تقديم قرابين الفصح بالمسجد الأقصى.. أمتار قليلة على "سيناريو الرعب"
تهديدات بتنظيم اقتحامات واسعة لـ"الأقصى" وتقديم قرابين الفصح في ساحات المسجد، نذر تصعيد بات يلوح في الأفق، ويهدد بنسف الهدنة الهشة.
تلك التهديدات والتي تصاعدت وتيرتها خلال الأيام القليلة الماضية، أطلقتها جماعات يمينية إسرائيلية، مطالبة الناشطين من أعضائها بإحضار حملان لذبحها في مجمع المسجد الأقصى يوم الأربعاء الذي يوافق بداية الاحتفالات بعيد الفصح.
إلا أن ذلك من شأنه أن يتعارض مع احتفالات الفلسطينيين بشهر رمضان، مما أطلق جرس إنذار من تصعيد محتمل يلوح في الأفق، وخاصة وأن تلك الجماعات حاولت إغراء الناشطين، بتقديم مكافآت لمن يقدم قرابين الفصح في ساحات المسجد.
ومنذ سيطرتها على الموقع في عام 1967، حافظت إسرائيل على ترتيبات قائمة منذ فترة طويلة تمنع غير المسلمين من ممارسة شعائرهم الدينية في المجمع الذي يضم المسجد الأقصى ومعالم دينية أخرى.
ورغم أنه لم يسبق أن قدم إسرائيليون قربان عيد الفصح اليهودي بالمسجد الأقصى، إلا أن الدعوات لمثل هذه الطقوس تثير توترًا كبيرًا. وفيما يحل عيد الفصح اليهودي يوم الخميس المقبل، يبدأ المتدينون اليهود الاحتفاء بهذه المناسبة مساء الأربعاء.
مكافآت مالية
إلا أن جماعات يمينية إسرائيلية نشرت إعلانات تضمنت مكافآت مالية لكل من يتمكن من تقديم قربان عيد الفصح بالمسجد الأقصى، مشيرة إلى أن من ينجح بتقديم القربان في المسجد سيحصل على مكافأة 20 ألف شيكل (5600 دولار)، ومن يعتقل في ساحات المسجد الأقصى وهو يحمل نعجة الفصح يحصل على 2500 شيكل (700 دولار).
وبحسب الإعلانات، فإن من يعتقل داخل البلدة القديمة وهو يحمل نعجة الفصح يحصل على 1200 شيكل (330 دولارا)، أما من يُعتقل أثناء التحضير للقربان فإنه يحصل على 500 شيكل (140 دولارا).
تلك الدعوات التي يقف خلفها منظمات يمينية إسرائيلية، حاولت الشرطة التصدي لها، باعتقال نشطاء؛ بينهم اليميني المتطرف رفائيل موريس، والذي دعا علانية لتقديم قربان الهيكل في المسجد الأقصى.
وكانت الجماعات التي ينتمي لها موريس حاولت استفزاز الفلسطينيين في القدس الشرقية من خلال نشر إعلانات تعرض إخفاء قربان عيد الفصح في المنازل لحين حلول موعد عيد الفصح.
وبعد أن كانت تلك الدعوات لتقديم القرابين سرية، باتت هذه المنظمات اليمينية تجاهر بها، بدعم البلدية الإسرائيلية في المدينة، فيما نظم في السنوات الأخيرة احتفال يحاكي تقديم القرابين في الهيكل على مقربة من المسجد الأقصى.
وتشمل المراسم قيام متدين يهودي بزي "كهنة الهيكل" بذبح القربان من قبل الكهنة عند أقدام المذبح وشوائه.
سيناريو الرعب
ويترجم الفلسطينيون اللافتات التي تنشرها الجماعات اليمينية الإسرائيلية ويوزعوها في شبكات التواصل الاجتماعي؛ للتحذير من المخططات اليمينية ضد المسجد.
وبحسب مراقبين، فإن نجاح متطرفين إسرائيليين بتقديم قربان الفصح في المسجد الأقصى يوصف بأنه "سيناريو الرعب" للأطراف الإقليمية والدولية التي سعت منذ أسابيع للهدوء في المنطقة خلال شهر رمضان.
فمن شأن تفجر الأوضاع في المسجد الأقصى أن تفجرها في القدس الشرقية والضفة الغربية وقطاع غزة وحتى المدن والبلدات العربية في إسرائيل.
ونفت الشرطة الإسرائيلية أن تكون قد وافقت على تقديم متطرفين لقرابين الفصح في المسجد الأقصى، قائلة: "في اليوم الأخير، تمّ تداول منشورات كاذبة على شبكات التواصل حول التصريح والموافقة أنه يمكن إحضار المواشي إلى منطقة الحرم القدسي الشريف. هذه أخبار مزيفة بالكامل".
وضع قائم
وأضافت: "لا يوجد تغيير في الوضع القائم في الحرم القدسي الشريف منذ سنوات عديدة. لا يوجد تصريح أو موافقة، ولن يكون هناك تصريح لإدخال المواشي إلى منطقة الحرم القدسي الشريف".
وتابعت: "أي شخص يحاول إدخال أغراض محظورة إلى الحرم القدسي الشريف سيتم التعامل معه من قبل الشرطة بشكل صارم. حتى أولئك الذين يستخدمون الأخبار الكاذبة بهدف التحريض على العنف سيتم التعامل معهم أيضًا من خلال جميع الأدوات المتاحة لنا".
وأعلنت أن "الشرطة ستستمر في عملها للحفاظ على الوضع القائم في الحرم القدسي الشريف خلال شهر رمضان، والسماح بحرية العبادة للمسلمين خلال الأعياد وبشكل عام".
ومع ذلك فإن الشرطة الإسرائيلية ستسمح للمتطرفين الإسرائيليين باقتحام المسجد خلال فترة عيد الفصح اليهودي؛ بحسب وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير الذي قال لمحطة 12 الإسرائيلية إنه يؤيد اقتحام اليهود للمسجد الأقصى، لكنه لا يؤيد تقديم قرابين الفصح في المسجد.