دراسة: الآثار السلبية لمادة تتسلل للمياه تنتقل من الآباء لأبنائهم
كشف الباحثون في جامعة واين ستيت الأمريكية، عن نتائج رائدة تربط بين تعرض الذكور لمواد الألكيل البيرفلورية والمتعددة الفلور (PFAS) ، التي تتسلل إلى المياه، مع مشاكل صحية كبيرة في ذريتهم.
وتسلط الدراسة، التي نشرت في مجلة البيئة الدولية، الضوء على تأثير هذه المواد على مثيلة الحيوانات المنوية والتغيرات اللاحقة طويلة المدى في الكبد والأنسجة الدهنية للذرية.
وتوفر الدراسة التي نشرت في دورية "إينفيرومينت إنترناشونال"، رؤى مهمة حول كيفية تأثير العوامل البيئية على النتائج الإنجابية وصحة النسل.ويقول الدكتور مايكل سي بيتريلو، الأستاذ المساعد في معهد واين ستيت لعلوم الصحة البيئية وقسم المياه: "إن أبحاث مواد الألكيل البيرفلورية والمتعددة الفلور مهمة بشكل خاص في ميشيغان، حيث حظيت بالاهتمام مؤخرًا بسبب اللوائح الجديدة لوكالة حماية البيئة بموجب قانون المياه النظيفة".
وترتبط تلك المواد بالعديد من الأمراض المزمنة، مما يؤثر على الالتهابات والجهاز المناعي، ويركز العمل الجديد على الصحة الإنجابية، والخصوبة، والتمثيل الغذائي للنسل، مما يكشف عن مفهوم جديد مفاده أن تعرض الأب لتلك المواد يمكن أن يؤثر على صحة أطفاله.
ويشدد الدكتور جي ريتشارد بيلسنر، أستاذ أمراض النساء والتوليد والمدير المساعد لمركز سي إس موت للنمو البشري والتنمية، على أهمية صحة الأب، قائلا: "تاريخيًا، كان التركيز على صحة الأم أثناء الحمل، وبحثنا يحول بعض هذا التركيز إلى صحة الأب قبل الحمل، مما يوضح كيف يمكن للتعرض البيئي لدى الآباء أن يؤثر على صحة ونمو ذريتهم".
وتستند نتائج الدراسة إلى تجارب أجريت على فئران ذكور بالغة تعرضت لكل من المواد الكيميائية القديمة والناشئة من مواد الألكيل البيرفلورية والمتعددة الفلور، مما أدى إلى مثيلة غير طبيعية للحيوانات المنوية وتغيير التعبير الجيني في الكبد والدهون في نسلها، ولوحظ أن هذه التغييرات كانت خاصة بالجنس، مما يشير إلى أن التعرض قبل الحمل لدى الذكور يمكن أن يكون له آثار عميقة على الجيل القادم.
ويضيف الدكتور بيلسنر: "آمل أن تشجع هذه النتائج على زيادة الوعي بتأثير صحة الذكور على نمو النسل، فتقديم المشورة للمتخصصين الطبيين للمرضى الذكور حول أهمية صحتهم يمكن أن يؤدي إلى تحسينات كبيرة في صحة الأجيال القادمة".
ويقول الدكتور إيزيميناري إم أوباسي، نائب رئيس الأبحاث في جامعة واين ستيت: "قد يغير هذا البحث الرائد كيفية إدراك المجتمعات للمواد الكيميائية الضارة وكيفية تقديم المشورة للمتخصصين الطبيين لمرضاهم".