من بيتر سيلرز إلى تامر حسني.. هذه قصة "اليد الغريبة" المؤذية لصاحبها
في عام 1964 جسد الممثل بيتر سيلرز شخصية طبيب يعاني من " متلازمة اليد الغريبة"، في الفيلم الشهير الذي حمل اسم "الدكتور سترينجلوف".
وبعد 57 عاما يحيي الفنان المصري تامر حسني الحديث عن هذه المتلازمة النادرة من خلال فيلمه الأخيرة "مش أنا"، ليثير ذلك تساؤلات حول تاريخ هذه المتلازمة النادرة، والتي لا يتعدى مرضاها العدد المحدود عالميا.
وكما يقول موقع "هيلث لاين"، فإن هذا المرض تم تسجيله لأول مرة عام 1909، وهو حالة عصبية نادرة تجعل يد واحدة تتصرف بإرادتها الحرة، ولا تكون اليد تحت سيطرة العقل وتتحرك كما لو كان لها عقلها الخاص.
وتشعر اليد المصابة التي غالبا ما تكون اليد اليسرى أو غير مهيمنة، بأنها غريبة على صاحبها، ويبدو وكأنها تتحرك للقيام بمهام غير مقصودة.
وفي حين أن هذا المرض يمكن أن يصيب الأطفال، فإنه عادة ما يصيب البالغين، ويُشار إليه أحيانًا باسم "متلازمة الدكتور سترينجلوف"، نسبه إلى الفيلم الشهير لبيتر سيلرز، أو "يد سترينجلوف"، أو "اليد الفوضوية".
الأسباب
ويشير موقع "هيلث لاين" إلى عده أسباب يمكن أن تكون مسؤولة عن متلازمة اليد الغريبة، حيث يصاب بعض الأشخاص بها بعد السكتة الدماغية أو الصدمة، وترتبط أحيانًا بالسرطان والأمراض التنكسية العصبية وتمدد الأوعية الدموية في الدماغ.
وترتبط متلازمة اليد الغريبة بعمليات جراحية في الدماغ تفصل بين نصفي الدماغ، وقد يشمل ذلك شقًا على طول الجسم الثفني، الذي يقسم نصفي الكرة المخية ويسمح بالاتصال بين الجانبين.
وتؤثر جراحات علاج الصرع أحيانًا على الدماغ بهذه الطريقة، كما يمكن أن تؤدي أي مشكلات تحدث في القشرة الحزامية الأمامية للمخ، والقشرة الجدارية الخلفية، ومناطق القشرة الحركية التكميلية، إلى هذه الحالة.
وتظهر فحوصات الدماغ أن الأشخاص الذين يعانون من متلازمة اليد الغريبة لديهم أنشطة معزولة في المنطقة الحركية الأولية المقابلة، ويُعتقد أن هذا ينتج عن آفات أو تلف في القشرة الجدارية، ويؤثر على أنظمة التخطيط المتعمد ويمكن أن يسبب حركات عفوية.
الأعراض
أبرز أعراض متلازمة اليد الغريبة، هو عدم القدرة على التحكم في اليد لأنها تعمل بشكل مستقل، وقد تتحرك بشكل لا إرادي وتؤدي المهام والإجراءات الموجهة نحو الهدف.
ويقال إن اليد تتحرك دون سيطرة أو وعي معرفي، ويبدو الأمر كما لو أنه يتحكم فيها شخص آخر أو أن لديها عقلًا خاصًا بها، فقد تنفذ اليد إجراءات معارضة ذاتية مثل إغلاق درج فتحته اليد الأخرى للتو أو فك أزرار القميص الذي أغلقته للتو، فهي يد غريبة غير متعاونة وقد تنفذ مهام غير صحيحة.
وقد يشعر الأشخاص المصابون بمتلازمة اليد الغريبة أن اليد أو الطرف لا ينتمي إليهم، ومع ذلك، فهم لا ينكرون ملكية الأطراف.
التشخيص
يمكن للطبيب تشخيص متلازمة اليد الغريبة من خلال الملاحظة والتقييم، ويعد تشخيص هذه الحالة أمرا معقدا لأنه اضطراب عصبي يفتقر إلى عنصر نفسي، وهذا يجعل التشخيص أكثر صعوبة لأن المشكلات السلوكية أكثر شيوعًا من متلازمة اليد الغريبة، ويمكن أن تُعزى الأعراض في بعض الأحيان إلى اضطراب نفسي، والذي قد يكون محبطا للشخص المصاب.
العلاج
لا يوجد علاج لمتلازمة اليد الغريبة، وتفتقر العلاجات والخيارات الدوائية إلى التطور، لكن العلماء يعملون على علاجات لتقليل الأعراض.
ويتعافى الأشخاص الذين يعانون من متلازمة اليد الغريبة بعد مرور بعض الوقت، ومع ذلك، فإن الشفاء يكون أقل نجاحًا للأشخاص الذين يعانون من أمراض التنكس العصبي.
ويمكن معالجة الحالة أو إدارتها باستخدام علاجات التحكم في العضلات مثل توكسين البوتولينوم (البوتوكس) وعوامل الحجب العصبي العضلي، حيث نجحت "البنزوديازيبينات" في بعض الحالات، ولكن يبدو أن الأساليب السلوكية أكثر فائدة.
ففي بعض الأحيان يمكن للفرد كبح جماح يده الغريبة عن طريق إمساكها بين رجليه أو الجلوس عليها، وقد يجد بعض الأشخاص أنه من المفيد حمل أي شيء في اليد غريبة لمنعها من أداء المهام غير المطلوبة.
aXA6IDE4LjExNi4xNC4xMiA= جزيرة ام اند امز