تونسيون يرفعون شعار "ديقاج" ضد الغنوشي.. فماذا يعني المصطلح؟
حين تنتفض الشعوب تصدح حناجرها بشعارات تتحدث لغتها وتترجم واقعها، وهو ما شهدته تونس، اليوم الأحد.
وهو ما شهدته تونس، اليوم الأحد، حين خرج الآلاف في مسيرات مناهضة للإخوان، مرددين شعار "ديقاج" ضد حكم "النهضة".
و"ديقاج" تعني باللهجة الدارجة "ارحل"، وهي كلمة اقتحمت لأول مرة الشارع التونسي منذ 10 سنوات، حين خرجت احتجاجات للمطالبة بإسقاط نظام الرئيس زين العابدين بن علي يوم 14 يناير/كانون الثاني 2011
ذات الكلمة تعود وتجتاح من جديد الشارع التونسي موجهة بوصلتها إلى منظومة الإخوان القاتمة والتي أدخلت البلاد في نفق الأزمات الاقتصادية والاجتماعية والصحية، وهي منظومة يعتبرها العديد من المتابعين جزءا من التنظيم الدولي للإخوان المسلمين.
فمن تونس العاصمة إلى سوسة شرقا، مرورا بالقيروان شمالا وتوزر جنوبا وصولا إلى سيدي بوزيد في وسط البلاد، زحفت حشود التونسيين تلفظ الإخوان في عيد الجمهورية الـ64.
وبحسب ما أفاد مراسل "العين الإخبارية" فقد قام محتجون بمحافظة توزر باقتحام مقر حركة النهضة وتهشيم محتوياته وحرقه بالتزامن، وهكذا فعلوها في سوسة والقيروان وسيدي بوزيد.
اقتحامات تزامنت مع عديد الوقفات الاحتجاجية التي تشهدها أغلب محافظات البلاد بينها نابل وقفصة والمهدية والكاف، مطالبة بإسقاط حكومة هشام المشيشي وحل البرلمان وتغيير النظام السياسي.
وبينما كان المحتجون ينادون بالإطاحة بحكم الإخوان الذين يترأسون البرلمان الحالي، ويفسدون في مفاصل الدولة، رددوا شعارات مناهضة لرئيس البرلمان وزعيم حركة النهضة في تونس راشد الغنوشي مطالبين بمحاسبته وكل من تورط معه من حلفائه.
كما كانت من بين مطالب المحتجين تغيير النظام السياسي برمته وكل الشخصيات الحاكمة في تونس باستثناء رئيس الدولة قيس سعيد.
وانتقدت شخصيات عامة في تونس اليوم أداء الطبقة السياسية الحاكمة وعلى رأسها حركة النهضة ورئيس الحكومة.
وللمشيشي أيضا "ديقاج"
لم يستثن المحتجون رئيس الحكومة التونسية هشام المشيشي أيضا من كلمة " ديقاج" ، حيث تم تحميله فشل إدارة الأزمة الصحية في البلاد، بعد تجاوز عدد الوفيات بفيروس كورونا 18ألف وفاة ،وهو رقم جعل من الرئيس التونسي ينتقد بشدة أداء رئيس حكومته.
وكان قيس سعيد قد أشار في كلمة له أول أمس، إلى أن أخطاء المشيشي كثرت في المدة الأخيرة وكثر التّردد نتيجة دخول بعض اللوبيات لإفساد جملة من الإجراءات.
وأضاف في هذا الاطار "قد نكون قد خسرنا المعركة لكننا لم نخسر الحرب ولن نقبل بالهزيمة.. ونحن لسنا في مجال للمنافسة، نحن دولة واحدة ولا مجال لدول داخل الدولة الواحدة، القانون هو قانون الدولة".
وأكد أن الوضع الصحي في تونس كارثي والأمر يتعلق في التفريط في القطاع العمومي للصحة.
وأمر رئيس الجمهورية بضرورة مراجعة جملة من الاختيارات بعد فشل التصدّي لجائحة كوفيد 19 وتفاقم الأوضاع في عدد من الجهات.
وشدّد على أن "الدولة التونسية واحدة، ولا مجال لمراكز قوى تتنافس السيطرة عليها أو تفجيرها من الداخل".
وعبّر عن استيائه من محاولة توظيف هذه الأزمة لغايات سياسية قائلا "فصحّة المواطن ليست بضاعة تتقاذفها قوى أو مجموعات ضغط، وليست من قبيل الأسهم في الشركات التجارية تحكمها قوانين العرض والطلب." في إشارة مبطنة للإخوان.