دراسة جديدة: الحسد أحد أسباب النظرة السلبية تجاه النباتيين

كشفت دراسة جديدة من جامعة فاسا بفنلندا عن جانب مُفاجئ وراء الوصمة المُحيطة بالنباتيين، وقد يُعزى الأمر برمته إلى الحسد.
سعى باحثون إلى استكشاف سبب استمرار مُعارضة الأنظمة الغذائية النباتية في أوروبا، على الرغم من تزايد شعبيتها ووعي الناس بها.
استطلع الباحثون آراء 3600 شخص لمعرفة من يعتقدون أنهم الأكثر ميلا لاختيار بدائل اللحوم، وما هي مشاعرهم تجاهها.
رسمت النتائج صورة معقدة ومتضاربة، فبينما كان النباتيون محط إعجاب لكونهم مُحافظين على البيئة، وواعين بالصحة، وملتزمين بالأخلاق، إلا أنهم أثاروا أيضا مشاعر سلبية قوية، بما في ذلك الخوف والازدراء والحسد، وحتى الغضب.
وقالت الدكتورة روسا-ماريا ماليلا، إحدى معدي الدراسة: "يعد استهلاك اللحوم وبدائلها ظاهرة اجتماعية مثيرة للجدل".
تُظهر نتائجنا أن المستهلكين الذين يفضلون البدائل النباتية يُنظر إليهم على أنهم مختلفون اجتماعيا، وغالبا ما يكون ذلك بشكل غير إيجابي.
وللتعمق في هذه المواقف، طلب الفريق من المشاركين الحكم على متسوقين وهميين بناء على سلال البقالة الخاصة بهم فقط. احتوت جميع السلال على نفس العناصر الأساسية، مثل المعكرونة والموز وعصير التفاح ، ولكنها اختلفت في خيارات البروتين. احتوت إحداها على اللحوم الحمراء واللحوم الباردة، واحتوت أخرى على نقانق الدجاج والخضار، بينما كانت الثالثة نباتية بالكامل.
ومن المثير للاهتمام أن أولئك الذين كانت سلالهم تميل إلى النباتية حظوا بتقييم إيجابي لقيمهم، لكنهم واجهوا أيضا ردود فعل اجتماعية سلبية.
حتى أن بعض المشاركين أعربوا عن رغبتهم في استبعادهم أو التصرف معهم بشكل عدواني.
وتعتقد الدكتورة ماليلا أن رد الفعل السلبي يعكس انزعاجا مجتمعيا أوسع نطاقا من التغيير. وأوضحت: "لم تعد الحاجة إلى تقليل استهلاك اللحوم لأسباب بيئية أمرا جديدا على أحد.
لكن إجراء هذه التغييرات شخصيا ليس بالأمر السهل. يمكن أن يتحول هذا الإحباط إلى استياء تجاه أولئك الذين يقومون بالفعل بالتغيير".
واعتبارا من عام ٢٠٢٣، كانت أوروبا موطنا لما يُقدر بـ ٦٫٦٢ مليون نباتي، وهو رقم من المتوقع أن يرتفع إلى أكثر من ٨ ملايين بحلول عام ٢٠٣٣، وفقًا لموقع " Statista "، ولكن مع استمرار تزايد أنماط الحياة النباتية، تشير الدراسة إلى أن القبول الثقافي قد يتأخر، مدفوعا بمشاعر معقدة وضغوط اجتماعية.
وأضافت الدكتورة ماليلا: "لا يجب أن يكون اتباع نظام غذائي نباتي تضحية، لكن التصورات المحيطة به لا تزال تُشعر الكثيرين بعدم الارتياح، خاصة إذا كان يُهدد شعورهم بالهوية أو الراحة".
وتقدم الدراسة منظورا جديدا حول سبب كون النباتية موضوعا مثيرا للجدل، ولماذا غالبا ما تتناول المحادثات حول خيارات الطعام أكثر بكثير مما يُقدم على الطبق.
aXA6IDE4LjE4OC4zNi4xOTgg جزيرة ام اند امز