ترامب ينتظر رئيس الفلبين "مهين" أوباما في البيت الأبيض
الرئيس الأمريكي وجه الدعوة لدوتيرتي لزيارة الولايات المتحدة لبحث التحالف سويا بعد سلسلة من الشتائم التي وجهها لواشنطن وأوباما
في خطوة تظهر تغير خريطة التحالفات الأمريكية، بادر الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، بدعوة نظيره الفلبيني درودريجو دوتيرتي لزيارة واشنطن التي سبق وهدد الأخير بتقليص العلاقات معها ووجه لها شتائم لاذعة.
وفي اتصال هاتفي "ودي" جرى بينهما مساء السبت "دعا ترامب دوتيرتي إلى زيارة البيت الأبيض للتباحث في أهمية التحالف بين الولايات المتحدة والفلبين والذي يسير الآن في اتجاه إيجابي جدًا"، بحسب بيان صادر عن البيت الأبيض.
وشمل الاتصال جهود حكومة الفلبين للتخلص من المخدرات الشائعة لديها والتهديد الذي تمثله كوريا الشمالية على الأمن الإقليمي، قال البيت الأبيض، إن ترامب "استمتع بالمحادثة".
وجاء الاتصال بعد ساعات من نصيحة وجهها دوتيرتي إلى ترامب بضبط النفس بعد التجربة الصاروخية الجديدة التي أجرتها كوريا الشمالية.
وحذره من الانسياق وراء الطريق الذي يسعى زعيم كوريا الشمالية كيم كونج أون الذي "يريد نهاية العالم".
وبشكل أوضح قال إن الولايات المتحدة واليابان وكوريا الجنوبية والصين على خلاف مع رجل يتحمس لفكرة إطلاق الصواريخ.
كما تحدث دوتيرتي الذي يشتهر بصراحته عن أن منطقة جنوب شرق آسيا يعتريها قلق شديد من التوتر بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية، وإن خطوة واحدة خاطئة ستكون "كارثة" وآسيا ستكون الضحية الأولى لحرب نووية.
وتعد تلك تصريحاته ودية وهادئة من الرئيس الفلبيني الذي اعتاد توجيه اتهامات وشتائم للولايات المتحدة عموما ورئيسها السابق باراك أوباما خصوصا، وصلت إلى ألفاظ غير مسبوقة في الحديث بين رؤساء الدول.
فطالما وجه دوتيرتي، الذي تم انتخابه يونيو/حزيران 2016، اتهامات لواشنطن بأنها تكيل بمكيالين على صعيد حقوق الإنسان.
وفي سبتمبر/ أيلول 2016 وجه الرئيس الفلبيني لباراك أوباما شتائم مباشرة؛ ردا على انتقادات وجهها الأخير لحملة دوتيرتي للقضاء على تجارة وإدمان المخدرات في بلاده.
وأضاف دوتيرتي أنه "رئيس دولة ذات سيادة وهو مسؤول أمام الشعب الفلبيني فقط"، وقال موجها الحديث لأوباما " لا تسألني عن الموضوع وإلا سأشتمك يا ابن العاهرة".
وتساءل دوتيرتي: "من هو حتى يواجهني ؟"، مشيرًا إلى أن الولايات المتحدة لم تعتذر لبلاده عن التجاوزات والانتهاكات التي اقترفتها أثناء استعمارها.
واعتذر الرئيس الفلبيني عن هذه الشتيمة غير أنه بعد أن ألغى أوباما اجتماعاً كان مقررًا بين الجانبين على هامش اجتماعات قمة مجموعة دول جنوب شرق آسيا "آسيان"، عاد ليشتمه بنفس اللفظ، وهدد بأنه سيقلص علاقاته مع الولايات المتحدة، وسيمد خطاه نحو الصين وروسيا في المقابل.
رئيس الفلبين يتهم الاتحاد الأوروبي بتعطيل حربه على المخدرات
وفاز الرئيس الفلبيني في الانتخابات بناء على وعده لشعب بشن حرب شديدة على تجار ومدمني المخدرات، والتي تتضمن قتل التاجر والمدمن.
غير أن منظمات حقوقية دولية والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة هاجمها هذه الحملة، قائلين إنها تسرف في القتل.
وكما يهاجم الولايات المتحدة، وجه أيضاً هجوماً للاتحاد الأوروبي رداً على هذه الانتقادات، مهدداً مطلع إبريل/نسيان الجاري، بصفع زعماء الاتحاد الذين "يعرقلون" حملته على المخدرات.
وسخر الرئيس الفلبيني من الاتحاد لأنه أوصى الفلبين ببناء "عيادات مثلما هو الحال في دول أخرى وتقديم... الكوكايين والهيروين مثل هولندا".
ويرى دوتيرتي أن علاج انتشار المخدرات في بلاده لن يكفيه مجرد بناء عيادات لعلاج المدمنين، خاصة وأن تجارة المخدرات منتشرة بكثافة في بلاده، وتخترق مؤسسات مهمة في الدولة منها الشرطة.
في المقابل تلقى الرئيس الفلبيني دعمًا لحملته من بعض قادة دول رابطة دول جنوب شرق آسيا "آسيان"، من بينهم سلطان بروناي حسن البلقية ورئيس إندونيسيا جوكو ويدودو.
ويترأس دوتيرتي حاليا رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان).
ولم يذكر البيت الأبيض تفاصيل بشأن موعد التقاء ترامب ودوتيرتي في واشنطن لبحث تحالفهما، ولكنه قال إن ترامب يتطلع إلى زيارة الفلبين في نوفمبر/ تشرين الثاني في إطار اجتماعي قمة مع زعيمين آسيويين آخرين.
aXA6IDE4LjExNy4xNzIuMTg5IA== جزيرة ام اند امز