بصمتك الكربونية تتحكم في رحلاتك الجوية.. كيف؟
العديد من خطوط الطيران حول العالم تعمل الآن على حملات دعائية للتوعية بضرورة تغيير عادات السفر لدى المسافرين بما يتوافق مع دعم البيئة.
وقد أصبح السفر الآن يشمل على وعي أكبر بالنسبة للمسافرين، والعديد من المسافرين يتخذون بالفعل الآن خطوات لأن يصبحوا مسافرون أكثر نفعا للبيئة، بحسب أبرز مؤشرات شركات السفر البحثية بحسب ما ذكرت مجلة "تايم أوت".
إجراءات إضافية لازمة
رغم ذلك، لا يزال يظن خبراء السفر، أن عادات السفر التي تدعم الاستدامة لاتزال غير كافية، لأن نتأكد من السير على الطريق الصحيح في تحقيق نسبة الصفر انبعاثات كربونية، بالنسبة للبصمة الكربونية للمسافرين.
لهذا السبب، تتنبأ دراسة جديدة أجرتها شركة أبحاث السفر Intrepid Travel، بأن إجراءات اكثر صرامة قد تكون في سبيلها للتطبيق في مجال السفر الجوي في المستقبل، تزيد من حدة السيطرة على البصمة الكربونية للمسافرين.
هذا التقرير، أشار لمجموعة تدابير مستقبلية يتوقع أن يتم تطبيقها من قبل شركات خطوط الطيران المختلفة، ستغير جذريا من أسلوب السفر، ومن الممكن أن يكون أحد هذه التدابير، ما يعرف باسم بدلات الكربون الشخصية.
هذا الإجراء، سيمنح خطوط الطيران الفرصة لتتبع البصمة الكربونية للرحلات الجوية لمختلف المسافرين، من خلال جوازات السفر الخاصة بهم، وقد يؤدي تعاظم البصمة الكربونية لأحد المسافرين، إلى حرمانهم من السفر لمزيد من الوجهات للحد من بصمتهم الكربونية إلى تجاوزت الحد المسموح.
أزمة المناخ ستحدد وجهتك
وعلى الرغم من أن هذه الإجراءات لاتزال في طور التوقعات بالنسبة للخبراء، إلا أن الدراسة التي قامت بها شركة Intrepid Travel، وعاونتها بها شركة The Future Laboratory، تقول أن أزمة التغير المناخي بدأت بالفعل بشكل غير مباشر في التحكم في اختياراتنا للوجهات الخاصة بالعطلات السياحية.
فنجد أن حرائق الغابات خلال فترة الصيف الماضي، حرمت الملايين من السياح، من اجراء عطلاتهم الاعتيادية في وجهات شهيرة، مثل اليونان و تينيريفي والبرتغال، وعكست صورة قاتمة لمستقبل السفر، إذا ما لم يتم اعتماد اجراءات صارمة تحد من تفاقم ظاهرة الاحتباس الحراري.
الأمر قد يتحول لما هو أسوأ من ذلك مع المستقبل البعيد، بأن هناك وجهات سياحية معينة، أصبحت مهددة بأن تصبح من الوجهات السياحية المهجورة، بمواجهتها لانقراض السياح من التردد عليها بسبب أزمة المناخ.
وعزز من هذه الاحتمالات توقعات لشركة السفرة Tui التي ذكرت في تقرير لها أن المسافرون سيبدؤون في اختيار وجهات أكثر برودة في المستقبل، وأقل تشكيلا للخطر على حياتهم.
مع وجود توقعات بتحول دفة المسافرين باتجاه دول الشمال، ووجهات معينة مثل بلجيكا أكثر اعتدالا في حالتها المناخية، وأيضا هولندا.
وتقول دراسة أجرتها شركة Advantage Travel Partnership أن المد في وجهات السفر بدأ بالتغير بالفعل، بعد أن اجرت استطلاع لـ 2000 بريطاني، أظهر أن 62% من المشاركين به، وتتراوح اعمارهم بين 18 و 24 عاما، بدأوا في إعادة النظر في وجهة سفرهم بسبب المناخ.