نجح فيما فشلت فيه لقاحات كورونا.. لقاح إيبولا مناعة دائمة
بينما لم تنجح لقاحات كورونا في تحقيق استجابة دائمة للأجسام المضادة، الأمر الذي دفع الدول إلى البدء في إعطاء مواطنيها جرعة ثالثة معززة، فإن لقاح إيبولا نجح فيما فشلت فيه لقاحات كورونا.
وأظهرت دراسة جديدة أجراها باحثون بجامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس، أن لقاح الإيبولا المعروف باسم "rVSVΔG-ZEBOV-GP" يؤدي إلى استجابة قوية ودائمة للأجسام المضادة بين الأفراد الذين تم تلقيحهم في مناطق جمهورية الكونغو الديمقراطية التي تعاني من تفشي المرض، فمن بين أكثر من 600 مشارك في الدراسة، أظهر 95.6% استمرار وجود الأجسام المضادة بعد 6 أشهر من تلقي اللقاح.
وهذه الدراسة المنشورة، الثلاثاء، في دورية "بروسيدنج أوف ذا ناشونال أكاديبمي أوف ساتينس"، هي أول بحث منشور يدرس استجابة الجسم المضاد بعد التطعيم ضد الإيبولا في جمهورية الكونغو الديمقراطية، وهي دولة يبلغ تعداد سكانها حوالي 90 مليون نسمة.
وتم التعرف على الإيبولا، أحد أكثر الأمراض الفيروسية فتكًا في العالم، لأول مرة عام 1976 بعد تفشي المرض بالقرب من نهر الإيبولا في جمهورية الكونغو الديمقراطية.
ومنذ ذلك الحين، حدثت حالات تفشي بشكل متقطع في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، بما في ذلك 12 حالة تفشي في جمهورية الكونغو الديمقراطية، حيث لا يزال المرض مستوطنًا.
وتم إعطاء لقاح "rVSVΔG-ZEBOV-GP" أحادي الجرعة، المرخص رسميا في عام 2019 من قبل كل من إدارة الغذاء والدواء الأمريكية ووكالة الأدوية الأوروبية، لأكثر من 300 ألف فرد في جمهورية الكونغو الديمقراطية أثناء تفشي المرض بين عامي 2018 و2020 حتى الآن، ومع ذلك فإن الدراسات التي تفحص استجابة الجسم المضاد للسكان الكونغوليين المحصنين كانت مفقودة.
ودرس باحثو جامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس وزملاؤهم من المعهد الوطني للبحوث الطبية الحيوية، في جمهورية الكونغو الديمقراطية الأفراد الذين تلقوا اللقاح أثناء تفشي فيروس إيبولا في مقاطعة شمال كيفو بجمهورية الكونغو الديمقراطية بين أغسطس وسبتمبر 2018.
وعمل الفريق جنبًا إلى جنب مع البرنامج الموسع للتحصين التابع لوزارة الصحة في جمهورية الكونغو الديمقراطية ومنظمة الصحة العالمية لتسجيل وتلقيح 608 أفراد مؤهلين كانوا على اتصال بأشخاص مصابين بفيروس إيبولا أو مخالطين لهؤلاء الأشخاص، وهو نهج يُعرف باسم "التطعيم الدائري"، بالإضافة إلى الرعاية الصحية والعاملين في الخطوط الأمامية في المناطق المتأثرة أو التي يحتمل أن تتأثر.
وجمع الباحثون عينات الدم وقت التطعيم وبعد 21 يوما ومرة أخرى بعد 6 أشهر، ووجدوا أنه بعد 21 يومًا، أظهر 87.2% من المشاركين في الدراسة استجابة من الجسم المضاد، بعد 6 أشهر، أظهر 95.6% من جميع المشاركين ثبات الأجسام المضادة.
وتقدم الدراسة دليلًا حاسمًا على أن استجابة الجسم المضاد بعد التلقيح بلقاح "rVSVΔG-ZEBOV-GP" قوية في أماكن تفشي المرض في جمهورية الكونغو الديمقراطية.
وتُعد النتائج مساهمة مهمة في فهم الباحثين ومسؤولي الصحة العامة لاستجابة اللقاح، مما سيساعد في التطوير المستمر لاستراتيجيات نشر اللقاحات للسيطرة على تفشي الإيبولا في المستقبل في مناطق جمهورية الكونغو الديمقراطية وخارجها.
aXA6IDMuMTI4LjMxLjIyNyA=
جزيرة ام اند امز