كيفية أداء صلاة التهجد.. وأفضل وقت لها
تعد صلاة التهجد من أكثر العبادات التي يقبل عليها المسلمون في العشر الأواخر من رمضان؛ سعيا لنيل ثوابها العظيم في تلك الأيام المباركة.
وصلاة التهجد لها أكثر من طريقة من أبرزها أن ينام من أراد أداء صلاة التهجد ولو نومة يسيرة، ثم يقوم في منتصف الليل فيصلي ركعتين خفيفتين.
ويصلي بعد ذلك ما شاء من ركعات، ويجب أن تكون صلاته ركعتين ركعتين؛ فيسلم بعد كل ركعتين، وبعد أن يتم ما أراد من صلاة التهجد يوتر بركعة واحدة كما كان يفعل النبي صلى الله عليه وسلم، ويجوز له كذلك أن يوتر بثلاث ركعات، أو بخمس.
أما من حيث الجهر والإسرار في صلاة التهجد فذلك متروك لتقدير المصلي، فإن رأى الأفضل في رفع صوته والجهر بالصلاة جهر بها، وإن رأى الإسرار بها وخفض صوته في القراءة أفضل له أسرّ بها.
وأشار الدكتور شوقي علام مفتي الديار المصرية، خلال لقائه في برنامج "مكارم الأخلاق في بيت النبوة"، عبر قناة "صدى البلد" المصرية، إلى أن صلاة التهجد فرض في حق النبي صلى الله عليه وسلم، قال الله تعالى: (وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا)، مضيفا أن النبي "كان يزيد عليها في رمضان صلاة التراويح التي قال عنها العلماء إنها خلاف صلاة التهجد".
ماذا يُقرأ في صلاة التهجد؟
لم يرد في الشريعة نص صريح بضرورة قراءة سور أو آيات معينة من القرآن الكريم دون غيرها في صلاة التهجد.
والثابت عن رسول الله محمد صلّى الله عليه وسلَّم أنَّه كان يقرأ بسورة الأعلى وسورة الكافرون وسورة الإخلاص في الركعات الثلاث في صلاة الوتر.
ولكنَّ الأفضل على المسلم ألَّا يداوم على هذه السور حتَّى لا يظنَّ أنَّها لازمة فتكون بدعة والعياذ بالله، ولكي لا يظن الناس أنَّها واجبة في هذه الركعات.
وبناء على هذا يمكن القول إنَّه يحل للمسلم أن يقرأ ما شاء من كتاب الله تعالى في صلاة التهجد، وله فيما قرأ الأجر والثواب من الله تبارك وتعالى، والله أعلم.
الفرق بين صلاة التهجد وقيام الليل
قال العلماء إن التهجد يكون بعد النوم ليلا ولو لفترة، ثم الاستيقاظ للصلاة فقط دون غيرها من العبادات، أما قيام الليل فيكون بالصلاة، والذكر، والدعاء، وقراءة القرآن، وغير ذلك من العبادات في أي ساعة من ساعات الليل.
وقد ورد عن الصحابي الجليل الحجاج بن غزية رضي الله عنه ما يدل على هذا الفرق، حيث قال: "يحسب أحدكم إذا قام من الليل يصلي حتى يصبح أنه قد تهجد، إنما تهجد المرء يصلي الصلاة بعد رقدة، ثم الصلاة بعد رقدة، وتلك كانت صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم له"، وفقا لدار الإفتاء المصرية.
بدوره بيّن مركز الأزهر للفتوى الإلكترونية الفرق بين ركعات صلاة التهجد وقيام الليل أو التراويح، موضحا أن أهم ما يميز صلاة التهجد عن قيام الليل أنّها تكون بعد نوم المسلم نومةً يسيرة، وبعدها يقوم للتهجد في منتصف الليل، فيصلي ركعتين خفيفتين، ثم يصلي بعد ذلك ما شاء من الركعات، ركعتين ركعتين، ويوتر في آخرها؛ عن عَبْدِ الله بْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ ﷺ: «صَلَاةُ اللَّيْلِ مَثْنَى مَثْنَى، فَإِذَا أَرَدْتَ أَنْ تَنْصَرِفَ فَارْكَعْ رَكْعَةً تُوتِرُ لَكَ مَا صَلَّيْتَ». [متفق عليه]
أفضل وقت لصلاة التهجد
يبدأ وقت صلاة التهجد بعد الانتهاء من صلاة العشاء، ويستمر إلى آخر الليل، فيكون الليل كله من بعد العشاء إلى الفجر وقتا للتهجد، إلا أن أفضل وقت لصلاة التهجد هو آخر الليل أو ما قارب الفجر ودخل في الثلث الأخير من الليل.
واستشهد مفتي الديار المصرية بحديث ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم، جاء فيه: "من خاف ألا يقوم من آخر الليل فليوتر أوله، ومن طمع أن يقوم آخره فليوتر آخر الليل، فإن صلاة آخر الليل مشهودة، وذلك أفضل"، ويدل هذا الحديث على أن أفضل صلاة الليل هي ما كانت في آخر الليل، مع جواز التهجد أول الليل لمن خشي أن ينام فيفوته فضلها.
واستكمل بقول الرسول صلى الله عليه وسلم: "ينزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة، حين يبقى ثلث الليل الآخر إلى السماء الدنيا، فيقول: من يدعوني فأستجيب له؟ من يستغفرني فأغفر له؟ من يسألني فأعطيه؟".
عدد ركعات صلاة التهجد
يختلف عدد ركعات صلاة التهجد في رمضان باختلاف رغبة كل فرد، فأقل عدد هو ركعتان خفيفتان وركعة للوتر، وأكثر عدد غير محدد.
لكن الأصل أن يختتم المصلي صلاته بركعة من الوتر أو ثلاث ركعات أو خمس، ودليلهم على ذلك الحديث الذي في صحيح مسلم ويرويه أبو هريرة رضي الله عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنّه قال: "إذا قامَ أحَدُكُمْ مِنَ اللَّيْلِ، فَلْيَفْتَتِحْ صَلاتَهُ برَكْعَتَيْنِ خَفِيفَتَيْنِ".
صلاة التهجد هي ذاتها صلاة قيام الليل باختلاف كون مصلي التهجد يقوم إلى الصلاة بعد أن ينام نومة يسيرة، فإن طريقة صلاة التهجد هي ذاتها طريقة أداء صلاة قيام الليل.
حكم صلاة التهجد
عن حكم صلاة التهجد، قال مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، إنّ صلاة التهجد سُنّة عن سيدنا رسول الله ﷺ؛ حيث ورد عنه ﷺ أنّه قال: «أَحَبُّ الصَّلَاةِ إِلَى الله صَلَاةُ دَاوُدَ عَلَيْهِ السَّلَامُ، وَأَحَبُّ الصِّيَامِ إِلَى الله صِيَامُ دَاوُدَ، وَكَانَ يَنَامُ نِصْفَ اللَّيْلِ، وَيَقُومُ ثُلُثَهُ، وَيَنَامُ سُدُسَهُ، وَيَصُومُ يَوْمًا وَيُفْطِرُ يَوْمًا». [متفق عليه].
أوضح المركز أنّ صلاة التهجد هي صلاة تطوعية، يبدأ وقتها من بعد صلاة العشاء والتراويح، ويستمر إلى آخر الليل.
aXA6IDMuMTQ0LjkzLjM0IA== جزيرة ام اند امز