دماء مستطيل إندونيسيا الأخضر.. تحدٍّ أمني "مفزع" قبل قمة العشرين
وقع التدافع المميت في ملعب لكرة القدم بإندونيسيا، بعدما فشلت قوات الأمن في السيطرة على اقتحام بعض الجماهير للاستاد
فلجأت إلى قنابل الغاز المسيل للدموع. وأمام الهلع الذي أصاب بقية الجماهير على مقاعد المتفرجين بدأت الحشود في التدافع.
وفشلت قوات الأمن مرة أخرى في إقناعهم بالبقاء في أماكنهم.. فسقط 130 قتيلا وأصيب نحو مئتين آخرين.
وفجرت المباراة التي لعبت ضمن منافسات الدوري الإندونيسي بين فريقي بيرسيبايا سورابايا وأريما، حالة كبيرة من الحزن، بعد أن أسفرت عن سقوط عشرات الضحايا في استاد كانجوروهان، إثر اقتحام جماهير فريق أريما، الذي خسر اللقاء 2-3.
ووفقا للتقارير، فقد سقط العديد من الضحايا بعد أن استهدفت الشرطة بقنابل الغاز مدرجات مكتظة مما تسبب في حالة من الذعر بين المشجعين في ملعب كانجوروهان. وعكست روايات الحادث المختلفة دلائل على توتر أصاب قوات الأمن في التعامل مع الموقف ووقائعه المتسارعة.
ووفقا لوكالة الأنباء الفرنسية، اعتبرت الشرطة ما حدث بأنه "أعمال شغب"، وقد بدأت في إطلاق الغاز بعد مقتل اثنين من عناصرها. وسقط عدد كبير من القتلى دوسا بالأقدام في التدافع أو اختناقا.
تحدٍّ أمني كبير
الكارثة التي أسف لها العالم أجمع تمثل تحديا أمنيا كبيرا في دولة من المقرر أن تستضيف الشهر القادم مؤتمر قمة مجموعة العشرين حيث يتوقع حضور زعماء وقادة كبرى اقتصاديات العالم.
وستتوجه أنظار العالم أجمع إلى جزيرة بالى يومي ١٥ و١٦ نوفمبر/ تشرين الثاني القادم لمتابعة فعاليات القمة التى تجمع بين زعيمي الولايات المتحدة وروسيا للمرة الأولى منذ احتدام المواجهة بينهما على خلفية الحرب الجارية فى أوكرانيا.
وفى حين لم يحسم الرئيس الأمريكي جو بايدن حضوره حتى الآن، أعلن الرئيس الإندونيسي جوكو ويدودو فى وقت سابق عن حضور الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والصيني شي جين بيج الى القمة. لكن بوتين قال قبل أسبوعين أنه هو الآخر لم يحسم مسألة حضوره بعد.
وستكون الاجتماعات أيضا هى المرة الأولى التى يجتمع فيها الرئيس الروسي بوتين مع قادة من الدول الغربية المشاركة فى حملة العقوبات ضد بلاده.
وتجرى فى تلك الأثناء استعدادات أمنية ومراجعات لخطط تأمين فعاليات القمة المقررة فى بالي.فقد أوردت تقارير أن الشرطة الإندونيسية كثفت عمليات التفتيش الأمني على مختلف بوابات جزيرة بالي، وتم نشر ما لا يقل عن 8 آلاف عنصر أمنية فى عمليات خاصة بقمة مجموعة العشرين، بينما يعمل 1600 شرطي كقوات احتياطية.
وأشارت السلطات فى وقت سابق إلى أنها جهزت سيارات خاصة وسفن ومروحيات لتأمين المناطق. كما تم تركيب 4600 كاميرا مراقبة على عشرة طرق أساسية وتم توصيلها بمركز قيادة الشرطة.
وأعدت البحرية 12 سفينة حربية لتأمين فعاليات القمة وكلفت قائد الأسطول الثاني الأدميرال TSNB Hutabarat لقيادة عمليات التأمين البحرى فى المناطق المحيطة بجزيرة بالي.
كما تجرى السلطات مراجعات فى الجوانب اللوجستية ومسائل النقل والإقامة وتطوير البنية التحتية وصيانة المرافق، فضلا عن مراكز الإعلام والإستعدادات الطبية الطارئة.
وفى وقت سابق، قالت وزيرة الخارجية ريتنو مارسودي "إن الاستعدادات تسير في المسار الصحيح حتى الآن"، كما قال نائب الرئيس "معروف أمين" أن الاستعدادات لاستضافة القمة "قد اكتملت بنسبة 100 بالمائة تقريبًا."
وقال أمين "كما نقله في وقت سابق الوزير المنسق (لوهوت بنسار باندجيتان) خلال الاجتماع التنسيقي ، فإن تقدمنا في الاستعدادات يقترب من 100 في المائة".