صلاة التهجد في رمضان.. كل ما تريد معرفته عن أهم النوافل
تعتبر صلاة التهجد في رمضان من النوافل التي يحرص المسلمون على أدائها في الشهر الكريم للتقرب إلى الله، فما هو فضلها وكيف تصلى؟ وما هو وقتها؟ وكم عدد ركعاتها؟
صلاة التهجد في رمضان من أفضل العبادات التي يمكن أداؤها في هذا الشهر المبارك. ففي هذا الشهر يتضاعف الأجر وتتضاعف قيمة العبادات، وصلاة التهجد من أبرز العبادات التي يمكن أداؤها خلال الليل.
ويتميز شهر رمضان بلياليه الطويلة المباركة، وهو فرصة للمسلمين للتقرب إلى الله بالعبادة والدعاء والتضرع. وتؤدى صلاة التهجد في الجزء الأخير من الليل قبل صلاة الفجر، وتتكون من ركعتين إلى عشر ركعات، يصلى فيها بشكل فردي بين السجدتين الأخيرتين ويتضرع فيها المصلي إلى الله بالدعاء والتضرع والاستغفار.
ما هي صلاة التهجد؟
صلاة التهجد أو ما يعرف بـ"صلاة قيام الليل" تعني القيام في جوف الليل وقبل الفجر، وهي سُنَّة عن النبي المصطفى وليست فريضة على جميع المسلمين.
لغويا، التهجد هو فعل خماسي للمصدر هجد ومعناه ترك النوم، ويصدق ذلك على صلاة الليل، فيقال: تهجد في ليله، أي صلى بالليل.
أما التهجد في الاصطلاح فهو الاستيقاظ في الليل لأداء الصلاة، فقال تعالى: (ومن الليل فتهجد به نافلة لك).
صلاة التهجد في الإسلام من صلوات النوافل التي تُصلَّى في الليل، والمعروف في الشريعة الإسلامية أنَّ صلاة النفل لا تكون إلَّا بعد أداء صلاة الفرض، أي بعد صلاة العشاء وتنتهي قبل الفجر.
ورغم أنه يكثر البحث على موقع "جوجل" العالمي عن "دعاء التهجد في صلاة الصبح"، فإن هذا غير صحيح كون وقت صلاة التهجد بما تشمله من أدعية وقنوط يستمر إلى اذان الفجر.
ما أصل صلاة التهجد؟
صلاة التهجد سُنّة، وذكرت دار الإفتاء المصرية أنه قد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أن صلاة القيام من أفضل الصلوات المسنونة التي يمكن أن يؤديها المسلم بعد صلاة الفريضة.
وقال الرسول صلى الله عليه وسلم:
"أَفْضَلُ الصِّيامِ، بَعْدَ رَمَضانَ، شَهْرُ اللهِ المُحَرَّمُ، وأَفْضَلُ الصَّلاةِ، بَعْدَ الفَرِيضَةِ، صَلاةُ اللَّيْلِ".
وقال الله تعالى في كتابه العزيز:
"أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ".
وصلاة التهجد لها فضائل عديدة، حيث تساعد على الإخلاص والتدبر والفهم، وسبب لتكفير السيئات والذنوب.
وفي حديث للرسول صلى الله عليه وسلم عن فضل صلاة التهجد قال:
"عليكُم بقيامِ اللَّيلِ، فإنَّهُ دَأْبُ الصَّالِحينَ قبلَكُم، و قُربةٌ إلى اللهِ تعالى ومَنهاةٌ عن الإثمِ و تَكفيرٌ للسِّيِّئاتِ، ومَطردةٌ للدَّاءِ عن الجسَد".
وقت صلاة التهجد
يبدأ وقت صلاة التهجد بعد انتهاء صلاة العشاء ويستمر حتى آخر الليل وبالتحديد حتى أذان الفجر، ويكون أفضل وقت لصلاة التهجد هو آخر الليل أو ما قارب الفجر أي الثلث الأخير من الفجر، كما يجوز أداء صلاة التهجد في أول الليل لمن خشي أن ينام فيفوته فضلها، حيث ورد عن النبيّ صلى الله عليه وسلم، أنّه قال:
"من خاف أن لا يقومَ من آخرِ اللَّيلِ فلْيوتِرْ أوّلَه، ومن طمِع أن يقومَ آخرَه فلْيوتِرْ آخرَ الليلِ، فإنَّ صلاةَ آخرِ الليلِ مَشهودةٌ، وذلك أفضلُ".
كما ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"ينزلُ ربُّنا تباركَ وتعالى كلَّ ليلةٍ، حينَ يبقى ثلثُ الليلِ الآخِرُ إلى السَّماءِ الدنيا، فيقولُ: من يدعُوني فأستجيبَ لهُ؟ من يَسْتَغْفِرُنِي فأغفر لهُ؟ مَنْ يسألُني فأُعطيَهُ؟"
حكم صلاة التهجد
صلاة التهجد سُنّة؛ حيث ورد عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنّه قال:
"أَحَبُّ الصيامِ إلى اللهِ صيامُ داودَ، كان يصومُ يوماً ويُفْطِرُ يومًا، وأَحَبُّ الصلاةِ إلى اللهِ صلاةُ داودَ، كان ينامُ نصفَ الليلِ ويقومُ ثُلُثَهُ، وينامُ سُدُسَهُ".
فضل صلاة التهجد
صلاة التهجد لها فضائل عديدة، حيث تساعد على الإخلاص والتدبر والفهم، وسبب لتكفير السيئات والذنوب. وفي حديث للرسول صلى الله عليه وسلم عن فضل صلاة التهجد قال:
"عليكُم بقيامِ اللَّيلِ، فإنَّهُ دَأْبُ الصَّالِحينَ قبلَكُم، و قُربةٌ إلى اللهِ تعالى ومَنهاةٌ عن الإثمِ و تَكفيرٌ للسِّيِّئاتِ، ومَطردةٌ للدَّاءِ عن الجسَدِ".
كم عدد ركعات التهجد؟
وتختلف عدد ركعات صلاة التهجد في رمضان باختلاف رغبة كل فرد، فأقل عدد هو ركعتان خفيفتان وركعة للوتر، وأكثر عدد غير محدد.
لكن الأصل أن يختتم المصلي صلاته بركعة من الوتر أو ثلاث ركعات أو خمس، ودليلهم على ذلك الحديث الذي في صحيح مسلم ويرويه أبو هريرة رضي الله عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنّه قال:
"إذا قامَ أحَدُكُمْ مِنَ اللَّيْلِ، فَلْيَفْتَتِحْ صَلاتَهُ برَكْعَتَيْنِ خَفِيفَتَيْنِ".
كيفية أداء صلاة التهجد
أما طريقة صلاة التهجد فلها العديد من الطرق والحالات التي يجوز أداؤها بها، ومن تلك الطرق أن ينام من أراد أداء صلاة التهجد ولو نومة يسيرة، ثم يقوم في منتصف الليل فيصلي ركعتين خفيفتين، ثم يصلي بعد ذلك ما شاء من ركعات.
ويجب أن تكون صلاته ركعتين ركعتين؛ فيسلم بعد كل ركعتين، وبعد أن يتم ما أراد من صلاة التهجد يوتر بركعة واحدة كما كان يفعل النبي صلى الله عليه وسلم، ويجوز له كذلك أن يوتر بثلاث ركعات، أو بخمس.
وشرحت السيدة عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها كيفية صلاة التهجد عندما قالت إن النبي صلى الله عليه وسلم:
"كان يصلي من الليل ثلاث عشرة ركعة؛ يوتر من ذلك بخمس لا يجلس إلا في آخرهن".
وكحديثِ عائشةَ رضيَ اللَّهُ عنها أنَّهُ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ كانَ يصلِّي من اللَّيلِ تسعَ ركَعاتٍ لا يجلسُ فيها إلَّا في الثَّامنةِ، فيذكرُ اللَّهَ ويحمَدُهُ ويدعوهُ، ثمَّ ينهضُ ولا يسلِّمُ، ثمَّ يقومُ فيصلِّي التَّاسعةَ، ثمَّ يقعدُ فيذكرُ اللَّهَ ويحمدُهُ ويدعوهُ، ثمَّ يسلِّمُ تسليمًا يسمِعُناهُ، ثمَّ يصلِّي ركعتينِ بعدما يسلِّمُ وهوَ قاعدٌ، فتلكَ إحدى عشرةَ ركعةً، فلمَّا أسنَّ رسولُ اللَّهِ -صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ- وأخذهُ اللَّحمُ، أوترَ بسبعٍ وصنعَ في الرَّكعتينِ مثلَ صُنعِهِ في الأولى.
وفي لفظٍ عنها: "فلمَّا أسنَّ رسولُ اللَّهِ -صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ- وأخذهُ اللَّحمُ أوترَ بسبعِ ركعاتٍ لم يجلس إلَّا في السَّادسةِ والسَّابعةِ، ولم يُسلِّمْ إلَّا في السَّابعةِ، وفي لفظٍ: صلَّى سبعَ ركعاتٍ، لا يقعدُ إلَّا في آخرِهنَّ".
ورغم تعدد طرق أداء صلاة التهجد فإن الأفضل على الإطلاق أن يصلي العبد كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي.
أما إذا صلى المسلم بطريقة أخرى فلا حرج عليه؛ كأن يوتر بواحدة فقط بعد الانتهاء من صلاة التهجد، أو صلى الوتر خمس ركعات سردها كاملة ولم يجلس إلا في الركعة الأخيرة، الأهم أن يخشع في صلاته ويؤديها بحقها فلا ينقرها نقرا.
أما من حيث الجهر والإسرار بصلاة التهجد فذلك متروك لتقدير المصلي، فإن رأى الأفضل في رفع صوته والجهر بالصلاة جهر بها، وإن رأى الإسرار بها وخفض صوته في القراءة أفضل له أسرّ بها.
كيفية صلاة التهجد في البيت للمرأة
صلاة التهجد تعد فرصة للمسلمة للتقرب إلى الله وتحقيق الخشوع والتضرع إليه بالدعاء والتسبيح. ولأداء صلاة التهجد في البيت للمرأة، يمكن اتباع الخطوات التالية:
- ينبغي على المرأة أن تتوضأ وتستعد للصلاة، وأن تكون في حالة من الخشوع والتفكر.
- يُفضل أداء صلاة التهجد في الثلث الأخير من الليل، ولكن يمكن أداؤها في أي وقت بعد صلاة العشاء وحتى قبيل صلاة الفجر.
- تصلي المرأة ركعتين ركعتين، وتقرأ في كل ركعة ما تيسر من القرآن، ويمكن أن تكون السورة التي تقرأها طويلة أو قصيرة حسب الرغبة.
- بعد الانتهاء من الصلاة، يمكن للمرأة أن تدعو بالخير والبركة لنفسها ولعائلتها وللمسلمين عمومًا.
- يمكن للمرأة أن تكثر من التسبيح والاستغفار بعد الانتهاء من الصلاة، فهذه الأعمال تزيد من قربها إلى الله وتزيل الذنوب.
- بعد الانتهاء من الدعاء والتسبيح والاستغفار، تختتم المرأة صلاتها بالتسليم.
دعاء صلاة التهجد
الدعاء في صلاة التهجد يكون بعد السجود في الركعتين الأخيرتين، ويمكن للمرء أن يدعو بما يشاء من الخير والبركة لنفسه وللمسلمين عمومًا. ومن الأدعية التي يمكن استخدامها في صلاة التهجد في العشر الأواخر من رمضان ما يلي:
"اللهم أصلِحْ لي دِيني الذي هو عصمة أمري، وأصلح لي دنياي التي فيها معاشي، وأصلح لي آخرتي التي فيها معادي، واجعل الحياة زيادةً لي في كل خيرٍ، واجعل الموتَ راحةً لي من كل شر"
"اللهم اجعل في قلبي نورًا، وفي بصري نورًا، وفي سمعي نورًا، وعن يميني نورًا، وعن يساري نورًا، وفوقي نورًا، وتحتي نورًا، وأمامي نورًا، وخلفي نورًا، واجعل لي نورًا".
"يارب إنِّي أسألُك من الخيرِ كلِّه عاجلِه وآجلِه ما علِمتُ منه وما لم أعلمُ ، وأعوذُ بك من الشرِّ كلِّه عاجلِه وآجلِه ما علِمتُ منه وما لم أعلمُ . اللهمَّ إنِّي أسألُك من خيرِ ما سألَك به عبدُك ونبيُّك ، وأعوذُ بك من شرِّ ما عاذ به عبدُك ونبيُّك . اللهمَّ إنِّي أسألُك الجنةَ وما قرَّب إليها من قولٍ أو عملٍ ، وأعوذُ بك من النارِ وما قرَّب إليها من قولٍ أو عملٍ ، وأسألُك أنْ تجعلَ كلَّ قضاءٍ قضيتَه لي خيرًا".
ما الفرق بين صلاة التهجد وقيام الليل؟
تشترك صلاة التهجد وقيام الليل في أكثر من قاسم مشترك، فكل منهما من النوافل وتؤدي في الليل، لكن هناك أوجه اختلاف بينهما، منها:
صلاة قيام الليل
هي كل صلاة نافلة تؤدى بعد صلاة العشاء أو في أي وقت من أوقات الليل حتى طلوع الفجر. وقيام الليل يكون بالصلاة والذكر والدعاء، وقراءة القرآن، وغير ذلك من العبادات في أي ساعة من ساعات الليل
صلاة التهجد
هي ما يُصليه المرء من قيام الليل بعد أن يستيقظ من النوم، والتهجد يكون بعد النوم ليلا ولو لفترة ثم الاستيقاظ للصلاة فقط دون غيرها من العبادات، ويُفضل أن يكون في ثلث الليل الأخير.
وقد ورد عن الصحابي الجليل الحجاج بن غزية رضي الله عنه ما يدل على هذا الفرق، حيث قال:
"يحسب أحدكم إذا قام من الليل يصلي حتى يصبح أنه قد تهجد، إنما التهجد المرء يصلي الصلاة بعد رقدة، ثم الصلاة بعد رقدة، وتلك كانت صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم له".
ماذا يقرأ في صلاة التهجد؟
لم يرد في الشريعة الإسلام نص صريح بضرورة قراءة سور أو آيات معينة من القرآن الكريم دون غيرها في صلاة التهجد. والثابت عن رسول الله محمد صلّى الله عليه وسلَّم أنَّه كان يقرأ بسورة الأعلى وسور الكافرون وسورة الإخلاص في الركعات الثلاث في صلاة الوتر.
وأخيرًا، من الأفضل على المسلم ألَّا يداوم على هذه السور حتَّى لا يظنَّ أنَّها لازمة فتكون بدعة والعياذ بالله، ولكي لا يظن الناس أنَّها واجبة في هذه الركعات.
وبناء على هذا يمكن القول إنَّه يحل للمسلم أن يقرأ ما شاء من كتاب الله تعالى في صلاة التهجد، وله فيما قرأ الأجر والثواب من الله تبارك وتعالى، والله أعلم.
aXA6IDMuMTM3LjE2Mi4yMSA=
جزيرة ام اند امز