قادمة من أفريقيا بعد شحنهم بشكل غير إنساني من غانا إلى القارة المكتشفة حديثاً آنذاك.
واليوم الأربعاء، وبعد 4 قرون ومن العاصمة الغانية (أكرا) بدأت رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي ووفد برلماني زيارة لإحياء ذكرى انطلاق أول سفينة للعبيد.
قصة امتهان كرامة الأمريكيين السود، يعود أول فصولها إلى ما قبل 5 قرون، أي بعد اكتشاف أمريكا بـ10 سنوات، لتتوالى شحنات محملة بالعبيد وبأعداد مهولة على الساحل الغربي للقارة الجديدة.
حينها، وصل حال المنافسة التجارية بين المربع الأوروبي (إسبانيا وبريطانيا وفرنسا وهولندا) على تلك "البضاعة" إلى حد قيام كل شركة بكي أماكن محددة في أجسام عبيدها المعدين للتصدير كعلامات تجارية مميزة.
بيد أن بيلوسي وفي هجرتها العكسية ستلتقي بعدد من مسئولي غانا، وعلى رأسهم الرئيس نانا أفوكو عبده، لمناقشة خطط الأمن الإقليمي، والتحديات الأمنية التي تواجه القارة الأفريقية في المرحلة الراهنة.
وكانت المشاهد المأساوية مسيطرة على مسلسل تجارة العبيد، فكلما تأتي سفينة يُقذف بهم إلى داخلها وهم عراة، ومع ارتفاع تكلفة الرحلة التي تستغرق عدة أسابيع وهي تجتاز الأطلسي، حرص ملاك السفن على صناعتها على هيئة مخازن ذات رفوف، يُرص فيها العبيد، بعد فصل النساء عن الرجال.
ومع محاولات الأمريكيين للتطهر من هذا الإرث الأسود، تقود "بيلوسي" المنتمية للحزب الديمقراطي حملة ضد انتهاك حقوق السود، وذلك في امتداد لانتخاب باراك أوباما كأول رئيس أسود للولايات المتحدة في عام 2008، باعتبار ذلك نقطة تحوّل في تاريخ بلد لم يتعاف تماما بعد من آثار تاريخه العبودي.
وتفرض القضية نفسها بقوة على انتخابات الرئاسة الأمريكية 2020، في ظل اتهامات متبادلة بين الديمقراطيين والجمهوريين حول "ملاحظات عنصرية".
وزيارة رئيسة مجلس النواب الأمريكي ليست أولى محطات تحركها لتضميد كل جراح هذا الملف، ففي يونيو/حزيران الماضي، عقد المشرّعون الأمريكيون جلسة استماع لمناقشة إمكانية منح تعويضات للأمريكيين من أصل أفريقي من أحفاد "العبيد".
ومشروع القانون الذي يحمل الرقم "اتش ار 40" يدعو لتشكيل لجنة برلمانية لدراسة العبودية والتمييز الذي تعرض له أبناء العبيد بموجب قوانين "جيم كرو" التي فرضت التفريق بين السود والبيض في الجنوب الأمريكي أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين.
وتم تقديم مشروع القانون هذا في مناسبات عديدة منذ عام 1989 دون أن يحظى بفرصة لطرحه للتصويت، حيث عقدت اللجنة القضائية في مجلس النواب جلسة استماع حول يوم "جونتينث"، أو اليوم الذي حُررت فيه آخر مجموعة عبيد في تكساس عام 1865.
وتصادف مع كل ما سبق، عثور باحثين في ولاية ألاباما على حطام آخر سفينة يعرف أنها أقلت عبيدا للولايات المتحدة الأمريكية.
وقالت دورية معهد سميثسونيان إنه تم العثور على السفينة كلوتيلدا، التي حملت بصورة غير قانونية 110 أفريقيين إلى ألاباما منذ أكثر من 50 عاما عقب حظر أمريكا استيراد العبيد عام 1807، في نهر موبايل في ألاباما.
وبعد وصولهم، تم بيع 25 منهم لسماسرة العبيد، ولكن الأغلبية بقوا في منطقة نهر موبيل بألاباما، وبعد الحرب الأهلية الأمريكية، أسس الناجون من السفينة مجتمع أفريكا تاون المحلي.
وكانت أمريكا قد حظرت تجارة العبيد في 25 آذار/مارس 1807، ولكن لم يتم تطبيق الحظر حتى 1808، واستمرت ممارسة العبودية حتى حرر إعلان تحرير العبيد 1863 الذي صدر في نهاية الحرب الأهلية الأمريكية، جميع الذين تم احتجازهم في الولايات بجنوب البلاد.
aXA6IDE4LjExOC4xMTkuNzcg جزيرة ام اند امز