مبادرة فارم.. محاولة أوروبية لتخليص العالم من أزمة الغذاء
أطلقت دول الاتحاد الأوروبي في الـ27 من مارس/آذار الماضي مبادرة "فارم"، لتخفيف تداعيات الأزمات الغذائية جراء التوترات الجيوسياسية في أوروبا.
وبحسب وصف وزارة الخارجية الفرنسية عبر موقعها الرسمي، فإن مبادرة "فارم" تهدف إلى تعزيز القدرة على الصمود في مجالي الغذاء والزراعة وتخفيف التداعيات الكارثية للعملية العسكرية الروسية في أوكرانيا على الأمن الغذائي العالمي، وسط توقعات بأن يؤدي النزاع إلى أزمات غذائية خطرة في أفريقيا وآسيا في غضون عام.
وتقول وزارة الخارجية الفرنسية "تُعدّ روسيا وأوكرانيا جهتين فاعلتين بارزتين في إنتاج مواد غذائية أساسية عدّة، مثل الحبوب، وتوفّران نحو 30% من صادرات القمح العالمية".
وأضافت: الحرب الروسية الأوكرانية فاقمت خطر انعدام الأمن الغذائي وتهدد بإغراق ملايين الأشخاص في أزمة غذائية في البلدان الأكثر عرضة للخطر.
3 حلول لإنقاذ العالم من المجاعة
تعتمد المبادرة المستلهمة من منصة "كوفاكس" الدولية لتوزيع اللقاحات المضادة لكورونا، على 3 ركائز أساسية لإنقاذ العالم من أزمة غذاء عالمية، والحد من تداعيات التوترات الجيوسياسية في شرق أوروبا وتحديدا العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا.
الحل الأول: تخفيف حدة الاضطرابات المواجهة للأسواق الزراعية
ترمي هذه الركيزة، بالتعاون الوثيق مع منظمة التجارة العالمية، إلى تجنّب حدوث "أزمة ثقة" في الأسواق الزراعية، من خلال منع القيود المفروضة على الصادرات وتعزيز شفافية الأسعار والمخزونات الزراعية. واعتُمد في الآونة الأخيرة قرار يعفي مشتريات برنامج الأغذية العالمي من أي قيود مفروضة على الصادرات إبّان الاجتماع الوزاري الثاني عشر لمنظمة التجارة العالمية، وهو ما يمثّل إنجازًا مهمًا في هذا الصدد.
الحل الثاني: ضمان توفير السلع الزراعية بأسعار معقولة
تعمل فرنسا على نحو وثيق مع برنامج الأغذية العالمي من أجل وضع آلية التضامن التي من شأنها أن تسهم في التخفيف من حدة التداعيات في حال تفاقمت الأزمة. وستتيح هذه الآلية لبرنامج الأغذية العالمي والبلدان الأكثر عرضة للخطر التزوّد بالمنتجات بأسعار أدنى من أسعار السوق.
ويندرج دعم القطاع الزراعي الأوكراني وتصدير الحبوب الأوكرانية عبر مبادرة "ممرات التضامن" في صلب أولويات مبادرة تعزيز القدرة على الصمود في مجالي الغذاء والزراعة. وتُعدُّ مشاركة المنشآت الخاصة المتخصصة في إنتاج الحبوب والنقل والتجارة في جهود التضامن هذه ضروريةً.
الحل الثالث: تعزيز القدرات الزراعية على نحو مستدام
ترمي الركيزة الثالثة لمبادرة تعزيز القدرة على الصمود في مجالي الغذاء والزراعة إلى تسريع وتيرة الانتقال إلى النُظم الغذائية المستدامة وذات القدرة على الصمود، ولا سيّما في القارة الأفريقية التي تُعدُّ سيادتها الغذائية ضرورية، وذلك بالتنسيق مع الصندوق الدولي للتنمية الزراعية.
وبحسب وزارة الخارجية الفرنسية، لا بد من الاستفادة من الإنجازات التي أحرزتها الدورة السادسة لمؤتمر قمة الاتحاد الأوروبي والاتحاد الأفريقي التي عُقدت في 18 فبراير/شباط 2022 في مجال الإنتاج الزراعي والغذائي المستدام، ومن مبادرة السور الأخضر العظيم ومبادرة البروتينات النباتية.
ويقترح كلٌّ من فرنسا وشركائها الأوروبيين مشاريع عملية على الأجل القصير والمتوسط والطويل سيستدعي تنفيذها إشراك جميع الجهات الفاعلة الملتزمة في القطاعين العام والخاص، وذلك من خلال مبادرة تعزيز القدرة على الصمود في مجالي الغذاء والزراعة وبدعم من المنظمات الدولية الناشطة في مجال الأمن الغذائي والتغذية.
انقسام أوروبي يهدد "فارم"
قالت وزيرة المالية الإندونيسية سري مولياني إندراواتي يوم السبت الموافق 16 يوليو/ تموز الجاري، إن وزراء مالية مجموعة العشرين اتفقوا على الحاجة إلى التصدي لأزمة غذاء عالمية وشيكة، ولكنهم انقسموا بشأن كيفية الاستجابة للعملية العسكرية الروسية في أوكرانيا.
وانتهى اجتماع وزراء المالية ومحافظي البنوك المركزية الذي استمر يومين لمجموعة العشرين للاقتصادات الكبرى في جزيرة بالي الإندونيسية بدون بيان رسمي مشترك بسبب الآراء المختلفة بشأن الحرب الروسية الأوكرانية.
وقالت إندراواتي "اتفقنا جميعا على أن عدم الأمن الغذائي يحتاج لاهتمام وتدخل وسياسة وهذا هو سبب قيامنا ببحث كيفية اصلاح اضطرابات التوريد".
وأكدت الوزيرة الإندونيسية أن بعض المشاركين أصروا على تضمين آراء الدول بشأن الحرب الروسية في أوكرانيا.
وأضافت "لدى الدول مواقف لا يمكن التوفيق بينها".
وتابعت "أرادوا الإعراب عن آرائهم فيما يتعلق بقضايا معينة، خصوصا فيما يتعلق بالحرب... ما يعكس أنه لايزال هناك آراء مختلفة داخل مجموعة العشرين".
وحذرت سري مولياني من أن ارتفاع الأسعار، الذي يرجع جزئيا إلى الأزمة الأوكرانية، يمكن أن يؤدي إلى عدم الاستقرار الاجتماعي والاضطراب.
وقالت إن التهديد الثلاثي للحرب وارتفاع أسعار السلع وزيادة التضخم العالمي يمكن أن يتسبب في انتشار الديون ليس فقط في الدول الفقيرة ولكن أيضا في الاقتصادات متوسطة الدخل وحتى المتقدمة.
يذكر أن إندونيسيا ترأس مجموعة العشرين العام الجاري.
روسيا تبرئ ساحتها
ذكر وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، في 22 يوليو/ تموز الجاري، أن بلاده لا تأجج أزمة غذائية، وتعهد بأنها سوف تواصل تقديم شحنات الغذاء والطاقة، مستوفية الاتفاقيات الدولية.
وفي مقال ظهر في العديد من الصحف قبل رحلة إلى أفريقيا، كتب لافروف أن "تكهنات الدعاية الغربية والأوكرانية، التي مفادها أن روسيا ربما تصدر الجوع، لا أساس لها من الصحة مطلقا".
وشدد لافروف على أن المشاكل بدأت خلال جائحة فيروس كورونا عندما استخدم الغرب أمواله في تحويل السلع وسلاسل الغذاء، مما تسبب بالتالي "في أن يتفاقم سوءا وضع الدول النامية المعتمدة على واردات الغذاء".
وقال "روسيا سوف تواصل الوفاء بشكل شامل بالتزاماتها بموجب الاتفاقيات الدولية فيما يتعلق بتصدير الغذاء والسماد وموارد الطاقة وغيرها من السلع الحيوية لأفريقيا".
aXA6IDMuMTM3LjE3My45OCA=
جزيرة ام اند امز